شبكة قدس الإخبارية

غزة تغرق: البرد يفتح بابا جديدا للموت والنازحون أمام ساعات صعبة وقاسية

photo_2025-12-11_13-12-22

متابعات قدس الإخبارية: لا كلمات يمكن أن تصف حجم المأساة التي يواجهها النازحون في غزة، وفي كل مرة يستغيث الأهالي خوفا من الغرق؛ يحدث الأمر، وتتصدر الصور المؤلمة ويُعاد المشهد مرة تلو المرة، بلا حراك عربي ودولي جاد يعجّل في وقف هذا البؤس.

تغرق غزة، اليوم الخميس، بخيامها وبيوتها المعلّقة في الهواء بلا أعمدة، ويواجه النازحون الأمطار والبرد الشديد بلا جدران أو بيوت، فلم يبقِ جيش الاحتلال حجرا على حجر طوال عامين من الإبادة، دمّر فيهما ما لا يقل عن 85 في المائة من مساكن الفلسطينيين.

مأساة تستمر بغرق آلاف خيام النازحين في مناطق انتشارها بقطاع غزة، ولن تنته بوفاة رضيعة لم تتجاوز الـ9 أشهر بعدما نهش البرد جسدها في خانيونس.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة الرضيعة رهف أبو جزر التي قتلها البرد الشديد في خانيونس، وسط مناشدات بالتحرك العاجل لإنقاذ سكان غزة من كارثة إنسانية تتفاقم مع دخول فصل الشتاء.

ويؤكد مدير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة منير البرش أن البرد فتح بابا جديدا للموت في القطاع، مشددا على أن الخطر يتجاوز حدود الطقس مع كل منخفض جوي يضرب غزة.

 

وبث ناشطون صرخات من غزة تشكو غرق خيامهم، طعام، وفراشهم، فيما لا يزالون يواجهون الموت بالرصاص والقتل والقصف، وسط استمرار خرق جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار.

ووصف ناشطون الوضع المأساوي في غزة، بأن السكان يموتون من البرد في الشوارع بلا مأوى، بينما تسلّلت المياه إلى خيامهم.

وقال الدفاع المدني في غزة، إنه سجل غرق مخيمات بأكملها في منطقة المواصي بخانيونس، ومنطقة "البصة" و"البركة" في دير البلح، ومنطقة السوق في النصيرات، جنوب ووسط القطاع، وفي منطقتي اليرموك والميناء بمدينة غزة، شمالا.

 

وأكد الدفاع المدني تلقيه أكثر من 2500 نداء استغاثة خلال 24 ساعة بسبب المنخفض الجوي، مشيرا إلى أن خيام النازحين لا تستطيع مواجهة المنخفضات الجوية، داعيا العالم للتحرك لإنقاذ سكان القطاع.

ورغم المناشدات والنداءات التي أُطلقت لإنقاذ السكان، لا سيما في المنخفضين السابقين اللذين تعرض لهما قطاع غزة، وتكررت فيهما المشاهد المأساوية، إلا أن الأمطار جرفت خيامهم، وغرق النازحون بأطفالهم ونسائهم.

وأدى اشتداد المنخفض الجوي إلى انهيار منزل في حي النصر، غربي مدينة غزة، ووثق فيديو مصور لحظة انهيار المبنى المكون من 4 طوابق، بعدما عجزت جدرانه المتهالكة عن الصمود أمام عاصفة جوية هي الأعنف على القطاع، حتى اليوم.

 

وحذر الدفاع المدني في غزة، المواطنين من السكن داخل المنازل التي استهدفها الاحتلال، والتي تعد آيلة للسقوط والانهيار، معتبرا هذه المنازل خطيرة وغير صالحة للسكن في ظل هذا المنخفض.

في الأثناء، يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 288 ألف عائلة تعيش بلا مأوى، مع وجود أكثر من 15 ألف خيمة مهترئة، مشددا على أن خيام النازحين لا تستطيع مواجهة المنخفضات الجوية وعلى العالم التحرك لإنقاذ سكان القطاع.

وحذر المكتب الحكومي من أن القادم أصعب في القطاع مع وصول المنخفض الجوي إلى ذروته، مضيفا أن الساعات القادمة ستكون صعبة للغاية على سكان القطاع.

في غضون ذلك، لم تتوقف المأساة عند حد تأثير المنخفض الجوي، إذ واصل جيش الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار. وقصف بالمدفعية منطقة بركة أبو راشد بمخيم جباليا، شمال قطاع غزة، مخلفا شهيدة وعددا من الإصابات، في مشهد مأساوي مستمر لا ينذر بنهاية قريبة.