كيف نفهم الصراع الذي يجري في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت"؟.
يقف كل من وزير خارجية الاحتلال افغدور ليبرمان من حزب "اسرائيل بيتنا" والوزير بنيت من حزب "البيت اليهودي" ضد أفكار " التهدئة الإنسانية"، فيما يقف باقي اعضاء "الكابنيت" مع تمديد الهدنة الانسانية.
الرأي الأول: الرافض للهدنه الانسانية ليس فقط لإرسال رسائل للجمهور الإسرائيلي انهم مع استمرار القتل في قطاع غزة، وقلع الشجر وهدم الحجر دون ان يكلفهم ذلك شيء، وإنما ذلك يخدمهم أيضاً في صورة أنهم الاكثر تطرفا واجراما بحق النساء والاطفال الفلسطينيين.
الرأي الثاني: يعمل بسياسة مكر ودهاء، ويريد تجاوز مطالب المقاومة الفلسطينية ويؤسس لوقف إطلاق نار قريب يستحضر دورا مهما للسلطة الفلسطينية على حساب حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ويقود هذا التوجه في المجل الوزاري المصغر وزير القضاء تسيفي ليفني ووزير المالية لبيد، وجلون رئيسة حزب "ميرتس" و"هورتسغ" من حزب العمل الإسرائيلي المعارض.
الى جانب ذلك يسعى هذا الفريق إلى توظيف الموقف المتخاذل للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبعض الفريق الدولي، والذي يقترح هدنة طويلة الأمد بصورة إنسانية هدفها ليس لم يكن بريئاً وانما القصد منه اهدار منجزات المقاومة الفلسطينية اضافة لتقسيط القتل واراقة الدماء في قطاع غزة .
كما ان المجلس الوزاري المصغر "الكابنيت" يريد الغاء وتجاوز كل الجهود المبذولة للتوصل لهدنة بعيدا عن المبادرة المصرية التي يصر عليها ويريدها. كما يريد المجلس توظيف ما يجري لتحقيق تحالف استراتيجي تقاطعي مع مصر او احياء علاقة حيوية جدا ومهمة للأمن الاستراتيجي لدولة الاحتلال الإسرائيلي مع تركيا.
وتمثل التحالف الاستراتيجي مع مصر من خلال اعطاءها دورا اساسيا في التهدئة المزمع إنجازها، ويبدو أن هذا الأمر اصبح صعبا الان بسبب اصرار الطرف المصري استنزاف اخر قطرة دم في غزة قبل ان يفرض عليهم هدنة تحرمهم من اي دور محوري مبدئي يليق بتضحياتهم والثقة التي حققتها المقاومة ويهدر كل مكتسباتها المعنوية والمادية . لذلك ربما يتطلع التيار الثاني في "الكابنيت" لتحقيق الهدف الثاني الاكثر براجماتي في الوقت الحاضر، وهو اعادة العلاقة مع تركيا ولو كانت علاقة باردة، لكنها مما لا شك فيه توفر على "إسرائيل" جهدا دبلوماسيا متحفزة لإحراج الاحتلال الإسرائيلي من كل المحطات والمحافل.
تركيا تتطلع لمد العون لأهل قطاع غزة بعد أن فهمت أن مصر لا تريد وقف إطلاق النار، فاضطرت ان تتنازل عن كبريائها وتتصل بالاحتلال الإسرائيلي مباشرة.
تركيا وبحسب ما أرى تحاول ان تترجم تضحيات وبطولات المقاومين على الجبهة لإنجازات ينعم بها اهل غزة وتستحضر علامات ورموز السيادة المتصلة بالسياق العام المتراكم سياسيا فيبني عليه ويفتح افاقا جديده تعزز تطوره وتحقيق اهدافه من خلال تعزيز الشراكة وتفعيل حكومة التوافق لتؤدي دورها المنشود.
الباحث في الشأن الإسرائيلي محمود المرداوي