ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية صباح اليوم السبت أن "بني جنتس" رئيس أركان الاحتلال موجود في الخليل الآن، ويدير بنفسه عملية البحث عن المستوطنين الثلاثة، الذين ما يزالون مفقدوين منذ ليلة الجمعة، وبحسب الاعلام العبريّ لا يمتلك جيش الاحتلال أو الشاباك أي معلومة حتى اللحظة ترشدهم الى مكان وجودهم.
وقالت مصادر في جيش الاحتلال إن التقديرات تشير إلى أن منفذي عملية خطف المستوطنين الثلاثة أو بعضهم سيحاول التوجه إلى الأردن .و أوضحت الإذاعة الإسرائيلية "ريشيت بيت" إن تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى أن الحديث عن عملية خطط لها بدقة بهدف إجراء عملية تبادل أسرى.
إلى ذلك، تقوم قوات الاحتلال بفحص ما إذا كانت هناك أية علاقة بين مركبة إسرائيلية محروقة، عثر عليها جنوب جبال الخليل وبين اختفاء ثلاثة مستوطنين من مدرسة دينية في "غوش عتسيون" يوم أمس الجمعة، حيث ذكر أن البحث الجنائي الإسرائيلي يعمل على مدار الساعة على المركبة التي وجدت محترقة للعثور على أية دلائل حول اختفاء أثر المستوطنين.
وقال موقع "واينت" إن التقديرات تتعزز بأن مركبة من طراز "يونداي"، والتي عثرت عليها الشرطة الفلسطينية في منطقة الخليل، قد استخدمت من قبل المجموعة التي نفذت عملية الاختطاف.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن منفذي العملية اختاروا مركبة حديثة نسبيا "يونداي آي35" لإيهام المستوطنين وجعلهم يشعرون بالأمان.
كما أشار الموقع إلى أن أجهزة أمن الاحتلال تحقق في اتجاه آخر يتصل باستخدام محتمل لنفق تحت الأرض لإخفاء المستوطنين الثلاثة.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية، مطلعة على التحقيقات في القضية، إن الانطباع السائد هو أن "مجموعة منظمة نفذت عملية الاختطاف، وأنها أعدت بشكل جيد لتنفيذ العملية".
وبحسب التقارير الاسرائيلية فان عملية الخطف جرت في الساعة العاشرة من ليلة الخميس الجمعة فيما بدأ الاحتلال البحث عنهم الساعة الثامنة من صباح الجمعة ما وفر للخاطفين عشر ساعات ذهبية للاختفاء والاحتماء والتملص ومسح الاثار ومنع اسرائيل من الامساك برأس خيط في التحقيقات. محطات التلفزة في "اسرائيل" استضافت خبراء الامن والعقداء والجنرالات والمحللين العسكريين ورؤساء الاجهزة السابقين وقادة الكوماندز وكانت الحيرة تبدو مسيطرة عليهم وخصوصا انهم قاموا بنشر قوات مكثفة من الجيش والمشاة وسلاح الطيران والاستخبارات دون جدوى وكان التخبط باديا حينما طلبوا مساعدة اجهزة الامن السلطة ثم انهالوا عليها باللائمة.ويواصل جيش الاحتلال والشاباك حملة تفتيش واسعة النطاق بحثا عن المستوطنين الثلاثة، ونفذت حملة اعتقالات في منطقة الخليل، وذلك بذريعة الوصول إلى طرف خيط يقود إلى معرفة مصير المستوطنين الثلاثة.
وتقوم بأعمال تمشيط واسعة النطاق في قرى محافظة الخليل، اعتقلت خلالها القوات الإسرائيلية أكثر من 15 مواطنا ومواطنة. وذكر مصدر أمني إسرائيلي أن المجهود الرئيسي يرتكز حالياً على جمع المعلومات الاستخبارية مشيراً إلى أن فرضية العمل الأساسية تقول إن الجنود الثلاثة اختطِفوا لأغراض المساومة حيث يُنتظر ورود رسالة من خاطفيهم. بدورها، أعلنت أجهزة أمن السلطة في الضفة أنها لا تملك أي معلومات عن المفقودين الإسرائيليين الثلاثة، ورفضت هذه الأجهزة اتهام نتنياهو للسلطة بأنها تتحمل المسؤولية عن سلامتهم، معللة ذلك بأن الأحداث وقعت في المنطقة (c) التي تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية كاملة. وكان الرئيس عباس قد أصدر أوامره إلى قادة الأجهزة بمد أي مساعدة ممكنة لقوات الأمن الإسرائيلية في أعمال التمشيط الجارية بحثاً عن الجنود المفقودين. من جهته، زار نائب مفتش عام الشرطة الإسرائيلية الجنرال "نيسيم مور"، عائلة أحد الجنود المفقودين وأطلع أفرادها على الجهود التي تبذلها الشرطة وقوات الأمن للعثور عليهم، وتم تعيين ضباط كبار للقيام بمهمة الاتصال مع عائلتي الجنديين الآخرين.إلى ذلك، وفي أعقاب توجيه اتهامات إسرائيلية للسلطة الفلسطينية، نقلت "هآرتس" عن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس لجنة التنسيق مع إسرائيل، محمد المدني، قوله إن أجهزة الأمن الفلسطينية تبذل كل ما في وسعها لتقديم المساعدة في البحث عن المختطفين.
وقال المدني إن المستوطنين الثلاثة اختطفوا في المنطقة "ج/ سي"، التي تقع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وأن السلطة الفلسطينية أعادت في السنوات الأخيرة عشرات المواطنين الإسرائيليين الذين دخلوا عن طريق الخطأ أو بشكل متعمد إلى مناطق السلطة، وذلك بهدف "التأكيد على مبدأ قدسية الحياة"، على حد تعبيره.