شبكة قدس الإخبارية

جرائم الاحتلال من ظلمة السجن إلى طريق الشهادة!!!

٢١٣

 

تمارا حداد
يا شهيدا أنت حي ما مضى دهر وكانا, ذكراك يا جعفر ستبقى ما حيينا أنت بدر ساطع لا يغيب عن سمانا، لا تبكوا فاليوم بدأت حياته وان الشهيد يعيش بعد مماته فالشهادة في سبيل الوطن ليس مصيرا سيئا بل هي خلود وأعظم قيمة وأشرف موت هو موت الشهداء. غرزوا السم في جسدك يا جعفر لترتقي شهيدا في ليلة مباركة تحفها الملائكة في مدينة الرحمن مدينة الأنبياء والشهداء والأرواح الزكية، استشهد فيها الأسير المحرر جعفر إبراهيم يوسف عبد القادر 22 عاما في مستشفى الميزان التخصصي نتيجة تدهور في صحته. ولد تاريخ 8/11/1992 من بلدة امر قضاء مدينة الخليل والذي اعتقله الاحتلال الصهيوني مدة 15 شهرا في سجن ايشل وأثناء اعتقاله حقن بإبرة مجهولة أدخلته في غياهب المرض فعانى من تضخم الغدة الدرقية وهشاشة في العظام وارتفاع حاد في السكري افقد الحركة والأكل والشراب وشبه شلل في تفاحات العين والتهاب رئوي حاد ومشاكل في التنفس وضعف شديد في عضلة القلب. جعفر شهيد العنصرية والإهمال الطبي المبرمج والمتعمد، شهيد السم البطيء ورهين ضحايا الإبر التي تحوم حولها علامات الاستفهام عن ما هيتها وما هي المادة التي يحقن الأسرى المرضى بها التي تجعل أجسادهم منهكة ذابلة لترتقي إلى وجه الله الرحمن. ولم تكتف دولة الاحتلال بقتل جعفر عوض وإنما طالت يدها لقتل ابن عمه زياد عوض أثناء تشيع جثمان جعفر عوض فزياد أسير محرر أمضى بسجون الاحتلال مدة 12 شهرا فجرائم الاحتلال الإسرائيلي تستهدف أبناء فلسطين إما بالإهمال الطبي أو بالقنص المبرمج. الاحتلال مسؤولة عن هذه الجريمة بالرغم إنه موقع على الاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وهي اتفاقية ملزمة لها وتطبيقها وفق ما جاء في المادة 146 من اتفاقية جنيف الرابعة إلا إن "إسرائيل" تخالف هذه الاتفاقيات ولا تحترم معتقدات الأسير وكرامته وتعرضه للتعذيب الجسدي والنفسي ولا تقدم له العلاج ولا تجري لهم فحوصات دورية كما أقرتها المادة (90,91) من اتفاقية جنيف الرابعة والتي نصت على أن من حق الأسير في الحصول على العلاج وان تجري له فحوصات دورية كل عام، ولكن ديمقراطية الاحتلال المزيفة تتغافل عن هذه الاتفاقيات وأودت بحياة العديد من الأسرى داخل السجون ليرتقوا إلى الله تعالى. السؤال الذي يطرح نفسه أين هي المسؤولية الدولية اتجاه الأسرى المرضى من المسؤولية القانونية لمراقبة تنفيذ الاتفاقيات الدولية وخاصة جنيف الرابعة؟ أين هي العقوبات الجزائية نتيجة مخالفة "إسرائيل" لكافة الاتفاقيات الدولية؟ لماذا لا يتم ملاحقتهم كمجرمين ومنتهكين لحقوق إنسانية بحق الأسرى؟ وأين التشريعات لحماية الأسرى؟ أين هي الإنسانية والتي يجب أن يعملوا بحكمها على إيفاد مراقبين وأطباء داخل السجون الإرهابية لمراقبة تقديم العون للأسرى المرضى وغير المرضى والوقوف على معاناتهم داخل السجون؟، أين دور المؤسسات ذات العلاقة؟ لماذا الصليب الأحمر لا يلعب دورا مهما في هذا المجال؟ لماذا لا تحدد مسؤوليتها تجاه هذه الانتهاكات التعسفية لتمثلها كشهادة دولية أمام العالم ولإدراج قضية الأسرى في ملفات محكمة الجنايات الدولية؟ إلى متى التهاون؟ إلى متى التقاعس لقضية إنسانية شائكة؟