قال بيان علمي متخصص، إن حدثا "نادرا" وقع فجر اليوم الأحد (16|2)، حينما سقط قمر صناعي في المنطقة الشمالية للسعودية، في تمام الساعة 04:40 فجرا (3+ ساعات عن غرينتش).
وأوضح البيان الصادر عن "مركز الفلك الدولي"، إن القمر الذي سقط هو الثاني من نوعه الذي يسقط في نفس المنطقة خلال شهر واحد، مشيرا إلى سقوط حطام أحد الأقمار الصناعية فوق السعودية الشهر الماضي.
وأشار البيان، إلى أن "ما يميز هذا السقوط، أن الذي وقع هو قمر صناعي فعال وليس حطام قمر صناعي، أو إحدى مراحل الصاروخ التي أطلقت القمر الصناعي".
ويسمى القمر الصناعي الذي وقع Cosmos 1220 وهو روسي أطلق عام 1980، وقال البيان إن العديد من السكان في السعودية شاهدوا سقوط القمر على شكل كرة ملتهبة في السماء.
وافترض "مركز الفلك الدولي" أن يكون سكان من جنوب الأردن شاهدوا القمر قبيل سقوطه بدقائق، حيث أنه كان على ارتفاع منخفض لحظة عبوره الأراضي الأردنية في طريقه إلى مهلكه شمال السعودية.
واستدرك البيان بالقول إن "جميع الأقمار الصناعية القريبة من الأرض مآلها هو السقوط نحو الأرض، بسبب احتكاكها المستمر مع الغلاف الجوي الموجود حتى على تلك الارتفاعات العالية".
وشدد البيان على أنه "قليلة جدا هي عودة الأقمار الصناعية المتحكم فيها، فمعظم عودة الأقمار الصناعية نحو الأرض تسمى بعودة غير مبرمجة، بمعنى أنه لا توجد سيطرة لا على موعد ولا على مكان سقوط القمر الصناعي، مما يشكل خطرا أحيانا على الناس، وبالفعل فقد أطلقت بعض وكالات الأنباء مساء يوم أمس تحذيرا بسبب سقوط هذا القمر الصناعي".
هذا وقد كان آخر تحذير أطلقته وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" حول مكان وموعد سقوط القمر الصناعي يوم أمس السبت في الساعة 11:23 مساء بالتوقيت العالمي وحددت موعد السقوط في الساعة 01:49 من صباح اليوم الأحد بخطأ مقداره زائد ناقص ساعتين، وقد كان المكان المتوقع لسقوط القمر هو المحيط الهندي، إلا أن القمر سقط قبل ذلك الموعد بتسع دقائق، مما جعل مكان سقوطه هو السعودية. بحسب إيضاح البيان.
وبحسب "مركز الفلك الدولي" الذي يتخذ من العاصمة أبوظبي مقرا له فإن نحو 400 قطعة حطام من الأقمار الصناعية تدخل إلى الأرضي كل عام، تصل منها واحدة إلى سطح الأرض كل أسبوع كمعدل "وفي عام 2013 سقط على الأرض من حطام الأقمار الصناعية ما تساوي كتلته 75 طنا".
وأضاف البيان في شرحه عن تلك الظاهرة يقول إن "الصعوبة في تحديد موقع سقوط القمر الصناعي بدقة تكمن في عاملين، الأول هو صعوبة معرفة الهيئة الدورانية التي سيدخل فيها القمر الصناعي (غير الكروي) الغلاف الجوي، فالقمر أثناء سقوطه يدور حول نفسه حركة دورانية عشوائية، وعدم معرفة هذه الهيئة سيجعل من الصعب بمكان حساب قوة احتكاك القمر مع الغلاف الجوي، والعامل الثاني هو خصائص الغلاف الجوي العلوي، فهذا الجزء من الغلاف الجوي يتمدد عند وجود نشاط شمسي مرتفع وينكمش عند انخفاض النشاط الشمسي، وهذه الفترة تشهد انفجارات ونشاط شمسي كبير، وهذا يؤثر بدوره على كثافة الغلاف الجوي والتي بدورها تؤثر على قوة احتكاك القمر الصناعي مع الغلاف الجوي"