دعت مجموعات شبابية فلسطينية إلى التحرك العاجل لإنقاذ حياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين والسوريين في مخيم اليرموك جنوبي العاصمة السورية دمشق، وفك الحصار المشدد المفروض عليهم منذ ما يزيد عن خمسة شهور. وقد شهدت صفحات موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" تفاعلاً في الأيام القليلة الماضية مع حصار مخيم اليرموك، خاصة بعد أن وصل عدد شهداء الجوع فيه إلى ما يقارب الثلاثين شهيداً، حسب بعض المصادر.
وقد انتشرت الدعوة عبر صفحات "الفيسبوك" كذلك إلى المشاركة في وقفات احتجاجية تنظم في أغلبها يوم غدٍ السبت - الرابع من كانون الثاني - في أماكن عدة لمطالبة منظمة التحرير الفلسطينية ومختلف الفصائل بتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، والضغط لتحييد الفلسطينيين وفصائلهم عن أطراف الصراع الدائر في سوريا. وقد أكد بعض الناشطين في الحملة لمناصرة مخيم اليرموك أنها تضم ناشطين من مختلف التوجهات والخلفيات السياسية، وأنهم يرفضون الجدال في مسألة الصراع السوريّ الداخليّ، وأنا ما يهمهم حالياً ويوّجه تحركاتهم هو "إنقاذ الإنسان الفلسطيني داخل المخيم"، ويمكن استشفاف ذلك أيضاً من خلال الشعار الذي رفعوه: "أخطأتنا الرصاصة فأصابنا سهم الجوع".
وفي مدونتها، نشرت الناشطة عبير قبطي من الناصرة الدعوة للمشاركة في الوقفات الاحتجاجية قائلة أنه لا وقت للبحث في خلفيات ووقائع الحصار على المخيم، "لا وقت ايضا لاسئلة تتردد من البعض “نريد ان نعرف اولا من المسؤول عن الحصار” او “ليخرج الارهابيين بالاول من المخيم”. لا وقت لاهالي اليرموك ليشرحوا لكم معنى ان تموت جوعا! لا وقت للانسانية المشروطة! ولتذهب الى الجحيم كل المواقف اذا عجزت عن النظر في اعين اطفال اليرموك".
أما عن أماكن الاحتجاج فقد تعددت بتعدد أماكن التواجد الفلسطيني، وسيكون أولها أمام مقر المقاطعة في رام الله الساعة الواحدة ظهراً، وبالتوازي معها ستنظم وقفة أخرى في غزة أمام مقر الصليب الأحمر، كما ستنضم حيفا إلى حركة الاحتجاج في ذات اليوم عند "مفرق الجبل" الساعة الثانية والنصف ظهراً. كما أعلن النشطاء المتحركون لمناصرة المخيم وأهله إلى وقفات احتجاجية أخرى في كلّ من بيت لحم، وعمان، وبيروت، ومخيم الحلوة، وفي دمشق أمام مقر سفارة فلسطين وبمشاركة أهالي المخيم المتواجدين خارجه، بل حتى أن النشطاء أبلغوا عن نية أهالي المخيم المحاصرين داخله بتنظيم وقفة احتجاجية في ذات الوقت.
وبحسب الناشطين في الحملة، فإنهم ينوون تنظيم يوم إعلامي إلكتروني مكثف في الحادي عشر من كانون الثاني الجاري، في محاولة لتسليط الضوء على معاناة أهالي مخيم اليرموك، ورفع صوتهم عالياً، والضغط باتجاه انقاذهم بعد نفاذ المواد الغذائية نتيحة الحصار المشدد عليهم.