البعض يسأل لماذا تخرج سيارات المقاومة في عروض في هذا الوقت وهناك أزمة في البنزين، وهو نفس السؤال الذي يطرحه الناطق بإسم الإحتلال.
مع العلم أن جميع سيارات قطاع غزة لازالت تعمل ووقود السيارات متوفر إلى حدٍ ما، وما لا يعلمه الموتورين أن هؤلاء المقاومين هم من كانوا يساهمون بإحضار وتسهيل إحضار الوقود (الرخيص) في بداية الأزمة لجميع الناس وحتى فترة قريبة. • نفس السؤال طُرح عن لماذا المقاومة تصرف على الأنفاق الملايين، سيدي وأستاذي الفاضل إن (كتائب القسام) تُجمع لها الأموال من أحرار الأمة فلساً فلساً في هذه الأيام ومعظم هؤلاء الأحرار والخيرين يخصصون أموالهم للمجاهدين والجهاد، هذا من حيث الواقع. • ومن حيث القيمة فإن العروض أصبحت من الطقوس العسكرية العالمية ترفع المعنويات وتزيد من روح الثبات والصمود لدى الجبهة الداخلية وهي هنا ليست دائمة بل حالة موسمية جد نادرة، والأنفاق حررت أكثر من ألف أسير في عملية أسر شاليط وساهمت في إندحار الإحتلال من غزة بعد عمليات براكين الغضب ومنها قُصفت "تل أبيب" وغير ذلك الكثير ومن ذلك بعد فضل الله أننا نمشي هنا دون خشية من حواجز إحتلال وننام دون قلق من دوريات إعتقال. • ومن حيث المبدأ هناك شباب وفتية يقضون (عز شبابهم) وأنفس أوقاتهم تحت الأرض هم لا يريدون منك أن تتحسر عليهم وعلى ذلك فهم في نعمة عظيمة وعزة وراحةٍ وسياحة أخرى لا تدركها أنت. يرى الجاهل الموت في سبيل الله تهلكة ونراها حياة ويخشى على نفسه الفقر من الصدقة والزكاة ونراها خير استثمار، ضاق تفكيره وانحسر بما في الأرض وحياة الفناء، فحياة الخلد غالية مهرها قهر النفوس والدماء. • يقول (القائل) لست ضد المقاومة لكننا نعاني وهم ينفقون الأموال والمقدرات على الإعداد والتدريب ويعلم أنها لم (تختفي) وتذهب لجيوب اللصوص والخونة من الفسدة والمنتفعين، إنه يريد المقاومة لكن دون أن تكون سلاح متطورة أو تكتيكات متنوعة أو ذات قيمة حقيقية إنه تناقض ونفاق. ويقول نحن معكم حين تقاتلوا ومن خلفكم وهو حقيقةً (منافق) في السلم يشكك وفي الحرب يخذل أو يُخذل و "لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا" كما قال الله تعالى بوصفهم في عدة آيات من سورة التوبة. • الحر يصبر على الجوع لكنه لا يصبر على الذلة!. الجهاد ليس نزهة إنما هو بذل للأرواح والأموال والأنفس والثمرات في سبيل الله، وقد ربط رسول الله عليه الصلاة والسلام الحجارة على بطونهم خلال غزوة الخندق وصبروا على الجوع دون أن يبيعوا سلاحهم ليأكلوا فقد آثروا الموت بعزة على ميل الأعداء ثم موت أوحياة بذلة، وفي عام العسرة جمعوا التبرعات لجيش العسرة رغم شدة حاجة المسلمين وصعوبة حالهم آن ذاك. • قد فهم السلف الأول أن الحياة الحقيقية هي الحياة الآخرة فأرخصوا كل ذلك في سبيلها ومثلهم الكثير الكثير من أهل غزة والحمدلله لا تمثلهم قلة المنافقين والمثبطين وقد تبرعت نساء غزة بحليها والشباب بهواتفهم وساعاتهم وبعض الأطفال بحصالاتهم من قبل للمجاهدين ومن تبرع بكل ماله أو نصفه أو بيته لعملية أو سهل للمجاهدين بطريقةٍ أو أخرى ولدينا أم المجاهد والشهيد واخته ووالده الصابر وأخوه يسير على خطاه من بعده وآلاف من قصص التضحية والفداء وحب المقاومة والوفاء لا تعبر عنها قلة المثبطين من المرضى والمنافقين.