شبكة قدس الإخبارية

"ع المكشوف"..خضر عدنان وحيداً !

عبدالقادر عقل

فلسطين- خاص قدس الإخبارية: يدخل الأسير الشيخ خضر عدنان يومه الحادي والعشرين في إضرابه عن الطعام، وليست هذه المرة التي يخوض فيها عدنان غمار معركة الأمعاء الخاوية تحدّيا للسجان ورفضا لسياسة الاعتقال الإداري، لكن المختلف هذه المرة هو تضاؤل مستوى التفاعل الشعبي والرسمي مع الإضراب أكثر فأكثر، فما الذي يجعل هذا الدعم والتفاعل بلا زخم كما هو مفترض؟ وما الذي يجعل مستواه لا يرتقي لحجم معاناة الأسرى وتضحياتهم؟، ما الذي يجعل 12 شخصا فقط يشاركون في وقفة تضامنية مع خضر عدنان في مدينة نابلس؟!.

الإجابات والأسباب الحقيقية وراء تراجع التفاعل الشعبي المتراجع أصلا، تتلخص في عدة محاور، أبرزها وجود حالة عامة من التقوقع على الذات وفتور الانتماء، وهي حالة تشرذم عامة، جعلت المواطن قسرا عبدا لاهثا وراء لقمة العيش، فلم يعد قادرا على الالتفات لغيرها من الأمور.

أما المحور الثاني فهو واسع فضفاض، يتعلق بدور التنظيمات وفصائل العمل الوطني والإسلامي، حيث أن عامل الانتماء التنظيمي لا تزال له كلمة أساسية وتحكم فعاليات الأسرى، فبكل صراحة انتماء الأسير خضر عدنان للجهاد الإسلامي لن يجعل فصيلا غير الأخير ينظّم له وقفة دعم من تلقاء نفسه، بينما لو كان هذا الفصيل له أسير يخوض إضرابا فبالتأكيد سيدعمه بزخم اكبر، وقس على ذلك معظم التنظيمات والفصائل، وهنا تجدر الإشارة إلى أن إضراب الأسرى بشكل عام تتعامل معه الفصائل بزخم وبشكل أقوى من الحالات الفردية للإضراب.

هنا لا نتكلم عن المواطنين والأفراد العاديين، فالأغلبية الساحقة منهم تؤمن أن قضية الأسرى هي قضية كل الشعب الفلسطيني، وتشارك في أي فعالية مناصرة لإضراب الأسرى.

على صعيد المحور الثالث، فهو يشمل المنطقة الجغرافية للأسير المضرب عن الطعام، فمثلا بلدة عرابة قضاء جنين تجري فيها هذه الأيام فعاليات ما بين أسبوع وآخر، لأنها مسقط رأس الأسير خضر عدنان، فهذه الفعالية تلقائية بحكم تفاعل عائلة الأسير مع قضية ابنها داخل بلدته.

بالنسبة للمحور الرابع فيتمثل بدور الإعلام الفلسطيني وتفاعله مع القضية، وبرأيي أن معظم الإعلام المحلي والفضائي المهتم بالشأن الفلسطيني يستجيب لضغط الشارع عند تناوله لقضية الإضراب،على عكس ما هو مفترض أن يكون، فالمفترض أن يحرك الإعلام الشارع وليس العكس.

المراكز والمؤسسات المهتمة بقضية الأسرى يقع على عاتقها مسؤولية أيضا، فالقليل منها من يعمل لخدمة قضية الأسرى في الميدان على أرض الواقع، ولا يكتفي كالبقية باختزال الأسرى كأرقام وكقصص مكتوبة عبر مواقع الكترونية، وهنا أتذكر زميلاً صحفياً حالياً تزّين يديه الأصفاد في سجون الاحتلال واعتبره احد معلمي، وهو صحفي مختص بشؤون الأسرى قال لي ذات يوم "إن المراكز والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى تتنافس فيما بينها على من ينظم لقاءات صحفية أكثر، ومن يصبح مشهورا أكثر إلا من رحم ربي من القليل القليل"، وإذا كان البعض يخالفني في هذه النقطة فمن حقي التساؤل: كم ندوة وكم ورشة عمل متخصصة في قضية الأسرى تنظم هذه المؤسسات والمراكز سنوياً؟ هل أنشطتها فعلا تتناسب مع حجم تمويلها؟