شبكة قدس الإخبارية

وزير الاستخبارات الإسرائيلي يتحدث عن "سوريا ومصر وحماس وإيران" والمفاوضات

هيئة التحرير

 نشرت صحيفة "الجيروزالم بوست" الإسرائيلية مقابلة خاصة مع وزير الاستخبارات الإسرائيلية "يوفال شتاينتس" الذي يعتبر أحد من الشخصيات المقربة جدا لرئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، تحدث فيها عن الوضع في العالم العربي والمفاوضات الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية والمسألة الإيرانية.

وتطرق "شتاينتش" إلى انعكاس الربيع العربي على وضع "إسرائيل" الاستراتيجي، حيث قال إنه "من الصعب تحديد ذلك لأننا لا نزال في خضم الحدث، ولأن الوضع معقد وما يمكن قوله إن عدم الاستقرار الكبير الذي يسود الشرق الأوسط هو أمر لا نرغب فيه، ولأن المزيد من عدم الاستقرار يؤدي إلى الانفجار وإلى اقتراب المخربين والتنظيمات الجهادية من حدودنا".

وأضاف "بالنظر إلى ما يحدث في سيناء لكن من جهة أخرى، ليس هناك أدنى شك في أن الأحداث الراهنة وبخاصة الحرب الأهلية في سورية أضعفت الجيش السوري، وتعتبر سورية من أهم أعدائنا وتشكل الخطر الأساسي علينا، من هنا فإن ضعف سورية يقوي إلى حد ما وضع إسرائيل الاستراتيجي".

وتابع "في الواقع، فقد جرى تحييد أهم جيشين عربيين خاضا معاً الحرب ضد إسرائيل خلال العقد الماضي، الجيش السوري الذي تراجعت قدراته العسكرية إلى النصف أو الربع عما كانت عليه قبل ثلاثة أعوام، والجيش العراقي الذي لم يعد له وجود كجيش منذ سنة 2003، لكن في الوقت عينه، تصاعد خطر إيران من خلال سعيها إلى أن تصبح دولة نووية، ومن خلال الصواريخ الإيرانية التي تستطيع أن تطلقها علينا، إن الأمور معقدة، فبعض الأخطار الآن أقوى وبعضها الآخر تراجع".

مصر

وفيما يتعلق بمصر قال "شتاينتس" إن "الجيش المصري يبذل جهوداً حقيقية من أجل إعادة النظام إلى سيناء، وهذا الجهد يستحق التقدير، ويبدو أن الوضع هناك بدأ ينحو نحو الاستقرار.

وفيما يتعلق بعلاقة حماس مع مصر الجديدة قال "شتاينتس" إن "حماس تبدو في الوقت الحالي حذرة للغاية، وهذا أمر مبرر، فهي تشعر بعدم الثقة، ففي النهاية "حماس" جزء لا يتجزأ من حركة الإخوان المسلمين، لقد كان الافتراض في العالم العربي أن القوى الإسلامية وصلت إلى السلطة وسوف تبقى هناك ولا عودة إلى الوراء، كما حدث في إيران، على الأقل لعشرات من السنوات، لكن يتضح اليوم أن حكم الإسلاميين ليس أمراً لا عودة عنه، لقد شكل هذا الأمر صدمة كبيرة "لحماس".

حماس والسلطة والمفاوضات

وحول سؤال عما يمكن أن يحصل بعد إطلاق الجندي "غلعاد شاليط"، وما إذا يمكن لميزان القوى ان يميل للضفة الغربية بعدما كان يميل لصالح حماس في غزة قال "شتانتس" إن هذا التحليل "قد يكون صحيحا، وقد يكون هذا من بين الأسباب التي جعلت أبو مازن يقرر معاودة الحوار الدبلوماسي. وأضاف "ما حدث في مصر كان له تأثيره في عودة أبو مازن إلى طاولة المفاوضات، لكن بصورة غير مباشرة، فلقد كان أبو مازن غير متحمس لمعاودة المفاوضات، كان متردداً جداً، فاجأنا بموقفه كما لو أن أحداً كان يضغط عليه، ومن جهة أخرى، يريد أبو مازن تحقيق دولة فلسطينية بشدة، لكنه خلال أربعة أعوام ونصف العام لم يجر أي مفاوضات.

وأوضح "في رأيي أن الذي شجعه في النهاية على معاودة المفاوضات هو ضغط الولايات المتحدة وخصوصاً ضغط وزير الخارجية جون كيري، لكن هذا لم يكن كافياً، فالولايات المتحدة كانت تضغط عليه منذ عدة أشهر وكان يواصل رفضه، ولم يأت قراره بمعاودة المفاوضات من دون شروط مسبقة باستثناء البادرة المحدودة لإطلاق الأسرى، إلا بعد طلب الجامعة العربية منه معاودة المفاوضات". وحول سبب طلبت الجامعة العربية من أبو مازن التخلي عن عناده بشأن الشروط المسبقة والعودة إلى المفاوضات مع "إسرائيل" أجاب "شتانتس" لأن "الجامعة رأت أن من مصلحتها تهدئة الجبهة الفلسطينية – الإسرائيلية في الوقت الذي تواجه فيه مشكلات وتهديدات أكبر بشأن ما يحدث في إيران وسورية، فالعالم العربي يعتبر نفسه اليوم مهدداً من جانب إيران والمساعي الإيرانية من أجل تأسيس محور شيعي يمتد من العراق ويمر في سورية ويصل إلى لبنان، إلى جانب الجهود التي تبذلها إيران من أجل الحصول على السلاح النووي الذي سيمنحها السيطرة على الخليج الفارسي والعالم العربي".

وأوضح "هكذا أصبح العالم العربي يشعر بأنه أقل تهديداً من جانب إسرائيل، لقد قال العالم العربي لنفسه نحن أمام خطر أكبر من خطر الاحتلال الإسرائيلي ليهودا والسامرة "الضفة الغربية" هناك 100,000 قتيل في سورية وعدة ملايين من اللاجئين السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم، وهناك محاولة لتحويل سورية إلى دولة إيرانية شيعية، وهذا الأمر ستكون له انعكاساته الكبيرة على لبنان، وهناك صراع مشابه يدور في العراق، وإذا نجح هذا كله، فإن الخليج والأردن سيكونان محاصرين من جانب المحور الشيعي، لذا طلب العالم العربي من أبو مازن وقف ترهاته وألاعيبه بشأن الشروط المسبقة للمفاوضات".

وأضاف "شتاينتس" "الأميركيون مهتمون جدا بالمفاوضات، وصحيح أننا حريصون على حاجاتنا الإستراتيجية والأمنية، لكننا أيضاً حريصون على ما يقوله أصدقاؤنا الأميركيون، وهذا أمر لا نخجل منه، وفي رأيي معاودة المفاوضات كان أفضل شيء نقوم به من وجهة نظرنا في ضوء الاضطرابات التي يشهدها العالم العربي، ومن أجل إدخال عامل الاستقرار والتقدم بيننا وبين الفلسطينيين". إيران

وفيما يتعلق بالملف الإيراني وما إذا كانت "إسرائيل" تحبذ اتباع أسلوب المفاوضات من قبل الدول 5+1 قال "شتاينتس" إنه "خلال الستة أسابيع الأخيرة قمت بزيارة برلين وباريس ولندن وتباحثت مع وزراء خارجية دول مجموعة ال 5+1 الأوروبية ورسالتي لهم كانت واضحة، ينبغي أن نعترف بأن التهديد النووي الإيراني هو الأخطر في العالم، نظراً لحجمه، وأن إيران أخطر من كوريا الشمالية بنحو 30 مرة.

وأوضح هذا الخطر يتلخص في "حجم صناعتها النووية، وحجم طموحاتها، لقد أنتجت كوريا الشمالية خمسة قنابل ذرية خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهذه هي قدراتها، أما إيران، فلديها اليورانيوم المخصَّب والمياه الثقيلة لإنتاج البلوتونيوم مما يسمح لها عندما تتجاوز الخطوط الحمراء، بإنتاج من خمس إلى سبع قنابل ذرية في العام الأول، وبعد بضع سنوات نحو عشرين قنبلة في كل عام".

وأضاف "بعد عقد من السنين سيكون لدى إيران قرابة 100 قنبلة ذرية، وفي الوقت نفسه، تواصل إيران تطوير الصواريخ الباليستية القارية، ويصل مدى هذه الصواريخ حالياً إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل، وإلى جزء من أوروبا، الأمر الثاني هو ضخامة الطموحات الإيرانية، ففي حين يتركز اهتمام كوريا الشمالية على بقاء نظامها، فإن الإيرانيين تحدثوا خلال العقود الثلاثة الأخيرة عن هدفهم التاريخي، وعن تغيير موازين القوى بين العالم الإسلامي والغرب، وعن ضرورة تغيير العالم".

وأكد "شتاينتس" على أن الأوروبيين بدأوا يدركون خطر إيران، "إذ أنه إذا أصبحت إيران قوة نووية في السنوات القادمة فسيضطر الأوروبيون إلى إنفاق المليارات على المنظومات الدفاعية لحماية المدن الكبرى، مثلما يحدث اليوم في كوريا الجنوبية وفي اليابان، ويكمن الخطر اليوم في مناورة الإيرانيين للحصول على اتفاقيات جزئية على اختلافها وعلى إجراءات بناء الثقة.

وأوضح "الرئيس الإيراني حسن روحاني قدم نفسه خلال الانتخابات كدبلوماسي محنك، ورسالته كانت أن أحمدي نجاد غبي لأنه "ذئب في ثياب ذئب، أسنانه ومخالبه بمثابة إنذار للغرب، أما أنا فبوسعي أن أكون ذئباً في ثياب حمل، ولدي الدبلوماسية والمهارة الكلامية اللازمتين".

وأضاف "شتاينتس" "روحاني رجل خطير، لأنه سيسعى للوصول إلى القنبلة النووية بكلامه المعسول، وقد ذكر في كتابه أنه عندما عُيّن مفاوضاً مع الغرب، استطاع خداعهم بالوعود دون أن يلحق أي ضرر ببرنامج إيران النووي، فزال حينها خطر العقوبات الاقتصادية، وتهديد الضربة العسكرية لإيران".