نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الإثنين عن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو قوله "إن إسرائيل ستقف في وجه التطرف الإسلامي الذي يتمدد في المنطقة، وأنها ستعمل على مساعدة الأردن في وجه ذلك كما ستساعد الأكراد في تحقيق الاستقلال الذاتي".
وأضاف خلال كلمةً له أمام مؤتمر لمعهد دراسات الأمن القومي، بأن "إسرائيل" بحاجة إلى دعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز ودعم الأردن والطموحات الكردية من أجل الاستقلال.
وتابع نتنياهو "إن التحدي الأول هو حماية حدودنا ضد قوى الإسلام الراديكالي المتطرف، الذي يطرق كل حدودنا من الشمال والجنوب وغيرها.. نحن أنشأنا السياج الأمني، لكن لا يمكنه منع العمليات عبر الصواريخ والأنفاق الأرضية رغم انه يقلل بشكل كبير من عمليات التسلل".
وأردف: "كل ذلك يظهر مدى إصراري على أن تكون إسرائيل مسيطرة أمنيا لفترة طويلة جداً على الحدود الشرقية في أي اتفاق مستقبلي، فليس هناك قوة يمكن أن تضمن أمن إسرائيل سوى الجيش الإسرائيلي، لا يمكن الاعتماد على القوات العربية. هذا ما حدث في لبنان وغزة، والآن يحدث في العراق وسوريا، ونحن سنعل من أجل وقف المد الإسلامي للحدود"
ويعتزم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التسريع في تنفيذ مشروع بناء الجدار الامني على الحدود مع الاردن، وذلك مع تعاظم خطر الجماعات الاسلامية الجهادية في العراق واحتمال وصولها إلى الأردن، حسبما ذكره الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت".
وذكرت مصادر في مكتب نتنياهو الليلة الماضية للصحيفة ان الاعمال المتعلقة ببناء الجدار في مجلس الامن القومي قد استكملت، وان نتنياهو يعتزم عقد نقاشات خلال الاسابيع القريبة القادمة من أجل تحديد موعد البدء بالعمل في بناء هذا الجدار.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو تحدّث في السابق عن إقامة مثل هذا الجدار على الحدود الشرقية، ولكن المشروع لم ينفّذ لأسباب متعددة، إلا أنه مع تعاظم خطر الجماعات الاسلامية إلى الشرق من (إسرائيل)، ونظراً لإحتمال وصول هذا الخطر الى الاردن، فإن نتنياهو يرى بضرورة التسريع في البدء بالعمل في بناء الجدار قدر الامكان.
وتطرق نتنياهو خلال خطاب ألقاه في معهد أبحاث الامن القومي أمس الأحد في تل أبيب، إلى الموضوع، قائلاً: إن "التحدي الأكبر لنا هو على حدودنا الشرقية"، مضيفاً: "قوى الاسلام المتطرف قد طرقوا أبوابنا في الشمال والجنوب وفي جميع هذه الحدود قمنا بإقامة عوائق برية تواجه محاولات التسلل إلى داخل (إسرائيل) باستثناء منطقة واحدة، والأمر الأول الذي علينا القيام به هو بناء جدار أمني على الحدود الشرقية".
وتابع: "يجب بناء الجدار بالتدريج من إيلات وحتى الجدار الذي قد أقمناه في السنوات الأخيرة في هضبة الجولان، أنا أطلب منكم محاولة التصور ماذا كان سيحدث أمام قوى الجهاد العالمي في سيناء لو لم نقم بإقامة جدار أمني على الحدود الإسرائيلية مع مصر، والان من الواضح أيضاً السبب الذي يجعلني أصر على أن الحدود الأمنية لإسرائيل في الشرق تبقى على طول نهر الأردن".
وحسب الصحيفة يدور الحديث عن جدار يصل طوله إلى حوالي 400 كيلومتر ويفوق في طوله الجدار القائم على الحدود مع مصر لمنع دخول المتسللين الباحثين عن عمل والمهاجرين الأفارقة طالبي اللجوء، وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو يولي هذه المشروع أهمية قومية ويسعى إلى تجنيد مليارات الشواكل للبدء به، وألقى المهمة على وزارة الجيش الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة بالمقابل عن مسؤولين أمنين في وزارة الجيش الإسرائيلي هذه الليلة، أن الوزارة لا تستطيع تمويل مشروع كهذا من ميزانيتها، وأن الحديث يدور عن مشروع قومي يجب على (الدولة) أن تتجند من الناحية المالية لتنفيذ هذا المشروع.
وأشارت الصحيفة إلى أغلب الحدود مع الأردن تعتبر حدود سائبة ومخترقة، وفي الآونة الاخيرة أنهت الاجهزة الامنية الإسرائيلية خطة تفصيلية لزيادة حجم العوائق كما الحال على الحدود مع مصر وسوريا، موضحة أن هناك خلافات داخل هذه الاجهزة فيما يتعلق بطول الجدار وارتفاعه.