أثارت المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس قبل عدة أيام جدلا واسعا على المستوى السياسي في دولة الاحتلال والتي أشعلها رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" وتنقلت بالتحريض على الفلسطينيين بين وزراء حكومته.
اليوم انتقل الجدل حول هذه المصالحة من الساحة السياسية في دولة الاحتلال إلى الساحة العسكرية من خلال تصريحات لعدد من قادة جيش الاحتلال جاءت في سياق سلسلة من الاستضافات نفذتها إذاعة جيش الاحتلال وتحدثت فيها مع جنرالات الجيش ممن يخدمون على حدود قطاع غزة، حيث قدم هؤلاء الجنرالات تصوراتهم فيما يتعلق بالمصالحة وتوقعاتهم الشخصية لها.
فمنهم من أعرب عن أمله وتفاؤله بالمصالحة وتأثيرها على الوضع الأمني السائد على حدود وداخل قطاع غزة وهناك من شكك بالمصالحة من أساسها وفرص نجاحها واستمرارها.
قائد كتيبة غزة التابعة لقوات الاحتلال العاملة على حدود القطاع الجنرال "ميكي ادلشتاين" عبر عن أمله بانعكاس المصالحة بين فتح وحماس إيجابيا على "أمن إسرائيل" والإسرائيليين وإحداث تغيرات تؤدي في النهاية إلى الحد من الهجمات الفلسطينية قائلا: "إنه سيكون في منتهى السعادة لو تحقق ذلك".
وأضاف أدلشتاين" أنه "من المبكر الحديث عن تغير ملموس وإذا حدث مثل هذا التغيير فإنه من وجهة نظري سيفضي في نهاية المطاف إلى أمرين لا بديل عنها، تحسين الوضع الأمني بالنسبة للإسرائيليين والثاني تحسن الوضع على الجانب الفلسطيني وحينها ستغمرني السعادة والسرور من اتفاق المصالحة".
من جانبه شكك "تل روسو" القائد السابق لما يسمى بالمنطقة العسكرية الجنوبية بإمكانية نجاح المصالحة الفلسطينية، "وذلك لاختلاف الحركتين طرفي هذه المصالحة إيديولوجيا"، على حد زعمه، مشبها الحالة "بوضع الزيت والماء اللذان لا يمكن أن يصطلحا ويتوافقا في وعاء واحد خاصة وان هذه المصالحة هي المحاولة الثالثة من نوعها دون ان تحقق على ارض الواقع النجاح المطلوب".
ووصف "روسو" الوضع الأمني على حدود غزة بالجيد جدا قياسا بالحروب وعدد الإصابات التي توقعها، وقال: "لو نظرنا للحروب وما ينتج عنها من إصابات فنحن نعيش في أكثر فترة هدوءا منذ إقامة الدولة لكن الإسرائيليين لا يشعرون بذلك على صعيد الشعور العام".
وأضاف روسو إنه "رغم ذلك فإن الوضع الأمني غير مستقر، لكن القدرات العسكرية التي نمتلكها تفوق ما يمتلكه أعدائنا المنشغلين بمشاكلهم الداخلية لكن لا يعني هذا تقليص القدرات الأمنية التي نحوزها بل يجب تعزيزها وترسيخ تفوقنا لأنه من يوفر لنا الأمن".
من ذلك كله نستنتج، ان المصالحة التي تمت، كانت قد فاجأت المستوى العسكري الإسرايئيلي كا فاجات المستوى السياسي، وينظر الآن في دولة الاحتلال إلى هذا الحدث الفلسطيني المهم إلى النتائج المرجوة منه، فالعبرة كما يقول قادة جيش الاحتلال في النتائج، وإذا كتب لهذه المصالحة النجاح بالفعل سيكون وقعها على المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي ثقيلا، وإذا لم يكن ذلك، فسينتظر الفلسطينيون شماتة الأعداء التي سيحسن الإسرائيليون استغلالها.