شبكة قدس الإخبارية

أوروبا تتهافت على السلاح الإسرائيلي "المُجرَّب في غزة".. رغم انتقاد الإبادة

doc-34uy4tf-1731177140
هيئة التحرير

ترجمات - قدس الإخبارية: نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرًا للصحافية عنات بيليد، كشفت فيه أن دولًا أوروبية باتت تتطلع لاقتناء أحدث التقنيات العسكرية الإسرائيلية التي جرى اختبارها ميدانيًا خلال الحرب على قطاع غزة، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من التهديد الروسي، رغم الانتقادات الواسعة لسلوك إسرائيل خلال حرب الإبادة.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل تستغل حرب غزة لتسويق أسلحتها وتكنولوجيا القتال، مؤكدةً أن “الأمريكيين والأوروبيين يصطفون لشراء التقنيات العسكرية الإسرائيلية”. وقد توافد وفود رسمية من دول مثل ألمانيا والنرويج وبريطانيا إلى مؤتمر رعته وزارة الحرب الإسرائيلية هذا الأسبوع، حيث عُرضت منظومات قتالية اختُبرت في العمليات الإسرائيلية بغزة ولبنان وإيران.

بحسب التقرير، جاء الاهتمام الأوروبي المتزايد وسط سباق تسلح جديد في القارة، التي تسعى لتعزيز دفاعاتها في مواجهة روسيا. وتم تجاهل التحفظات السياسية لدى بعض الدول المشاركة، رغم استمرار الجرائم الإسرائيلية في غزة.

وعرضت الشركات الإسرائيلية مقاطع مصورة من الحرب، بينها تسجيل لطائرتين مسيرتين هجوميتين تصطدمان بمبنى داخل غزة، في مشهد وظفته تل أبيب كدليل على فعالية “أسلحتها المجربة”.

وقال ران غوزالي، الرئيس التنفيذي لشركة “يو ڤيجن إير” الإسرائيلية لتكنولوجيا الدفاع، للحضور:

"ترون الصاروخ الأول يضرب الجانب الأيسر، ثم ينطلق الثاني نحو هدفه… وهذه بعض المقاطع التي سُمح لنا بمشاركتها".

وحضر المؤتمر ممثلون عن الحكومة الأمريكية، ومسؤولون تنفيذيون في القطاع الخاص، ومستثمرون أجانب، فضلًا عن وفود رسمية من الهند وكندا وسنغافورة وأوزبكستان، بينما أرسلت النرويج — التي قاطعت سابقًا شركة "كاتربيلر" — ممثلًا دبلوماسيًا.

وأكد منظمو المؤتمر أن الحضور هذا العام كان أوسع من العام السابق، وأن الإقبال يعكس استمرار قدرة الصناعة العسكرية الإسرائيلية على جذب المشترين، رغم العزلة الدبلوماسية الناتجة عن حرب غزة.

وأشار التقرير إلى أن المؤتمر شارك فيه أيضًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، اللذان صدرت بحقهما مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب.

وذكرت الصحيفة أن أوروبا باتت تواجه مخاوف متزايدة من تراجع اعتمادها على الولايات المتحدة في الناتو، وسط ضغوط لتعزيز قدراتها الدفاعية.

وجاءت “صدمة اليقظة” للقارة بعد خطاب نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن، والذي انتقد فيه حكومات أوروبا لعزل الأحزاب الشعبوية، ما اعتبر إشارة إلى تغير البيئة السياسية عبر الأطلسي.

 

وقال سيباستيان فون ريبنتروب، الشريك الإداري في شركة الاستثمار الأوروبية “جوين كابيتال”، إن “بعض الدول الأوروبية باتت تشعر أن الوقت ينفد، خصوصًا مع تحليق الطائرات الروسية المسيرة فوق أراضي دول في الناتو”.

وفرضت عدة دول أوروبية قيودًا على توريد الأسلحة لإسرائيل خلال الحرب، نتيجة التكلفة الإنسانية الهائلة، إذ تجاوز عدد الشهداء 70 ألفًا في غزة وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

ففي سبتمبر، منعت بريطانيا وفدًا من وزارة الحرب الإسرائيلية من حضور معرض لتجارة السلاح، بينما أوقفت ألمانيا شحنات أسلحة يمكن استخدامها في غزة، قبل أن ترفع الحظر بعد سريان وقف إطلاق النار.

وأرسلت ألمانيا — التي تخطط لإنفاق عسكري بقيمة 580 مليون دولار خلال العقد القادم — أحد أكبر الوفود إلى المؤتمر الإسرائيلي.

ودخل نظام الدفاع الجوي “حيتس 3”، الذي اشترته ألمانيا من إسرائيل مقابل نحو 4 مليارات دولار، مرحلة التشغيل الكامل يوم الأربعاء، ليصبح أول نظام من هذا النوع يُنشر خارج إسرائيل والولايات المتحدة.

كما سجّلت صادرات السلاح الإسرائيلية رقمًا قياسيًا جديدًا عام 2024، حيث بلغت 14.8 مليار دولار بعد اندلاع حرب غزة، رغم الدعوات العالمية لمقاطعة الصناعة العسكرية الإسرائيلية.

وكانت أوروبا أكبر مشترٍ لهذه التكنولوجيا، بنسبة 54% من إجمالي الصادرات، مقارنة بـ35% فقط عام 2023.

ومع تراجع القتال في غزة وارتفاع الإنفاق العسكري الأوروبي، يقول مستثمرون وشركات ناشئة إن دولًا كثيرة أصبحت أكثر استعدادًا للتعامل العلني مع إسرائيل، بعد أشهر من التوتر في العلاقات الدبلوماسية نتيجة جرائم الحرب.