شبكة قدس الإخبارية

السياحة البديلة: في سياسات التحرر الفلسطيني

أحمد عز الدين أسعد

هذا المقال محاولة لتقديم صورة عامة عن موضوع السياحة البديلة في فلسطين، وترسيم الفضاء العام الذي تسير فيه السياحة البديلة، من حيث السياق التاريخي والمعرفي الواجب توظيفه في هذه الرياضة الوطنية؛ وهي رياضة وطنية لأنها تحتاج إلى تدريب وتمرين مستمر للحفاظ على اللياقة الأدبية والأخلاقية والثقافية والوطنية، في مضمون وشكل رسالة إنسانية مفعمة بالطاقة والحيوية والحرارة والجمال، تكون قادرة على طرق أبواب الصمت والجهل والتكلس الدولي، للمساهمة في مناصرة القضية الفلسطينية. إضافة إلى توظيف المنتوج الإنساني الأخلاقي المتعلق بالقضية الفلسطينية، وقضايا التحرر البشري، وحقوق الإنسان، في صلب فضاء ورسالة السياحة البديلة.

فك التاريخ: التاريخ أداة استعمار وأداة تحرر

في فلسطين يزدحم التاريخ بالجغرافيا والطبيعة، ليتشكل في الفضاء الفلسطيني مشهد طبوغرافي؛ يؤشر ويدل في معالمه إلى الإنسانية والحضارة والمدنية، مؤسساً المشهد الفلسطيني في فضاء المعرفة صورةً متعددة لكل منها سياقها التاريخي، وفلسفتها الاجتماعية، وسرديتها الروائية، وتطرفها الميثولوجي؛ حيث يتسارع المؤرخ والزمن في رياضة جينولوجية وآركولوجية للبحث عن معنى أو أسطورة، أو رواية، أو شاهد، أو دلالة ما، ليعيد أحدهما عقارب الزمن إلى حاضرته الفكرية ووجهته الثقافية، ليطل إلينا بيان استعماري أو استشراقي يحول به مثالب المستعمِر التاريخية، إلى رواية حضارية مستندة على معالم مدنية حداثية.

فلسطين نسجت علاقتها مع البشر بفرادة فوق تاريخية، لم تحصل بين أرض وبشر أخرين في التاريخ الإنساني، فتداولت على أرض فلسطين شعوب وقبائل متعددة، هذه الفرادة الفلسطينية تنساب وتصنع على سطح الظاهرة التارخية بأيدي وتوقيع الفلسطينيين الأصليين، أصحاب التاريخ والرواية الأولى على هذه الأرض.

التاريخ والرواية التارخية أداة استعمارية، وأيضاً أداة للتحرر وتقرير المصير والتخلص من الاستعمار؛ فالمنتصرون هم من يكتبون التاريخ ولا يتركون للمهزومين سوى صياغة ذاكرة الهزيمة؛ والتاريخ ودلالاته وفكره لا يتحول إلى أداة تحرر، ما لم يقدم المجتمع قراءة نقدية للتاريخ، وقراءة تصحيحية توضيحية لتاريخ الاستعمار، خصوصاً رواية المستعمِر؛ بتفنيد رواية المستعمِر، وتفكيك مقولتها الاستعمارية الاستشراقية، المبنية على أسس ميثولوجية استعلائية لا اخلاقية ولا تاريخية. مثل رواية الاستعمار الصهيوني لفلسطين، حيث لا توجد أي صلة بين الاستعمار الصهيوني والحركة الصهيونية ذات الامتداد والأرث المركزي الأوروبي الاستعماري الاستشراقي مع أرض فلسطين، كما لا توجد أي علاقة روحية أو تاريخية أو دينية؛ والدليل العلمي والتاريخي على ذلك، تصميم دولاب الحظ من قبل الحركة الصهيونية لاختيار أي قطعة أرض في العالم (الارجنتين، أوغندة، أرمينيا، فلسطين) لإقامة وطن استعماري لليهود في أي أرض.

المطلوب وقفة نقدية من التاريخ لتعرية الصهيونية والمخيال الاستشراقي، وإنقاذ فلسطين من أنياب وأدوات وعيون آلة التاريخ الاستعمارية الإمبريالية الأوروبية الصهيونية؛ فالتاريخ معين للعلوم الاجتماعية والإنسانية والدراسات الثقافية والفلسفة، والدراسات التحررية، التاريخ يشكل رأسمال سيمولوجي يوضح ويثبت ويبرهن على مصداقية الرواية الفلسطينية، ولا بد من وعي تاريخي وحامل تاريخي، يوظف في فضاء السياحة البديلة من أجل تحقيق أهدافها ورؤيتها واستراتيجيتها التي تصبو للحرية.

مقاربة السياحة البديلة في فلسطين

تعج المدن الفلسطينية بالزائرين والسائحين على مدار العام، في القدس وبيت لحم، ورام الله وعكا وحيفا ويافا، وأريحا وبيسان وغيرها من المدن الفلسطينية؛ تشاهد وترى قوافل وأسراب السائحين والزائرين بأعداد كبيرة، تستجم وتلتقط الصور الفوتغرافية، أو تشتري ملصقات، وأعلام، ومطرزات، وتحف؛ كتذكار ذي صلة رمزية بفلسطين.

تجدر الإشارة أن قطاع السياحة الفلسطينية قطاع مهمش وغير مستثمر بطريقة وطنية ممنهجة، تسهم في تعزيز صورة فلسطين الحضارية والإنسانية، بحيث يتحول قطاع السياحة إلى أهم الوسائل التحررية من الاستعمار الإسرائيلي، ودليل وزارة السياحة الفلسطينية يفتقر إلى أبجديات الثقافة والتاريخ والجغرافيا الفلسطينية، والفشل كذلك يتسلل في طريقة الترويج والدعاية للسياحة في فلسطين، هذه إشارة بسيطة إلى واقع السياحة الفلسطينية في القطاع الحكومي محدود الصلاحيات.

يتواصل الجهد الشعبي الفلسطيني من أجل تعرية الصهيونية، وتوضيح الصورة والمسار المنكوب الذي لا يزال يتدحرج ككرة الثلج في المجتمع الفلسطيني، بدأ بأرهاصات الاستعمار والاستشراق الأوروبي لفلسطين، مروراً بوعد بلفور، وقرار التقسيم، وعدوان عام 1948 (ما يسمى بالنكبة)، وعدوان عام 1967 (ما يسمى بالنكسة)، وكل انتهاكات الاستعمار الصهيوني حتى العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2012. فالشعب الفلسطيني يطور برامج وأفكار ذات صلة بالسياحة في فلسطين، لكن هذه السياحة، تقوم على أسس مختلفة نوعاً ما عن السياحة العادية التي يمارسها البشر؛ كالسياحة الترفيهية والاستجمامية، والسياحة العلاجية، والسياحة الرياضية، والسياحة الدينية، والسياحة التسويقية؛ أنما هي سياحة ثقافية سياسية نصطلح عليها في هذه الورقة أسم "السياحة البديلة"؛ وهي نوع من السياحة الأخلاقية والإنسانية والثقافية التحررية من حيث استراتيجيتها وأهدافها وغاياتها وطموحاتها.

يهدف البشر من خلال خيارهم واختيارهم ونشاطهم السياحي الترفيه والترويح عن النفس، حيث ينتقل السائح ليزور مناطق وأماكن تلبي وتخدم ذائقته الجمالية من أجل الفرح والنشوة والسعادة والسرور، على العكس من غاية أو أسلوب السياحة البديلة التي تعكس الهدف والفكرة؛ بحيث يتحقق الفرح والسعادة والسرور لأفراد المجتمع الفلسطيني الذي يزوه السائح ويناصر قضيته الفلسطينية العادلة، ويتحقق هذا الفرح والسرور الوطني بإعادة تعريف السائح بقضايا المجتمع الفلسطيني والقضية الفلسطينية، إلى جانب الخطاب والحوار الإنساني الموجه من قبل الفلسطينين إلى السائحين، لا يخلو المشهد السياحي الفلسطيني من القيم والصور الجمالية والثقافية والتاريخية والفكرية، التي تعكس وتوضح ديمومة أرتباط والتصاق الأرض بالإنسان الفلسطيني؛ صورة المشهد السياحي الفلسطيني في استراتيجية السياحة البديلة في فلسطين يكون عامل أو محفز لعقل وعين السائح الأجنبي أن يفكر أو يتسأل بمنهج جينولوجي عن القضية الفلسطينية، وهنا يبرز دور الثقافة والوعي الفلسطيني في إعادة تحقيق المخطوطات والمخيال الاستشراقي المرسوم في عقول السائحين الأجانب إتجاه القضية الفلسطينية؛ فهناك حالة من اللاوعي أو تغيب الوعي والمعرفة من قبل العديد من حكومات دول العالم في طمس معالم حقيقة القضية الفلسطينية، وتعلم شعوبها وفق سياساتها وعلاقاتها في المنظومة الدولية، ووفق تحالفات القوى في العالم؛ بمعنى هناك دعم ومؤازة للرواية الآخر، رواية الاستعمار والاستشراق والاستيطان الصهيوني.

السياحة البديلة في فلسطين قطاع غير ممؤسس، وهي فكرة شعبية لتعبير بطريقة تقدمية وحضارية، عن المعانة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني نتيجة ظلم محكمة التاريخ الاستعماري الاستشراقي الأوروبي، كما لا تحتاج السياحة البديلة في فلسطين رأسمال كبير أو بنية تحتية سياحية؛ لآن السياحة البديلة في فلسطين تهدف إلى تعريف السائح أو الزائر تاريخ فلسطين وتراثها الإنساني، وأخذ السائحين إلى المواقع والمناطق الفلسطينية المستعمَرة، وتوضيح الصورة والخطاب الاستعماري الصهيوني في فلسطين المتجسد في المعمار الصهيوني الاستيطاني، والقيام بمقاربة تفكيكية للرواية الاستعمارية، وتقويض المقولة الاستشراقية الممركزة أوروبياً المبنية على ميثولوجيا لا أخلاقية ولا شرعية ولا تارخية؛ بلإعتماد والاستناد على بنية التاريخ الفلسطيني، وتوظيف التاريخ وحقائقه كأداة للتحرر وتقرير المصير، والاتكاء على التاريخ كطود للحرية والتحرر والخلاص من الاستعمار.

كما يقع على عاتق الدليل السياحي البشري عبء عملي علمي وطني كبير، في إعادة تصحيح الصورة المبلورة عن فلسطين في عقول السائحين والزوار، وخصوصاً السائحين الأجانب غير العرب، الأوروبيين والأسيويين والأفارقة والأمريكان بشكل خاص؛ من أجل تعديل مسار التاريخ المزيف والمنتحل الذي يخترق العقول، كل هذا العمل يحتاج إلى جهد معرفي وعلمي ضخم يرشح في مقولة ثقافية وطنية تحررية، تقدم وتوضح بطريقة حديثة ومرنة مثل الأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية، إضافة إلى جولات ميدانية في الأراضي الفلسطينية، لتوضيح آثار الاستعمار الصهيوني على المجتمع والإنسان والحيوان والتاريخ والجغرافيا والطبوغرافيا والبيئة الفلسطينية، كزيارة موقع جدار الفصل العنصري وتوضيح عنصرية وفاشية وشوفونية الاستعمار الصهيوني، في تدمير الفضاء العام الفلسطيني وسرقت أراضي الفلسطينين، واقتلاع أشجارهم، وتدمير بيوتهم، وتجريف ومصادرة حقولهم، و توضيح كيفة عزل الفلسطينين في كنتونات وبانتستونات وجيوب جغرافية مقطعة الأوصال، وتوضيح أن المستعمرات "الإسرائيلية" والشوارع الإلتفافية هي معالم استعمارية، تتنافى مع المعمار الجمالي والثقافي والتاريخي الفلسطيني، وتوضيح أن المعمار "الإسرائيلي" هو معمار استعماري استيطاني وهو منافي في شكله المعمار الفلسطيني ويتناقض مع جمالية وهدوء البيئة المعمارية الفلسطينية، والمعمار الاستعماري الصهيوني وكل البنية التحتية المرتبطة بالمستعمِر الصهيوني، ذات أبعاد ودلالات استعمارية تدميرية للبيئة والمجتمع الفلسطيني وهذا انتهاك للإنسانية والبيئة والأخلاق والطبيعة. أن المهمة الوطنية والتاريخية في السياحة البديلة الفلسطينية تحتاج إلى حامل بشري واعي وطنياً وتارخياً واخلاقياً بالقضية الفلسطينية، ويكون الحامل البشري على أطلاع تام بمزاعم الحركة الصهيونية والرواية الاستعمارية والاستشراقية لفلسطين، للقدرة على بلورة خطاب وحجة مقنعة يخاطب بها عقول السائحين أو الزائرين المستهدفين ضمن رؤية السياحة البديلة وأهدفها ورسالتها ومبرراتها. إضافة إلى اعتماد الحامل البشري على منهج ونهج نوعي يقدم صورة فلسطين، ورسالة السياحة البديلة بطريقة ممتعة ومشوقة وفاعلة، بحيث يكون لدلالات رسالة السياحة البديلة دور مهم في مناصرة ودعم القضية الفلسطينية.

لا يقتصر عمل السياحة البديلة على ما ذكر سابقاً، بل يمتد إلى وسائل وأساليب متعددة كالمسرح، والموسيقى، والدراما، والفن، والنحت، والكاركتير، واللوحات التشكيلية، التي تجسد القضية الفلسطينية ومعانات الفلسطينيين، وتوضح بشكل فني وجمالي خطاب فلسطين التحرري الإنساني، المشرعن وفق فلسفة الإنسان والحياة للدفاع عن الحق والتاريخ والأرض، والعمل على استثمار خطاب حقوق الإنسان، واتفاقية جنيف، وقرارات محكمة لاهاي بخصوص إزالة جدار الفصل العنصري، وتقرير غولدستن، وكافة الخطابات واللوائح والمقررات الدولية الداعمة للحقوق الفلسطينية في التحرر من الاستعمار الصهيوني، والعمل بجهود حثيثة على إعادة ترسيم صورة فلسطين في أذهان العالم من جديد من خلال سياحة بديلة تستهدف جميع البشر لنصرة القضية الفلسطينية.

تحمل السياحة البديلة همّاً وطنياً فلسطينياً، كما تهدف السياحة البديلة إلى تجسيد رسالة فلسطينية تحررية، تخاطب بها شعوب العالم، من خلال البوابة السياحية والسياحة البديلة، من أجل مناصرة القضية الفلسطينية، وتفعيل القضية الفلسطينية في أجندات شعوب وحكومات دول العالم، بتشكيل لوبي عالمي مؤيد وداعم لمشروعية وأحقية الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية الديمقراطية. الخيارات والوسائل جميعها متاحة أمام السياحة البديلة في طرح القضية الفلسطينية بالشكل المناسب؛ استراتيجية السياحة البديلة مرنة وحيوية في تحقيق الهدف الاستراتيجي العام للشعب الفلسطيني وللسياحة البديلة؛ وهو تحرير فلسطين. ووسائل السياحة البديلة تتمحور في أدوات أخلاقية انسانية عابرة للشعوب والحضارات والأديان، مثل الأفلام والصور والمسرح والدراما والمحاضرات وورشات العمل، إضافة إلى جولات ميدانية، وحلقات نقاش مفتوحة في مناطق جغرافية تظهر فيها معالم وجرائم الاستعمار الإسرائيلي والتمييز والفصل العنصري، وبشاعة ولا انسانية الاستعمار الاستيطاني الصهيوني. زيارة المخيمات الفلسطينية والتعرف على الكارثة والجريمة التي لحقة بالفلسطينين نتيجة عدوان عام 1948. هذه الاستراتيجية تبلور صورة جديدة واضحة عن القضية الفلسطينية، تساهم في تعزيز الرأي العام العالمي من أجل نصرة القضية الفلسطينية. كما تعمل السياحة البديلة على خلق حركة تضامن ومناصرة دولية من أجل دعم القضية الفلسطينية في كل الأوقات، وعمل محكمة أخلاقية مجازية "لإسرائيل" ومحاكمتها في عواصم دول العالم، على جرائمها ضد الإنسانية وضد البيئة والتاريخ والأخلاق والاعراف والقوانين التي تخترقها، والعمل على إعادة فلسطين إلى الواجهة الإنسانية والدولية استناداً على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على أرضه الفلسطينية التاريخية.

في سبيل تعزيز السياحة البديلة في فلسطين

السياحة البديلة وسيلة نضالية وطنية، تعتمد على مجهود فكري ومعرفي، وعملية تغذية مستمرة بأفكار وتصورات مرتبطة بالقضية الفلسطينية، خصوصاً في حقل التاريخ، والدراسات الثقافية، وعلم الإنسان، وعلم الاجتماع، وعلم النفس (علم النفس الاجتماعي، وعلم النفس السياسي، وعلم نفس الشخصية)؛ لأن بعض المعلومات والأفكار تحتاج إلى طريقة سيكولوجية صحيحة وناجعة لمخاطبة عقول السائحين أو الزائرين، المتلقين في بلادهم ومدارسهم وجامعاتهم تعليم وتاريخ استشراقي غير محايد. تحتاج السياحة البديلة في فلسطين إلى عملية تحول من برامج متفرقة غير منظمة في الفكرة والهدف إلى شبكة أو اتحاد مؤسسات مجتمع مدني، أو إلى دائرة ضمن وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، من أجل استثمار برنامج السياحة البديلة بطريقة فاعلة ومنظمة. والسياحة البديلة بحاجة إلى خطة إعلامية مركزة وموجهة لنشر فكرة السياحة البديلة وتصوراتها، للإستقطاب أعداد كبير من السائحين إلى فلسطين، والعمل على استثمار الرأسمال البشري المقتنع بأهمية السياحة البديلة ورسالتها لمناصرة القضية الفلسطينية ليكون هذا الرأسمال البشري سفير فلسطين، ودليل فلسطين السياحي في بلده الأصلي أو أي بلد أخر، للعمل الدؤوب والمستمر مع طواقم السياحة البديلة في فلسطين وجميع أنحاء العالم؛ من أجل تشكيل جبهة أخلاقية وإنسانية أممية تهدف وتصبو إلى نيل الشعب الفلسطيني كافة حقوقه دون استثناء أو انتقاص، على أرض فلسطين التارخية. السياحة البديلة وسيلة للنضال الفلسطيني من أجل التحرر، وتقرير المصير، وعودة اللاجئين الفلسطينين، وإقامة الدولة الديمقراطية الفلسطينية على أرض فلسطين.