شبكة قدس الإخبارية

الذكرى التاسعة لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين

هيئة التحرير

قال في آخر مقابلة متلفزة معه: "إننا طلاب شهادة، لسنا نحرص على هذه الحياة، هذه الحياة تافهة رخيصة، نحن نسعى إلى الحياة الأبدية". إنه الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أو شيخ المجاهدين الفلسطينيين كما يحلو للبعض تلقيبه. كسب شعبية عربية وإسلامية واسعة النطاق، وتمتع بمكانة روحية مميزة بين جميع أبناء حركة حماس. تُصادف اليوم الذكرى التاسعة لاستشهاده.

فقبل تسعة أعوام من اليوم (22 آذار) استشهد قائد حركة المقاومة الإسلامية الشيخ أحمد ياسين، بعد أن أطلقت عليه طائرات الأباتشي الإسرائيلية ثلاثة صواريخ وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي في حي الصّبرة في غزة. وقد استشهد في عملية الاغتيال هذه التي أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ارئيل شارون، 7 من مرافقي الشيخ وجُرح اثنان من أبنائه.

وقد تعرض الشيخ ياسين قبل عملية الاغتيال هذه إلى محاولة اغتيال سابقة عام 2003 حيث كان يقعد اجتماعاً مع بعض قيادات حركة حماس في إحدى الشقق في غزة، ولكنه نجى يومها ولم يصب سوى بإصابات طفيفة.

yaseen03

 المولد والمسيرة

 ولد الشيخ أحمد ياسين في قرية الجورة القريبة من عسقلان في الثلاثينات من القرن الماضي. التحق أحمد ياسين بمدرسة الجورة الابتدائية ودرس فيها حتى الصف الخامس، لكن النكبة التي ألمت بفلسطين والعرب عام 1948 وسقطت على إثرها عسقلان أجبرته على الهجرة مع أهله إلى غزة.

عاش ياسين مع عائلته ظروفاً صعبة في غزة شأنه شأن المهجرين الفلسطينيين. ويروى عن ذكرياته الطفولية أنه كان يذهب إلى معسكرات الجيش المصري ليلتقط ما تبقى من طعام الجنود ويعود به إلى أهله. كما أن اضطر إلى ترك المدرسة عاماً واحداً للمساعدة في إعالة أهله عن طريق العمل في مطعم للفول في غزة.

أصيب في السادسة عشرة من عمره بكسر في في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه، واتضح بعدها أنه سيعيش رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة. لكن هذه الإصابة لم تثنيه عن مواصله حياته والتأثير في محيطه. بعد إنهائه الثانوية عام 1958 عمل الشيخ أحمد ياسين مُدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

إلى جانب التدريس، كان الشيخ معروفاً بنشاطه السياسي وقدراته الخطابية والتنظيمية، وكان ينتمي فكرياً لجماعة الإخوان المسلمين. شارك في المظاهرات التي نظمت في غزة عقب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، كما كان من أشد المعارضين للإشراف الدولي على قطاع غزة ومطالباً بضرورة عودة الإدارة المصرية إلى القطاع عقب العدوان الثلاثي.

بعد هزيمة عام 1967، كان الشيخ نشيطاً في جمع التبرعات ومعاونة أهالي الشهداء والمعتقلين، كما كان يتخذ من منبر الجمعة في مسجد العباسي في غزة وسيلة لإلهاب مشاعر المصلين وتحريضهم ضد الاحتلال.

98976_hanein.info

 ملاحقات إسرائيلية

 تعرض الشيخ ياسين للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1982، وحكم عليه بالسجن الفعلي 13 عاماً بتهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة. ولكنه حُرّر من الأسر عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القادة العامّة.

 تأسيس حركة حماس

 كان عام 1987 عاماً فارقاً في مسيرة الشيخ ياسين، فقد شهد هذا العام تأسيسه ومجموعة من قادة العمل الإسلامي المعتنقين لأفكار الإخوان المسلمين حركة المقاومة الإسلامية حماس. وشاركت الحركة وشبابها في المواجهات التي وقعت في الانتفاضة الفلسطينية. ومن ذلك الحين يعتبر الشيخ ياسين الزعيم الروحي لتلك الحركة.

 عقب تصاعد أعمال الانتفاضة الفلسطينية وتزايد نشاط حركة حماس، قامت قوات الاحتلال باعتقال الشيخ ياسين عام 1989 وأصدرت إحدى المحاكم العسكرية الإسرائيلية حكماً بسجنه مدى الحياة بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

وفي محاولة للإفراج عنه، اختطفت مجموعة من كتائب القسام جندياً إسرائيلياً يدعى "نحشون فاكسمن" في القدس في كانون الأول من عام 1992 بهدف مبادلته بالشيخ أحمد ياسين وبعض المعتلقين الفلسطينيين. رفضت السلطات الإسرائيلية عرض المبادلة وقامت بالهجوم على مكان احتجاز الجندي وقتلته بنيران صديقة.

إلا أن الشيخ ياسين أفرج عنه في تشرين الأول 1997 عقب محاولة "إسرائيل" تسميم رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان. إذ قامت الأردن إثر ذلك بإلقاء القبض على اثنين من عملاء الموساد الإسرائيلي وبادلتهما مع إسرائيل مقابل إطلاق سراح الشيخ ياسين ومقابل تسليمها الترياق الذي يبطل مفعول السم في جسد مشعل.

لم تقتصر الملاحقات التي تعرض لها الشيخ ياسين على قوات الاحتلال الإسرائيلي، فعقب توقيع اتفاق أوسلو وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، كان الشيخ يتعرض لضغوطات كثيرة من الأخيرة، وقد فرضت عليه الإقامة الجبرية أكثر من مرة.

قال عنه آفي ديختر رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي السابق في فترة اغتيال الشيخ: "لقد شككت بالشيخ ياسين في كثير من الأمور، في أمر واحدٍ لم أشك: هو أن يصبح معتدلاً. إنه يعرفنا جيداً. هذا الرجل المعاق المسكين صاحب الصوت المخنوق والذي يعاني من التهاب رئة خطير يبدوه مظهره كأخ الأم تيرزا، ولكنه شرير، وأنا لم أر في حياتي كل هذا الشر في مثل هذا الجسم الضئيل".

7d4v482xemuq

 [video ]http://youtu.be/ClT7tVJK82Y[/video]