طيلة الشهر الحالي شهدت ساحات المسجد الأقصى وأبوابه عمليات تحريضٍ إسرائيلية وهجماتٍ شرسة من المستوطنين وشرطة الاحتلال، فنفذوا تسعة اقتحاماتٍ لمستوطنين تصحبهم شخصيات إسرائيلية بارزة وقوّات من الشرطة بهدف أداء طقوس تلمودية كان آخرها الاقتحام صباح اليوم ، بسبب عيد الفصح التوراتي وما يصاحبه من طقوس.
أدت الاقتحامات السابقة إلى اندلاع مواجهاتٍ شديدة طيلة الشهر بين المرابطين الذين هبّوا لحماية مسجدهم من التدنيس وشرطة الاحتلال وقد نجح المرابطون في صد المستوطنين بعد أن سالت دماؤهم فداءا.
لم يستطع المستوطنون كتمان غيظهم والسكوت على طردهم المتكرر من الأقصى، فكانت آخر عملياتهم التحريضية عقدُ جماعات الهيكل المزعوم مساء أمس مؤتمرا صهيونيا ضخما في مركز "بيجين الثقافي" داخل القدس يهدف لتهويد الأقصى والسماح لليهود بحرية اقتحام الأقصى بشكل يومي وبحث سبل تحقيق الوجود اليهودي الدائم داخل المسجد الأقصى، وفتح جميع أبواب المسجد في وجه اقتحامات اليهود المتطرفين، واجبار شرطة الاحتلال على السماح لهم بتنفيذ كل طقوسهم التوراتية داخل الأقصى.
تزامن مع المؤتمر انطلاق مسيرة توراتية صهيونية شبابية تنطلق بشكل شهريّ للمطالبة بفتح جميع أبواب الأقصى لليهود واحتفالا بشهر أيار العبري تحت اسم "مسيرة أبواب الهيكل".
وجاء في اعلانات المؤتمر الصهيوني كما تورد "رابطة شباب لأجل القدس العالمية": أنه سيتم عقد دورات وورشات عمل للخروج بمقترحات عمليه لفرض السيادة اليهودية الكاملة على المسجد الأقصى، ويقول معدوا المؤتمر أيضا " أن اليهود داخل الأقصى يتعرضون للإذلال والإقصاء ، والاعتقال ، والمضايقة، و تحمل خطر الأذى الجسدي". تفاصيل المؤتمر:
عقد المؤتمر تمام السادسة والنصف من مساء الأمس، حضره عدد كبير من وزراء وأعضاء كنيست وحاخامات واحزاب متطرفة، وكان أبرز المتحدثين فيه هم: موشيه فيجلين المتطرف اليميني ونائب رئيس الكنيست الإسرائيلي الذي كان يدعو لطرد موظفي الأوقاف من الأقصى فطرده المرابطون منه شرّ طردة حين حاول اقتحامه هذا الشهر بالإضافة الى شولي موعلم عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب البيت اليهودي، و إيلي بن دهان نائب وزير الأديان في الحكومة الإسرائيلية، وكان من أبرز وأهم ما تم المطالبة والإتفاق عليه خلال هذا المؤتمر حسب " رابطة شباب لأجل القدس العالمية" : مطالبة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتدخل العاجل لإنهاء ما أسموه "انتهاك حقوق اليهود في جبل الهيكل"، معتبرين أنّ لليهود حقا في اقتحام الأقصى وتنفيذ صلواتهم التوراتية داخله وطالب المشاركون بضرورة سحب السيادة الإدارية على الأقصى من يد الأوقاف الإسلامية بأي شكل كان، وجعلها سيادة يهودية تابعة لوزارة الأديان في الكيان الصهيوني.
وأكثر ما تم التركيز عليه خلال المؤتمر هي تلك الأيام التي فشل المستوطنون خلالها في اقتحام الأقصى وتنفيذ طقوسهم التوراتية خلال عيد الفصح، معتبرين ذلك وصمة عار في جبين الحكومة الإسرائيلية، البروفيسور مردخاي كيدار مدير معهد دراسات الشرق الأوسط والإسلام في جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية قال " كان من الخطأ إعطاء مفاتيح الحرم القدسي-المسجد الأقصى- للأوقاف الإسلامية منذ البداية، فهي اليوم تحاول الحفر في الحرم القدسي لإخفاء آثار الهيكل، ولو كان تحت السيادة الإسرائيلية لما حدث ذلك".
لماذا المؤتمر الآن؟
تقول رابطة شباب من أجل القدس العالمية: "لو راجعنا أسباب عقد هذا المؤتمر، وأسباب استنفار جماعات الهيكل، وأسباب الصراع الداخلي الحاصل اليوم بين جماعات الهيكل والحكومة من جهة، وبين جماعات الهيكل والشرطة من جهة أخرى، وبين الشرطة والكنيست أيضا، لوجدنا أن السبب الوحيد هو تفاعل الشارع المقدسي مع قضية الأقصى بشكل كبير وثبات المرابطين داخل الأقصى".
وكان المسجد الأقصى تعرض خلال الشهر الحالي الى مجموعة اقتحامات متزايدة بسبب الأعياد اليهودية، تصدّى لها الشبان المرابطون باستبسالٍ وأفشلوها ما أغضب جماعة الهيكل المزعوم وعلى رأسهم المتطرف موشيه فيجلين نائب رئيس الكنيست الاسرائيلي.