تطرقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء إلى ما كان يقصده رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس عندما صرح اول امس انه "نحن في الطريق إلى عملية عسكرية هامة" على خلفية عملية خطف المستوطنين الثلاثة. وأوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال ينفذ الآن في الضفة الغربية المحتلة عملية عسكرية "واسعة ومتدحرجة" من أجل ضرب قواعد حماس ووجودها السياسي في الضفة، ومحاولة الوصول إلى منفذي عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وقعت خلال الشهور الماضية، ولم يتم القبض عليهم حتى اليوم. وكتب المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، ألكس فيشمان، أن "عملية الاختطاف أوجدت فرصة عسكرية، لمرة واحدة، يتم من خلالها إغراق المناطق "ألف" الخاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة، بقوات الجيش والشاباك لمدة طويلة من أجل حل سلسلة من العمليات الغامضة والتي يتم حلها، مثل مقتل الشابة شيلي دادون (من العفولة وتم العثور على جثتها في بلدة ميغدال هعيمق – المجيدل)، ومقتل ضابط الشرطة باروخ كزراحي وعمليات أخرى". وأضاف فيشمان أن "الحديث يدور عن "عملية عسكرية متدحرجة وآخذة بالاتساع. وتعتزم إسرائيل استغلال الفرصة العسكرية حتى النهاية وكذلك استغلال الأجواء الدولية من أجل تنفيذ عمليات تمشيط دقيقة، لفترة طويلة، في المناطق ’أ’، وقمع قواعد حماس، بقدر الإمكان، في مناطق السلطة الفلسطينية". وتابع المحلل أنه "في الماضي، كانوا يسمون عمليات كهذه ’حرق الخبز المخمر’. ومنذ منتصف التسعينيات طاردت الإدارة المدنية قواعد حماس المدنية والسياسية وجمعت وثائق من أجل إغلاق مؤسساتها ووقف تحويل الأموال من حماس الخارج. وفي السنوات الأخيرة أبقت إسرائيل هذه المهمة بأيدي السلطة الفلسطينية، التي فعلت كل ما بوسعها وعلى مر السنين أصيبت بالإنهاك، وفقدت المحفزات ما أدى إلى عودة هذه القواعد. وبنيت القواعد العسكرية لحماس على طبق قواعدها المدنية، ومن هنا تنبع أهمية معالجتها: سيجففون البحر من أجل الإمساك بالأسماك". وأشار فيشمان إلى اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) أمس والبحث خلاله في إجراءات ضد نشطاء حماس، بينها إبعاد قيادات الحركة إلى قطاع غزة وهدم بيوتهم. "إخراج قيادة حماس السياسية من الضفة من شأنه أن يضعف الحركة قبيل المنافسة على قيادة السلطة الفلسطينية في الضفة". لكن المحلل في صحيفة "هآرتس"، أمير أورن، كتب اليوم أن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، هو الذي طرح فكرة إبعاد قادة حماس من الضفة إلى غزة وأن الجيش الإسرائيلي يعارض ذلك. وأضاف أن نتنياهو اقترح هذه الفكرة لأن إسرائيل فشلت حتى الآن في كشف هوية الخاطفين واحتمال عدم الوصول إليهم في الفترة القريبة المقبلة. ورأى أورن أن إبعاد قيادة حماس سيكون بالنسبة لإسرائيل "معاقبة للذات"، موضحا أنه في أعقاب خطوة كهذه لن يوافق الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) على العودة إلى المفاوضات. وأضاف أنه في حال نفذت إسرائيل عملية إبعاد قادة حماس فإن هذا الأمر يعني أن "إسرائيل تتنازل عن ادعائها بأنه بإخلاء غزة في صيف العام 2005 انتهى الاحتلال والمسؤولية" الإسرائيلية على القطاع، "فهي، كأنها لا تبعد نشطاء حماس من الضفة إلى كيان آخر، خلف الحدود".