شبكة قدس الإخبارية

"خطرُ الحظر".. هُنا المسجد الأقصى!

جمان أبوعرفة

قبل أيام بدأت حافلة" الأقصى مسؤوليتي" رحلتها بدعم من الحركة الإسلامية عبر قرى ومدن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وبهدف حشد الجموع نحو المسجد الأقصى.

وفجر اليوم استيقظت فلسطين على خبر حظر حكومة الاحتلال للحركة. لم يعجبوا لذلك القرار أبداً، فالعجيب أصلاً أن يتركَ الاحتلال حركة كهذه وشأنها؛ تعمرُ المسجد الأقصى بالمصلين وتنبه المسلمين لأي خطر يحيق بالقدس ومسجدها وأهلها!

17 مؤسسة حُظِرت برفقة الحركة، أبرزها مؤسسة "حراء" لتحفيظ القرآن، مؤسسة "البيارق" التي تُقل فلسطيني 48 مجاناً ويومياً إلى المسجد الأقصى، وكالتا "كيوبرس" و"فلسطينيو 48" اللتان تهتمان بأخبار القدس والأقصى، وكتلة"إقرأ" الطلابية. أكثر من نصف مليون فلسطيني حُرم من الخدمات التي كانت تُقدمها تلك المؤسسات.

اليوم بالتحديد كان من المفترض أن تُقِلَ حافلات البيارق مئات النسوة من قرى ومدن 48 ليقمن بحملة تنظيف لساحات ومصليات الأقصى، حتى مثل هذه الأنشطة حظرها الاحتلال واعتبرها تهديدا لأمنه.

صباح ذات اليوم الذي أُصدر فيه هذا القرار، امتلأ باب حطة (أحد أبواب المسجد الأقصى) بالنسوة اللواتي اعتدن الجلوس بالقرب من الباب بسبب منعهن من دخول الأقصى وضم أسمائهن ضمن "قائمة سوداء". كُنَ يرددن آيات قرآنية وعبارات مثل"فشروا" و"بهمش".

وكعادته حَفِل المسجد الأقصى بفلسطينيي أراضي 48 الذين جاؤوا بسياراتهم الخاصة بعد حظر الحافلات التي كانت تُقلهم. عَلت أصوات التكبيرات عند اقتحام المستوطنين! لم يتغير شيء، قالت إحدى الفتيات اللواتي جئن من قضاء مدينة عكا: "الحركة الإسلامية فكرة والفكرة لا تموت".

البؤس وقلة الحيلة في أعينِ جنود الاحتلال على أبواب الأقصى كانت بادية رغم محاولتهم استفزاز المصلين على الأبواب لإخفاء ضعفهم. كان كلُ شيء يقول لهم "فشرتوا".

عودة بالذاكرة التصاعدية الى الوراء، لم يدخر الاحتلال جهداً في تفريغ المسجد الأقصى والتمهيد للتقسيم الزماني والمكاني وفرضه لاحقا. بدءا من احتجاز الهويات وأصحابها، الاعتقالات، الابعادات، إغلاق المسجد، ضرب النساء، كل هذا لم يغير الوضع القائم، بل ان الوضع ازداد توقدا واشتعالا!

سابقاً، حُظرت مؤسسة "عمارة الأقصى" و"مجالس العلم" وغيرها الكثير من المؤسسات، لم تزد تلك الضربات رواد الأقصى الا حُباً وصموداً، تراهم في كل ضربة يزدادون صلابة ويبحثون عن البديل الأقوى.

و لا يخفى على مُراقب أن القدس المحتلة والمسجد الأقصى مقبلان على مرحلة أشد ضراوة وأهمية، ولا ريب أن هذه الامتحانات التي تجري ما هي الا تمحيص بين من أحب وعمل بصدق وإخلاص وبين من ادّعى الحب وعمل لأجل منصب وجاه أو مال. ولعل غداً لناظره قريب.