فلسطين المحتلة – قُدس الإخبارية: أربعون عامًا مرت على عملية فندق "سافوي" الشهيرة وسط "تل أبيب"، ليتم الكشف اليوم عن تسجيلات وثقت المفاوضات التي جرت بين الاحتلال ومقاتلي حركة فتح القادمين عبر الساحل.
وكانت مجموعة مسلحة من حركة فتح نزلت بتاريخ 5/آذار/1975 على ساحل "تل أبيب" مستخدمة قوارب مطاطية، ثم اقتحمت فندق "سافوي" في شارع "غؤولا" وسط "تل أبيب"، واحتجزت عددًا من الرهائن في الطابق العلوي من الفندق.
واستمرت العملية لخمس ساعات تخللها مفاوضات وقتال، وأدت في نهاية الأمر لمقتل ثمانية مستوطنين وثلاثة جنود، بالإضافة لاستشهاد سبعة مقاتلين، لتشتهر العملية بعد ذلك في التاريخين الفلسطيني والإسرائيلي باسم "عملية سافوي".
ووصل المقاتلون إلى شاطئ "تل أبيب" عند الساعة 11:15 ليلاً، وقد اكتشفت أمرهم دورية لشرطة الاحتلال، ففتح عناصرها النار على المقاتلين وتسببوا بتفجير أحد القواب التي كانت محملة بالأسلحة والمتفجرات، ما دفع المقاتلين للنزول إلى الشاطئ واقتحموا فندق "سافوي"، وقتلوا موظف الاستقبال وجمعوا نزلاء الفندق في غرفة حصنوها بالمتفجرات، وهددوا بتقلهم جميعًا إذا لم تطلق "إسرائيل" سراح 20 فدائيًا من سجونها خلال أربع ساعات.
وعند الواحدة بعد منتصف الليل، وصلت قوة تابعة لوحدة النخبة التابعة للأركان الإسرائيلية "سيرت متكال" إلى الموقع، ودخلت في مفاوضات مع المقاتلين وثقتها التسجيلات الصوتية التي تم نشرها اليوم، قبل أن تقتحم الفندق من أربعة محاور.
وتضمنت التسجيلات محادثة جرت بين رهينة تدعى "كوخافه ليفي" اختارها المقاتلون كوسيط من جهة، وبين روبي بيلد وهو قائد بوحدة "سيرت متكال" الخاصة التي اقتحمت الفندق لتخليص الرهائن من جهة أخرى، وكان هذا نص المحادثة:
كوخافة: لقد تحدثت معهم، أن يسمعوا صوت الدراجات النارية التي ستحضر السفير إلى هنا وحين يصل السفير يجب أن يكون معه مترجما وسيتم السماح بصعودهم إلى هنا ولن يحدث لهم أي مكروه :
روبي: ماذا ، يصعدون اليه؟
كوخافة: نعم.
روبي: لحظة لحظة ، أحاول أن أقنعه لأنه خائف.
كوخافة: أنا هنا معهم وسأتولى ترجمة كل شيء ولن يحدث له أي شيء سيكون كل شيء على ما يرام أنهم يتصرفون معنا بشكل جيد جدا.
كوخافة: إنهم يقولون بأنهم يريدون أن يعيشوا معنا بسلام وفقط امنحوهم فرصة الخروج من هنا وسيكون كل شيء على ما يرام.
روبي: قولي لهم بانه هذه هي نيتنا قبل الاتفاق الذي تحدثنا عنه معهم ولا يوجد لدينا أي نية لخداعهم اسأليهم الآن عن صحة بقية الجرحى .
كوخافة: بشكل عام جيدون.
روبي: لا، دعيهم هم يقولون لنا ذلك حتى نكون واثقين ، القادة هنا يريدون أن يعرفوا .
كوخافة : يقولون إذا وصل السفير إلى هنا سيبلغونه كل شيء.
بعد ذلك طلب بيلد الحديث مباشرة إلى أحد المقاتلين، بذريعة أن معرفة كوخافة بالعربية محدودة وقد تغفل معلومات مهمة، ليستجيب أحد المقاتلين ويبلغه بيلد بقرار الحكومة الإسرائيلية، ليتبع ذلك أصوات إطلاق رصاص بكثافة من مختلف الأسلحة، بالإضافة لأصوات تفجيرات كبيرة هزت الفندق، وتبين أن الاحتلال حاول اقتحامه ففجر المقاتلون الغرفة التي احتجزوا فيها الرهائن.
وتسبب الانفجار الهائل بتدمير قسم كبير من الطابق العلوي من الفندق، وقتل ثمانية رهائن وثلاثة جنود من القوة المهاجمة، واستشهاد سبعة مقاتليين فلسطينيين وأسر ثامن هو قائد الفرقة موسى جمعة، والذي بقي تحت الركام حتى صباح اليوم التالي، ليشتبك مرة أخرى مع الاحتلال حتى نفذت ذخيرته وتم اعتقاله.
ترجمة: وكالة معًا الإخبارية – تحرير: شبكة قدس الإخبارية