أظهر توثيق أعدته مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن 6311 مستوطنا وعنصرا احتلاليا إسرائيليا اقتحموا المسجد الأقصى في القدس المحتلة منذ بداية العام الجاري وحتى يوم أمس الثلاثاء.
وقالت المؤسسة الأقصى أن هذه الأرقام لا تتضمن الاقتحامات العسكرية التي كانت تنفذها قوات التدخل السريع أو القوات الخاصة الاحتلالية، لدى اعتداءاتها على المصلين داخل المسجد الأقصى.
ولفتت إلى أن المستوطنين هم الأكثر اقتحاما للمسجد حيث بلغ عددهم 5707 من أصل 6311 إسرائيليا اقتحموا المسجد خلال هذه الفترة.
وحذرت من أن "هذه الإحصائية وما رافقها من أحداث ملفتة للنظر، من بينها مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وطرح مقترحات قوانين بهذا الشأن، أو فرض مخطط ترتيب الصلوات اليهودية فيه، يُظهر تصعيداً خطيراً على المسجد الأقصى، منذ مطلع العام الجاري".
[caption id="attachment_43016" align="alignnone" width="960"] تخوفات من تقسيم زماني في الأقصى: الفلسطينيات منعن البارحة من دخوله وسمح للمستوطنين[/caption]إغلاق الأقصى والتضييق بسبب عيد " الشفوعوت" : عشية عيد "الشفوعوت" العبري-( البواكير او عيد نزول التوراة)، فرضت قوات الإحتلال منذ عصر الاثنين الماضي طوقا أمنيا على أبواب المسجد الاقصى المبارك ومنعت المصلين دون سن الخمسين من الدخول حتى أذان العشاءَ, ما أجبر المصلين على الصلاة عند الحواجز والممرات القريبة من الأقصى المبارك. وقامت قوات الشرطة الاحتلالية والضباط عقب انتهاء صلاة العشاء بعملية تمشيط في المصلى القبلي وطردت المصلين خاصة الشباب منهم.
واستمر الحصار الى فجر أمس الثلاثاء حيث منعت جميع النساء والشباب دون سن الخمسين من الدخول، ولم يتمكن من ذلك سوى كبار السن بعد تسليم بطاقاتهم الشخصية عند الأبواب، وأغلقت جميع أبواب المسجد عدا باب حطة والمجلس والسلسلة.
كما منع الطلاب الثانويون في مدرسة الأقصى الشرعية، الذين كان من المفروض أن يتسلموا شهاداتهم أمس، من الدخول، ما حدا بالمعلمين توزيعها في منتزه باب حطة الذي شهد تكبيرات الشباب وهتاف النساء نصرة للأقصى.
ووضع الاحتلال حواجز عسكرية في ممر باب المجلس وتجمع عدد من الرجال والنساء الذين منعوا من الدخول، ما أدى الى مناوشات وتدافع بالأيدي، سجلت فيها حالة دفع إحدى النساء من قبل شرطة الاحتلال أدت الى إصابتها وتلقيها العلاج.
وشهدت رحاب المسجد الأقصى أعدادا ضئيلة للمصلين والطلاب بسبب أوامر منع الدخول، في مقابل استنفار قوات الاحتلال في الساحات لحماية المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الباكر في مجموعات كبيرة بلغ تعدادها 240 مستوطن حتى الساعة الحادية عشر من ظهر الأمس.
وفي سياق متصل تم إبعاد أحمد أبو غزالة من مدينة القدس عن المسجد الأقصى لمدة 5 أيام، وفرضت عليه محكمة الصلح كفالة ذاتية وكفالة طرف ثالث بالإضافة الى إيداع نقدي في صندوق المحكمة.
وكان أبو غزالة قد تم اعتقاله على خلفية أحداث يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي حين تهجم أحد عناصر شرطة الاحتلال على أحد الطلاب المسنين في المسجد الأقصى وحاول سحله أرضا، ما أدى الى سخط المصلين وتدخلهم لإنقاذ المسن.
ونددت مؤسسة "عمارة الأقصى والمقدسات" بهذه الاجراءات التعسفية، وذكرت أن الفترة الحالية تحمل في طياتها تهديدا مباشرا للمسجد الأقصى وهويته الاسلامية لا يجوز التهاون فيها، وإنما العمل على صدها حاليا من خلال تكثيف الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى وعدم الرضوخ لسياسات التضييق عند أبوابه.