شبكة قدس الإخبارية

" يوم يوروشلايم": يحتفلون بـ٤٧ عاماً من الانتهاكات المتواصلة

هيئة التحرير
تحتفل دولة الاحتلال اليوم بالذكرى الـ ٤٧ للإجهاز على القدس واحتلالها كاملة، ففي مثل هذا اليوم حسب تقويمهم العبري خطب موشيه دايان وزير “الدفاع” الإسرائيلي بجيشه المحتل قائلا: "لقد أعدنا توحيدالمدينة المقدسة، وعدنا إلى أكثر أماكننا قدسية، عدنا ولن نبارحها أبدا". ومنذ ٤٧سنة لم يبرحوها ولم يرحموها، فالمدينة المقدسة التي توعدها غاصبوها بطول بقائهم فيها تعاني من هجمة تهويد واستيطان شرسه لم تتوقف حتى اللحظة، و كان آخرها أمس الثلاثاء حيث دشن حي استيطاني جديد في القدس الشرقية بين جبل الزيتون وجبل "سكوبس" ووضع حجر الأساس لكنيس قلب البلدة القديمة ماذا حدث قبل ٤٧ عاما؟ عام 1948 تمكنت القوات الإسرائيلية من احتلال 66.2% من المساحة الكلية لمدينة القدس، وبقيت البلدة القديمة بحوزة العرب، ولكن المحتلين الذين يقول لهم كتابهم المقدس "إن نسيتك يا أورشليم تُنسى يميني؛ ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك، إن لم أفضل أورشليم على أعظم بهجتي” لم يكونوا ليتركوا البقية القليلة في يد العرب الذين لم يحسنوا الدفاع عنها، فخلال الـ ١٩ عاما ما بين عامي ٤٨- ٦٧  واصلت قوات الاحتلال حملاتها وإجراءاتها لتطبيق مخططات الضم لتصل للحدث الذي يحتفلون بذكراه اليوم " يوم يروشالايم – يوم توحيد شطري القدس". ومن أجل تنفيذ ذلك أعدت أربعة ألوية لفرض سيطرتها على المدينة المقدسة؛ لما تمثله من أهمية دينية في العقيدة اليهودية حيث يزعمون وجود “الهيكل”و” حائط المبكى”، هذا إلى جانب أهمية موقعها الاستراتيجي فهي مفتاح الهجوم على الضفة الغربية. قامت القوات الإسرائيلية بمهاجمة القدس في اليوم الخامس من شهر حزيران عام 1967م وبدأت بتنفيذ الخطة السرية العسكرية التي يطلق عليها اسم (السوط) وهي تقوم على مهاجمة مدينة القدس عبر توجيه ضربة رئيسة إلى شمال المدينة للسيطرة على التلال التي تسهل عملية تطويقها مع المناطق الواقعة على الأطراف وعلى طرق المواصلات التي تربطها بالأردن ، وواصلت قوات الاحتلال التقدم حتى وصلت إلى أسوار المدينة المقدسة حيث بدأت قواتها باقتحامها من باب الأسباط في الشرق، واستمرالقتال حتى بعد ظهر يوم السابع من شهر حزيران 1967م حيث تمكنت الفوات الإسرائيلية من فرض سيطرتها على المدينة كاملة.   ماذا يحدث اليوم؟ ١- " الاحتفالات" : تنظم جماعات صهيونية متطرفة مسيرة مركزية عصر اليوم الأربعاء، يكون أوجها في منطقة باب العامود وأزقة القدس القديمة، وتنتهي في ساحة البراق مساءً، وفرضت شرطة الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم حصارا مشددا على المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع دعوات يهودية متطرفة لاقتحامه للاحتفال  بذكرى يوم الإجهاز على ما تبقى من القدس عام 1976، حيث حاصرت القوات الاحتلالية المسجد الأقصى منذ ساعات الفجر الأولى، ومنعت غالبية المصلين الوافدين إليه من الدخول، بما فيهم موظفي الأوقاف وطلاب المدارس الشرعية ومصاطب العلم.   [caption id="attachment_42621" align="alignnone" width="880"]مسيرات تجوب أنحاء البلدة القديمة صباح الأربعاء في ذكرى ما يسمى مسيرات تجوب أنحاء البلدة القديمة صباح الأربعاء في ذكرى ما يسمى " توحيد القدس اليهودية "[/caption] ومنذ صباح الأمس نفذ المستوطنون بدعم من شرطة الاحتلال وقواته الخاصة سلسلة اقتحامات للحرم القدسي ومسيرات استفزازية بالقرب منه، فقد اقتحم ودنس نحو 80 مستوطنا يتقدمهم 30 "حاخاما" المسجد الاقصى ، بالأضافة الى 16 عنصر من مخابرات الاحتلال، بحراسة من قواته، وسط حالة توتر شديد، وتواجد المئات من طلاب مصاطب العلم في الاقصى، الذين أعلوا أصواتهم بالتكبير، وتعرض بعضهم للاعتداء بالضرب من قبل قوات الاحتلال. كما نظم المئات من الطلاب الاسرائيليين والمستوطنين مسيرات متفرقة في أنحاء البلدة القديمة بالقدس المحتلة ومحيطها، انتهى بعضها عند بوابات المسجد الأقصى من الخارج ، وخاصة عند باب الاسباط ، وكان المشاركون في هذه المسيرات يرفعون الاعلام الاسرائيلية، ويؤدون الرقصات التلمودية ويرددون الشعارت العنصرية المعادية للعرب، كما نظمت ليلة أمس حفلات غنائية راقصة في انحاء متفرقة من القدس المحتلة. ويقوم الاحتلال اليوم  بتضييق الخناق على أهالي القدس المحتلة، وخاصة البلدة القديمة، وقد أبلغ أصحاب المحلات التجارية بإغلاقها قبل صلاة عصر الأربعاء، لإتاحة المجال أمام اليهود لتنظيم فعالياتهم. ٢- " تهويد واستيطان" : وضع وزير الاستيطان الاسرائيلي" أوري أوريئيل" مساء الأمس حجر الأساس لكنيس "جوهرة أسرائيل" في قلب القدس القديمة على بعد 200 من المسجد الأقصى، وذلك في مراسيم احتفالية شارك فيها عدد من القيادات السياسية والدينية، وأعرب اريئيل في كلمة ألقاها رغبته الوصول الى تحقيق السيطرة المطلقة على المسجد الاقصى، مضيفاً: "اننا في هذا اليوم وضعنا لبنة أخرى من لبنات بناء القدس، وهي خطوة رمزية نحو تحقيق الهدف الأكبر، فالقدس هي قلب الأمة"، معقباً:" نقف اليوم قبالة "جبل الهيكل"- المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى- في وقت لم نصل الى السيطرة والسيادة الحقيقية عليه، ولذلك فنحن نسعى ونعمل من أجل تحقيق السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى" ، وتابع :" سنتابع البناء في كل البلاد وبالذات في القدس ولن نوقفها ، فالقدس هي المدينة المقدسة لنا الى الأبد"- على حد قوله-. [caption id="attachment_42622" align="alignnone" width="500"]كنيس كنيس " جوهرة إسرائيل"[/caption] كما أعلن أريئيل عن تدشين حي استيطاني جديد في القدس الشرقية بين جبل الزيتون وجبل "سكوبس" . وليلة الأمس قال رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو" إن القدس هي قلب الأمة واننا لن نقوم ابدا بتجزئة قلبنا" خلال حفل بالإجهاز على المدنية اقيم في المعهد الديني "مركز هراف" سياسة سلطات الاحتلال لتغيير الوضع الديموغرافي في القدس المحتلة: بدأ الصراع الديموغرافي في القدس بعد العام 1967م، حين فرض الإسرائيليون احتلالهم العسكري بالقوة على القطـاع الشرقي من مدينة القدس، وأوغلوا في هذا القطاع استيطانا ونهب أراض خارج أسوار المدينة المقدسة، فيما عمدوا داخل منطقة الأسوار إلى استئصال الوجود الفلسطيني في البلدة القديمـة، وتجلى ذلك في هـدم حيي المغاربة والشـرف وما يتبعهما من حارات، وعمدت الحكومات الإسرائيلية أيضاإلى سياسة أخرى قوامها دعم جمعيات الاستيطان اليهودية الناشطة في القدس القديمة، وتمكينها من السيطرة على عقارات المقدسيين، وهذه المرة بذريعة استعادة أملاك يهودية قديمة مزعومة يقطنها مقدسيون فلسطينيون