شبكة قدس الإخبارية

حملة "هنا اليرموك" الوطنية... 60 إذاعة فلسطينية تنقل أصوات الجوعى

ميرفت صادق

انطلقت صباح السبت أضخم حملة إعلامية فلسطينية في تاريخ الإعلام الفلسطيني لتسليط الضوء على معاناة أكثر من 20 ألف لاجئ فلسطيني محاصرين في مخيم اليرموك للاجئين جنوب العاصمة السورية دمشق.

ويشارك في الحملة التي تضم - موجة إذاعية مفتوحة- أكثر من 60 إذاعة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في شبكات إذاعية متعددة وعلى معظم موجات البث الإذاعي العاملة في فلسطين ومنها إذاعات فلسطينية خاصة وأخرى محسوبة على عدد من الفصائل الفلسطينية.

وتهدف الحملة إلى توجيه رسالة دعم شعبية فلسطينية للأهل في مخيم اليرموك تحت عنوان " لستم وحدكم"، وكذلك تشكيل رأي عام ضاغط على كافة المستويات السياسية الفلسطينية سواء عبر وفد منظمة التحرير المتواجد لمعالجة قضية الحصار في دمشق، أو على كافة الفصائل الفلسطينية القادرة على التحرك من أجل إنهاء هذه المعاناة.

كما تسعى الحملة إلى نقل أصوات أهالي مخيم اليرموك المحاصر في ظل منع تام لدخول طواقم وسائل الإعلام العربية والأجنبية إلى المخيم منذ فرض الحصار مطلع تموز الماضي على الأقل.

واستهلت الحملة موجتها بمداخلة لرئيس الوزراء الفلسطيني في الضفة الغربية رامي الحمد الله شدد فيها على سعي القيادة الفلسطينية لفك الحصار عن المخيم عبر إرسال وفد من منظمة التحرير الفلسطينية إلى سوريا لتنفيذ ما اتفق عليه مع كافة الأطراف.

وأشار الحمد الله إلى التزام حكومته بتقديم المساعدات الإنسانية والإيفاء بالتزاماتها تجاه المخيم وكافة المخيمات في الشتات الفلسطيني، ودعا إلى تجنيب المخيمات الفلسطينية الصراع الدائر في سوريا.

ومن المقرر أن تستضيف الموجة الإذاعية المفتوحة نشطاء من مخيم اليرموك طيلة اليوم حيث يتحدث نشطاء في مجال الإغاثة وأهالي ومؤسسات لا زالت تحاول جاهدة بأدنى المقومات تقديم أي إسناد يساهم كما يقولون " في تأخير موت أهالي المخيم لأيام أخرى".

وقال " أسامة" الناشط في مؤسسة جفرا الإغاثية بمخيم اليرموك "إن 40 لاجئا فلسطينيا بينهم عدد كبير من الأطفال استشهدوا بالجوع والباقيين يواجهون خطر الموت بنفس المصير في المخيم.

ودعا ناشط جفرا إلى أوسع حملة دعم وإسناد للأهالي المحاصرين في اليرموك في ظل ما وصفه بالغياب الكامل لكل مؤسسات منظمة التحرير والسلطة وحكومة غزة.

ودعا وفد منظمة التحرير الموجود في دمشق لمتابعة أزمة المخيم بزيارة مراكز إيواء النازحين عن مخيم اليرموك في دمشق، وكذلك الدخول إلى المخيم والاطلاع على مئات حالات الجفاف والمرضى الناتجة عن الجوع ونقص المناعة ونفاذ الأمصال والأدوية.

وفيما توفيت طفلة (عمرها 40 يوما ) بسبب عدم قدرة والدتها على إرضاعها أمس في مخيم اليرموك، ذكر ناشط جفرا أن الأهالي يلجؤون لغلي المياه بالبهارات وشربها للبقاء على قيد الحياة. وفي نداء لكل الفلسطينيين والعالم، قال ناشط جفرا إن " مخيم اليرموك كان خزانا للثورة الفلسطينية وسيبقى كذلك ويتمنى أن لا يخذله أحد ".

وتتداول الإذاعات الفلسطينية مقاطع من نداءات بثها شباب من مخيم اليرموك عبر اليوتيوب أشهرها لشابة فلسطينية "رشونا بالكيماوي وموتونا جماعي ولا تذلونا .. شو مستنيين ؟! " والنشيد الأشهر من بداية الأزمة السورية "يا الله مالنا غيرك يا الله" ! كما تبث الحملة برقيات إعلامية على شكل تدوينات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الصفحات الإخبارية، وتتضمن معلومات عن أهالي اليرموك وأعدادهم وحاجاتهم وكذلك عن عموم فلسطينيي سورية النازحين والشهداء والمهدمة بيوتهم.

وحسب "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" أن عدد الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين في سورية قد بلغ "1873" لاجئاً فلسطينياً قضوا خلال الأحداث الدائرة في سورية وذلك حسب إحصائياتها الموثقة حتى نهاية عام 2013.

وقضى، وفقاً للمجموعة، 1842 لاجئاً فلسطينياً داخل سورية و31 لاجئاً فلسطينياً خارجها، أما داخل سورية فقد سجل 1270 لاجئاً قضوا داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية، و572 لاجئاً قضوا خارج مخيماتهم وتجمعاتهم في سورية.

وقضى 31 لاجئاً فلسطينياً خارج سورية أثناء محاولتهم الوصول إلى البلدان الأوروبية هرباً من الأوضاع المأسوية في سورية. وتتزامن الحملة الإعلامية لدعم مخيم اليرموك مع تغطيات خاصة لبعض الفضائيات العربية أيضا، ستشارك في بث فترات زمنية من الموجة الإذاعية. وكذلك تفاعل من إعلاميي ومواقع الأخبار في المناطق المحتلة عام 1948.