اختتمت في فندق الكومادور على شاطئ غزة بعد منتصف ليلة أمس اولى جلسات المشاورات بين وفدي حماس وفتح، باعلان الطرفين انهما يسيران في الاتجاه الصحيح، وبالاتفاق على عقد جلسة ثانية صباح اليوم الاربعاء.
وقال مندوب حركة فتح عزام الاحمد عقب اللقاء، "ان الاجتماع كان ايجابيا وبناءا" مؤكدا على "توصل الوفدين الى تفاهمات مشتركة بخصوص شكل الحكومة المقبلة" ، دون أن يعطي تفاصيل عن أسماء من سيتولون الحقائب الوزارية مكتفياً بالتأكيد أنها حكومة كفاءات وطنية وأنّ الرئيس محمود عباس هو الذي سيشكل الحكومة "هذه حكومته" وهو صاحب القرار فيها.
وعلى النقيض نقلت وكالة "معا" اليوم عن "مصدر فلسطيني مسؤول"، أن الرئيس محمود عباس لن يكون رئيساً للحكومة الجديدة التي يجري تشكيلها حالياً، ولن يكون هناك أي نواب لرئيس الحكومة الجديدة.
وأوضح المصدر حسب معاً أن المرشحين لمنصب رئيس الحكومة هما رامي الحمد لله رئيس حكومة رام الله، وشخصية أخرى ستطرحها حركة فتح خلال مشاورات اليوم.
ونقل عن الاحمد عقب لقاء أمس "إن الرئيس محمود عباس هو الذي سيعلن اسماء الحكومة،" مشيرا في الوقت ذاته الى ان "الوفدين يسعيان الى التوصل الى اتفاق قبل انقضاء مدة الاسابيع الخمسة التي اتفقا على ان يتم تشكيل الحكومة في غضونها، والتي تنتهي مطلع الشهر المقبل."
من جانبه، قال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس عقب اللقاء، إن "الاجتماع قطع شوطا واسعا لجهة الوصول الى توافق حول تشكيلة الحكومة المقبلة،" مؤكدا ان "الوفدين سيعاودان الاجتماع مرة اخرى قبل مغادرة عزام الاحمد الى رام الله الاربعاء حاملا للرئيس الفلسطيني كل ما تم الاتفاق عليه."
وكان عزام الاحمد رئيس وفد حركة فتح للمصالحة قد وصل غزة قادما من رام الله عبر حاجز بيت حانون (ايرز) وتوجه على الفور الى مقر الاجتماع حيث ضم وفد فتح الى جانب الاحمد كلا من زكريا الاغا مسؤول حركة فتح في قطاع غزة، وفيصل ابو شهلا عضو المجلس التشريعي عن فتح، فيما ضم وفد حماس كلا من موسى ابو مرزوق وخليل الحية وعماد العلمي.
الاجتماع الذي استغرق اكثر من اربع ساعات، سبقه اجتماع قصير ضم اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس مع وفد حركته وبعدها غادر هنية مكان الاجتماع قبل وصول وفد فتح اليه.
وسبب الزيارة الخاطفة التي يقوم بها عزام الاحمد الى غزة، واصراره على العودة الى رام الله بعد يوم واحد فقط حسب مصادر في رام الله أن "القيادة الفلسطينية" تريد قائمة بأسماء المرشحين بحلول يوم الخميس حينما يجتمع عباس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في لندن لبحث محادثات السلام المتوقفة مع "إسرائيل."
ورجح مراقبون ان يحاول عباس الحصول على تشكيلة حكومة بالتوافق مع حماس ليكون قادرا على عرضها على الوزير الاميركي للحصول على دعم الولايات المتحدة لها مقابل موافقة عباس على استئناف المفاوضات المتوقفة مع دولة الاحتلال
وقال مسؤولون من الجماعتين إنهم يعتزمون إقتراح مرشحين ليست لديهم إنتماءات سياسية ليكونوا أعضاء في الحكومة التي سيتم تكليفها بالإعداد للإنتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد ستة شهور على الأقل.
وأعلن عباس في 23 نيسان الماضي عن تشكيل حكومة توافق لتكون خطوة بإتجاه إجراء إنتخابات فلسطينية.
وقالت الولايات المتحدة إن على أية حكومة فلسطينية الإعتراف "بإسرائيل" ونبذ "العنف" والتقيد بإتفاقات السلام ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت المعونة المالية الأمريكية ستستمر بعد إنضمام حماس إلى الإدارة الجديدةحيث ينص القانون الأمريكي على أن المعونة التي تدفع للفلسطينيين لا يجب أن تنتفع منها حماس التي تعتبرها واشنطن "منظمة إرهابية."