شبكة قدس الإخبارية

"صرخة طفولتي" وثائقي فلسطيني يصل العالمية بجهود شابة

وضاح عيد

رأفت دراوشة-شبكة قدس: "صرخة طفولتي" هو فيلم يختصر صرخات أطفال فلسطين أجمع، شجاعتهم، تحديهم، إصرارهم، ثباتهم في ميادين المواجهة مع الاحتلال، كل هذه العوامل شجعتني على خوض غمار تجربة تصوير فيلم جديد يظهر شجاعة هؤلاء الأطفال الذين كبروا قبل أوانهم، وإيصال رسالة تحديهم للعالم أجمع، لكي يعرفوا حجم المعاناة والألم الذي يجترعه أطفال فلسطين جراء الاحتلال وممارساته العنصرية بحقهم".

بهذه الكلمات لخص المخرج الشاب أحمد موقدي فكرة فيلمه الجديد، الذي تمكن من خلاله من الوصول إلى مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية في دورته العاشرة والذي سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة ما بين (23—26) تشرين الأول، والذي سيحمل هذا العام عنوان " خطوات".

[caption id="attachment_49822" align="alignleft" width="267"]المخرج الشاب أحمد موقدي أحرج 5 أفلام نافست وحصدت على العديد من الجوائز العالمية والعربية المخرج الشاب أحمد موقدي أحرج 5 أفلام نافست وحصدت على العديد من الجوائز العالمية والعربية[/caption]

فكرة الفيلم 

وتعد مشاركة موقدي كمخرج هذا العام هي الثانية على التوالي بعد نجاح فيلمه الأول "أنا لست صورة" والذي شارك في المهرجان العام الماضي بالتعاون مع المخرج الشاب محمد ذوقان.

وعن فكرة الفيلم يضيف موقدي "الفيلم يروي قصة أطفال قرية النبي صالح وخروجهم بالمسيرات الشعبية الأسبوعية التي تجري في القرية لمواجهة قوات الاحتلال، والتصدي بشجاعة منقطعة النظير لهم، ويركز الفيلم أيضاً على الحالة النفسية التي يمر بها الأطفال جراء الاعتقالات المتكررة لهم ولأهاليهم، ومداهمات المنازل في ساعات متأخرة من الليل الأمر الذي يتسبب في حالة نفسية صعبه للأطفال.

ويبين موقدي أنه يسعى ومن خلال فلمه إلى إيصال الرسالة التي يجب أن تصل لكافة الشرفاء والأحرار في هذا العالم، وهي "أن للطفل الفلسطيني الحق في العيش الكريم مثله كمثل باقي أقرانه في العالم الحر".

وشارك موقدي منذ مطلع العام الماضي في ستة مهرجانات عالمية ومحلية، حيث كان بدايتها في مهرجان جامعة النجاح الوطنية بنسخته التاسعة وحصده للمرتبة الثالثة عن فيلم "أنا لست صورة"، ومشاركته وبنفس الفيلم في مهرجان الجزيرة التاسع للأفلام التسجيلية، وكان من بين أفضل ثلاثة أفلام عن فئة الفيلم القصير.

كما وحصد فيلم " أنا لست صورة" على جائزة أفضل عمل فني وجائزة محمد رمضان في مهرجان "خريبكة وسوسة" في المملكة المغربية، كما وحصد المرتبة الأولى في مهرجان شاهد على الإبداع، إضافة لتكريمه بأن يكون عرض الافتتاح للمهرجان العاشر للفيلم الوثائقي في جامعة النجاح الوطنية.

وعن مشاركته في المحافل الدولية يقول موقدي: "إن المشاركة الدولية حلم لكل مخرج، يشعر من خلالها بأنه يقطف ثمار عمله بعد وضع كافة إمكاناته في إخراج الفيلم،  ومثل هذه المشاركة تزيد من نسبة الاحتكاك مع المخرجين العالميين وهو مهم للإطلاع على ثقافات المجتمعات العالمية، واكتساب الخبرات الإخراجية،

وعن الجوائز التي حصل عليها يضيف موقدي "كانت دفعه معنوية كبيرة للاستمرار في هذا المجال، وزيادة الرغبة في إنتاج أفلام وثائقية ترقى للعالمية، أسعى من خلالها لرفع علم فلسطين في كافة المحافل الدولية، وتشريفها أفضل تمثيل".

وتابع موقدي حديثه عن مدة إعداد الفيلم الذي استغرق إنتاجه عدة أشهر، أما بخصوص التكلفة  فيعتقد أنها ربما تكون الأقل على الإطلاق من بين الأفلام المشاركة في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية، وبالرغم من الإمكانات البسيطة كانت النتيجة مميزة من خلال الوصول للمشاركة بفعاليات المهرجان هذا العام، وهناك إمكانية لمشاركة الفيلم مطلع العام المقبل في مهرجان سيقام بالمملكة المغربية، ويأمل بأن يكون فيلمه جدير بحصد الجوائز العالمية.

[caption id="attachment_49823" align="alignleft" width="400"]فيلم فيلم "أنا مش صورة" للمخرج موقدي حاز على العديد من الجوائز العربية[/caption]

الإعداد لفيلم "مهلة الموت" عن غزة

"صرخة طفولتي"، و "أنا مش صورة"، و "هبة فون"،  و"نفسي أكون"، و"دولة هاني" أسماء أفلام أخرجها الشاب الطموح أحمد موقدي خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى مشاركته في إخراج العديد من الأفلام الوثائقية، ولكن بداية العالمية كانت بعد النجاح الذي حققه فيلم "أنا لست صورة".

ويستعد موقدي لإخراج فيلم مشترك مع المخرج فائق جراده بعنوان "مهلة الموت" والذي يتحدث عن العدوان الأخير على قطاع غزة، بالإضافة إلى الانتهاء من تصوير فيلم يتحدث عن الأسرى، وعن تكلفة كل هذه الأفلام يقول موقدي "إنها بتمويل ذاتي منه.

جدير بالذكر أن فيلم "صرخة طفولتي" من إخراج أحمد موقدي، تصوير أحمد موقدي، وبلال التميمي، ومونتاج أحمد موقدي، وترجمة رأفت دراوشة، وصوت أحمد شاور، ويروي خلال (14) دقيقة ما يتعرض له الأطفال في قرية النبي صالح، وتروي قصته الطفلة جنى التميمي والبالغة (8) سنوات، وتتحدث من خلاله عما تتعرض له من صعوبات في تحدي الاحتلال، وتجسد قصة أطفال قريتها من خلال الفيلم.