يواجه العديد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إعلانا جديدا وغير عادي ضمن الإعلانات المتدفقة عبر الموقع الاجتماعي يقول معدوه "إنه موجه للأشخاص "ذوي الجرأة، الفطنة، والبراعة" الذين يبحثون عن "تغيير في حياتهم".
"الموساد" الإسرائيلي انتهج طُرقا جديدة ومنوَّعة لحشد مرشحين جدد، وتستخدم لهذه الغاية جميع الوسائل التي في حوزتها، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي. في الأشهر الأخيرة، يتعرّض شبّان إسرائيليون عديدون خدموا في وحدات سلاح المخابرات في الجيش الإسرائيلي إلى إعلانات تشجّعهم على التوجّه إلى الموساد وتقديم ترشّحهم للعمل في المنظّمة.
واليوم يتعرض الآلاف من المواطنين العرب والمسلمين في العديد من الدول العربية والإسلامية لنفس نوع الإعلانات الموجهة خصيصا إليهم للإيقاع بهم في شرك العمالة للجهاز الأقوى في العالم، والذي سخر كل إمكانياته للقضاء على أي نشاط سياسي كان أو عسكري وحتى ثقافي يمكن أن يمس في ازدهار الفكرة الصهيونية لإقامة الدولة العبرية على طول المنطقة الممتدة من البحر الأبيض إلى نهري دجلة والفرات.
"الموساد" يستغل قدراته على التوجه إلى مستخدِمين في الفيس بوك وفقَ تفاصيلهم الشخصيّة - السنّ، مكان السكن، اللغات التي يُنطَق بها، مكان العمل، وحتى الهوايات. ويستخدم خبراء في الإعلان الموجه والمختص في موقع التواصل الاجتماعي، وكذلك شركات خاصّة وعامّة تسعى إلى حشد مرشَّحين مناسبين.
واختار الموساد صياغة الإعلان الغامض بهذه الكلمات: "الحياة هي ما تفعل فيها"، بعد ذلك، يتوجّه الموساد إلى الذين يريدون تغيير حياتهم، وإدخال تحدّيات إضافيّة إليها: "هل تبحث عن تغيير الحياة؟ أتريد أن تفعل أكثر؟ لتقديم سيرة ذاتية لوظائف عملياتية مختلفة في الموساد، ادخل".
كذلك تظهر على موقع الموساد على الإنترنت عدد من الوظائف التي تتطلب قدرات استثنائية: "إذا كنتَ تمتلك الجرأة، الفطنة، والبراعة، فبإمكانك التأثير وإنجاز إرساليّة وطنية وشخصية. إذا كان بإمكانك أن تجرف، تفتن، وتدفع الناس، فقد تكون مجبولًا من الطينة التي نبحث عنها. إذا توفرَ فيك كل هذا، فأبواب الموساد مشرّعة أمامك".
في مكانٍ آخر، يظهر اقتراح للوظيفة: "ليست روتينية، وديناميكية، مبنية على الإقامة في البلاد، وتشمل سفرات قصيرة وعديدة إلى الخارج". وهي تشمل "نمط حياة غير اعتياديّ وفترة تأهيل طولها نحو سنة".
بهذا الأسلوب يفتن "الموساد" المتابعين والشبان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويؤكد خبراء في المجال أن الموساد لو خرج بعدة أفراد لا يتعدون اصابع اليدين من كل جولة إعلانية يكون قد أدخل لمدخراته الميدانية قيمة جديدة وإنجازا آخر يستطيع أن يعبر من خلاله إلى كل مكان في هذا العالم الرحب.
والعديد من الشبان يقعون فريسة لهذه الإعلانات التي لا يجدون أي جديد مع الحياة فيها سوى العيش في ظل الخوف وعدم الاطمئنان وغالبا ما يفضي بهم الدخول إلى هذا الجهاز إلى الاختفاء عن الوجود كما حدث مع الجاسوس الاسترالي (إكس).