شبكة قدس الإخبارية

كيف تمنع مواجهات "شعفاط" عملية عسكرية ضد غزة؟

هيئة التحرير

يجمع محللون عسكريون إسرائيليون على أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابنيت" بات في وضع صعب للغاية ولم يعد قادرا على اتخاذ قرارات أكثر تطرفا ضد قطاع غزة، وتوسيع حجم الرد على مقتل الجنود الثلاثة الذين وجدت جثثهم في الخليل.

ويرجع هؤلاء المحللون استنتاجاتهم لعدة عوامل، أهمها جريمة قتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير في شرقي القدس على يد المستوطنين وما تبعه من حالة غليان مستمرة في الشارع الفلسطيني تؤشر على خروج الوضع الأمني عن السيطرة وتنذر بانتفاضة جديدة إلى الجانب التنديد العالمي الشديد بالجريمة.

المحلل الإسرائيلي "رون بن يشاي" في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، قال: "إن المواجهات المندلعة في القدس إثر مقتل فتى فلسطيني على يد المستوطنين أمس تضع المجلس الوزاري المصغر في وضع صعب، بينما يحاول منذ ثلاثة أيام اتخاذ قرار بشأن الرد المناسب على مقتل المستوطنين الثلاثة".

وأضاف أن "مقتل الفتى محمد أبو خضير من شعفاط، والأصوات العنصرية للإسرائيليين في الشبكات الاجتماعية والتي تدعو للانتقام تحدث تآكلا خطيرا في "الشرعية" الدولية التي تمتعت بها (إسرائيل) قبل 48 ساعة".

وتابع أنه "مع "هذه الشرعية" فقد كان بإمكان "إسرائيل" أن تبدأ حملة عسكرية على قطاع غزة، بيد أن القيام بمثل هذه الحملة الآن، بعد مقتل أبو خضير، من شأنه أن يشعل المنطقة، وليس فقط في الضفة الغربية، وإنما في الأردن ومصر أيضاً، وربما في لبنان".

المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية "اليكس فيشمان" قال: "إن الحشود العسكرية الإسرائيلية في محيط قطاع غزة الغرض منها ردع المقاومة وليس الحرب"، مشيراً إلى أن "توصيات الأجهزة الأمنية للمجلس الوزاري في هذا التوقيت هي إظهار القوة والاستعداد بهدف أن يراها "العدو" ويرتدع، ولكن بدون كسر قواعد اللعبة عن طريق عملية عسكرية واسعة النطاق".

ويضيف: "إن الجهود العسكرية تتركز أساسا على المستويين الاستخباري والجوي، حيث تحاول الاستخبارات الوقوف في اللحظة الحقيقية على أي تطورات قد تحصل، سواء على المستوى التكتيكي للقوات العسكرية أم على المستوى السياسي.

وقال فيشمان: "إن بعض الوزراء في المجلس الوزاري يعارضون شن هجوم على قطاع غزة، بسبب الخشية من مدى قدرة الجبهة الداخلية على الصمود، إضافة إلى التبعات الدولية التي قد تنشأ نتيجة للهجوم، وبعد ذلك يأتي الثمن العسكري للقيام بعملية برية وساعة النطاق في قطاع غزة، وفي الأخير يذكر الثمن الذي ستدفعه (إسرائيل) كنتيجة للمكوث في قطاع غزة لفترة زمنية طويلة".