باءت محاولات الشاب الفلسطيني "ب.ص" وأسرته مغادرة قطاع غزة إلى تركيا بالفشل على أعتاب معبر رفح البري حين أبلغته السلطات المصرية بمنعه من السفر دون إبداء أي أسباب.
ويقول الفلسطيني -الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه- للجزيرة نت إنه "عاد إلى القطاع قبل العدوان الإسرائيلي الأخير بثلاثة أسابيع لزيارة عائلته، بعد أن كان قد درس اللغة التركية لمدة عام بمدينة كونيا، وحصل على قبول مبدئي من إحدى الجامعات التركية لدراسة الماجستير.
ويتخوف "ب. ص" (25 عاما) -والذي أمضى نحو عامين برفقة أسرته في تركيا- من أن استمرار منعه من السفر قد يفقده إقامته التي تنتهي في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ومقعده الجامعي، وعمله، وشقته التي يسكن فيها.
[caption id="attachment_49371" align="alignleft" width="400"] مصر تمنع طلابا من غزة من استكمال تعليمهم في تركيا ودول أخرى[/caption]دون أسباب ويؤكد مصدر فلسطيني مسؤول في وزارة الداخلية في قطاع غزة للجزيرة نت إرجاع السلطات المصرية عددا من الفلسطينيين المسافرين إلى بعض الدول عبر معبر رفح البري، دون إبداء أي أسباب. ويوضح المصدر -الذي رفض الكشف عن اسمه- أن المنع استهدف الفلسطينيين الذين يعتزمون السفر إلى تركيا بشكل خاص، ويشمل أيضا بعض الدول الأخرى كقطر وماليزيا. ويشير المصدر الفلسطيني إلى أن السلطات المصرية لم تبلغ الجانب الفلسطيني على المعبر بشكل رسمي بقرار المنع، لكنها تعلم المسافرين إلى تلك الدول بالقرار عند وصولهم إلى الجانب المصري من المعبر حيث ترجعهم إلى قطاع غزة. الدكتوراه خطر ويتشارك الشاب الفلسطيني "م.ع" مع سابقه "ب.ص" معاناة المنع من السفر، وينتظر على أحر من الجمر إلغاء حظر السفر الذي تفرضه القاهرة على فلسطينيي غزة إلى تركيا، فهو يوشك على خسارة مقعد دراسة الدكتوراه الذي حجزه في جامعة "إسطنبول أيدين" بعد أن تسبب منعه من السفر بضياع الفصل الدراسي الأول. وكان الشاب الفلسطيني -الذي رفض الإفصاح عن اسمه أيضا- قد ذهب خلال الأيام الماضية إلى معبر رفح مرات عدة للسؤال عن إمكانية سفره، لكن الإجابة دائما تكون واحدة، وهي "أنت ممنوع من السفر دون إبداء أي أسباب". ويعبّر الشاب الفلسطيني -في حديثه للجزيرة نت- عن امتعاضه الشديد من القرار المصري الذي يعيقه وعشرات الشبان الفلسطينيين عن إكمال تعليمهم في الخارج، مؤكدا على ضرورة تسهيل سفر طلاب العلم والمرضى وأصحاب الالتزامات الخارجية.
[caption id="attachment_49372" align="alignleft" width="400"] معبر رفح مع مصر هو الطريق الوحيد لأهل غزة عبر البر إلى العالم[/caption]المنفذ الوحيد ولجأ بعض الفلسطينيين الذين منعوا من مغادرة غزة للالتحاق بعائلاتهم في الخارج إلى التسجيل مع شركات الحج والعمرة للسفر إلى المملكة العربية السعودية كمعتمرين أو حجاج، ولقاء عائلاتهم هناك. كما خرج بعض الآباء بذات الطريقة لرؤية أبنائهم الذين أحجموا عن العودة إلى القطاع خشية منعهم من السفر عند مغادرته. وتفتح السلطات المصرية معبر رفح البري وهو المنفذ الوحيد لأهل غزة إلى مصر بشكل جزئي وعلى فترات متقطعة منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي في 3 يوليو/تموز من العام الماضي، الأمر الذي تسبب بأزمة كبيرة في سفر الفلسطينيين. وتشير إحصائية صادرة عن وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني في غزة إلى أن المعبر فتح تسعين يوما بشكل جزئي منذ بداية العام الحالي، وأغلق بشكل كامل مدة 175 يوما. وتسافر عبر المعبر فئات يحددها الجانب المصري وهي "أصحاب الجوازات الأجنبية والمصرية، وحملة الإقامات، والمرضى، والجرحى الذين يحملون تحويلات للعلاج خارج القطاع من وزارة الصحة الفلسطينية".
المصدر : الجزيرة نت