لم يعجب الجمهور العربي يومياً وإن نطق بلسانهم، وتحدث الفصحى واستخدام آيات من القرآن الكريم، وصبح ومسى عليهم، وبارك لهم بالأعياد والمناسبات، وشاركهم فريق كرة القدم المفضل عبر صفحته على "فيسبوك" أو توتير.
ولم تشفع له كل محاولات التقارب، والإتيان بنماذج صهيونية تتحدث العربية، ولا أن يرفع صوره بكل مناسبه في انتظار التهاني والتبريك، فبقي هو بصورته التي حاول أن يجملها " جندي من أبشع جيوش العالم إجراماً وقتلاً، وإنما هو صورة الكترونية تختبأ من خلفها شخصية ترى في العرب والفلسطينيين العدو الأول الذي يجب قتله".
لم يتوقف الأمر عند عدم قبول تطفله الفج على العرب، بل أصبح مادة سخرية على الدوام، يتناوب فيها أصحاب النكتة وصناعة الابتسامة في استخدامه بصورته الشخصية أو مصطلحاته، لخلق مواد ساخرة تقدم إلى جمهورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
حادثة اختفاء جنود جيش الاحتلال الثلاث، والمداخلات التي أطلقها أفيخاي على صفحته تعقيباً على الحادثة، كانت مادة زخمة وجديدة، لصنع عشرات المواد الساخرة صورة وصوت ومونتاج.
ثم تطورت الأمور لإيقاع "المتحذلق" في شرع أعماله، إذ عمل شاب على مراسلته على صفحته على "فيسبوك" مدعياً معرفته بمكان جنود جيش الاحتلال المختفين، وليقدم له درساً في السخرية، انتشرت كالهشيم في النار عبر مواقع التواصل.
لم يتوقف الأمر عند هذه الحادثة، بل حاول كُثر أن يوقعوا به، بعضهم نجح والآخر تفطن له "أفيخاي"، وبعضهم تخيل المحادثة التي قد تجري معه وما يمكن أن يقال له.
وأجمل هذه المحادثات كانت تلك التي استُخدم فيها سيناريو المسلسل السوري الشهير "باب الحارة"، والذي حمل في أحد أجزاه قصة أسر جنود "فرنساويين" هربهم رجال حارة "الضبع" المحاصرة إلى خارجها من "قناني المي".
[caption id="attachment_43667" align="aligncenter" width="505"] باب الحارة حاضرةً في السخرية من أفيخاي[/caption]"أفيخاي" الذي يحاول أن يبث رسائل دولة الاحتلال وجيشها الى العرب، من خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يشرف عليها طاقم من خبراء وبمتابعة آنية من جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك"، لم يستطع أن يحقق هدفه في اختراق الحاجز النفسي بين الاحتلال وبين كل عربي يرى فيه " كيان وجد ليقتل ويخرب ويسرق الأرض والإنسان"، ولم يستطع أن يحقق ذاك التغير في الوعي العربي والفلسطيني أن "افيخاي" آلة إعلامية تحاول أن تجمل أشرس آلية قتل على وجه الأرض، وبات بحكم المؤكد " شخصية ساخرة".
[caption id="attachment_43669" align="aligncenter" width="432"] اصبح مادة للسخرية والتندر[/caption]حال "أفيخاي" الذي تحول من ناطق "للجيش الذي لا يقهر" إلى شخصية كوميدية غرق في سيل من المواد الساخرة منه والتي استفزته، وبدأ يتحدث " ع المكشوف"، مؤكداً أنه " لا يتشرف بالحديث مع أي عربي أو محاورته من قريب أو بعيد"، هي حالة ذلك الذي قال باللهجة المصرية " احنا اتهزئنا يا رجاله" – إن صح وصفه بالرجل! - .
[caption id="attachment_43671" align="aligncenter" width="517"] الكل يحاول أن "يعلم" على أفيخاي[/caption] [caption id="attachment_43670" align="aligncenter" width="490"] حورات قد تكون أو قد خرجت من خيال معدها، لكنها تؤكد أنه مادة ساخرة[/caption]