شبكة قدس الإخبارية

ليس عن ممداني وحده.. بل عن الغرب الذي يتغيّر

314444

ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: اعتبر محرّر الشؤون السياسية في قناة "12" العبرية، عوفر حداد، أن فوز المرشح التقدّمي الأميركي ذي الأصول الأوغندية ـ الهندية زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك لا يُمثّل مجرد انتصار شخصي، بل يعكس تحوّلًا أعمق في المزاج السياسي والثقافي داخل الغرب، وتحديدًا في الولايات المتحدة.

وقال حداد إنّ "المدينة التي كانت رمزًا للرأسمالية والليبرالية الغربية اختارت اليوم شخصًا معروفًا بمواقفه المتعاطفة مع المقاومة الفلسطينية والمعادية لإسرائيل"، على حدّ وصفه، معتبرًا أنّ هذا الفوز "جرس إنذار لإسرائيل"، لأنّه يدلّ على "اتجاه متنامٍ في الغرب نحو التعاطف مع الفلسطينيين وانتقاد إسرائيل علنًا".

وأشار إلى أنّ نيويورك، بعد 24 عامًا على هجمات 11 سبتمبر، "ترفع إلى القمّة مغنّي راب سابقًا كان يردّد أناشيد تمجّد المقاومة الفلسطينية"، مضيفًا أنّ ممداني رفض مرارًا تصنيف حركة حماس كـ"منظمة إرهابية" حتى بعد هجوم السابع من أكتوبر، وامتنع عن إدانة الدعوات إلى "انتفاضة عالمية".

ووفق حداد، نجح ممداني في استمالة أكثر من نصف الناخبين بفضل "كاريزما قوية ورسائل اشتراكية لافتة"، كما حظي بدعم شرائح من الليبراليين واليساريين ومجتمع الميم، رغم ارتباطه، كما يقول، بإمام مسلم هو سراج وهاج الذي سبق أن وصف المثلية بأنها "مرض".

وأضاف أنّ ممداني يستخدم خطاب "الإسلاموفوبيا" كسلاح مضادّ لكلّ انتقاد، وأنّ شعبيته امتدت حتى إلى قطاعات من اليهود في المدينة، إذ أظهر استطلاع لشبكة "سي إن إن" أنّ نحو ثلث اليهود صوّتوا له، وهو ما عدّه حداد "تراجعًا مقلقًا في الدعم اليهودي التقليدي للديمقراطيين".

وتابع أن ممداني شارك في مظاهرات ببروكلين عقب هجوم 7 أكتوبر طالب فيها بوقف القصف على غزة، وأنه منذ سنوات يرفض فكرة "يهودية الدولة"، ويصف "إسرائيل" بأنها "نظام فصل عنصري"، معتبرًا أنّ "اليهود لا يملكون حقًّا حصريًا بدولة لهم".

ويرى حداد أن ممداني يسعى إلى إعادة صياغة العلاقة الأميركية ـ الإسرائيلية، وأنّ خطابه ضد شرطة نيويورك اتّسم بتشابه لافت مع خطاب منتقدي شرطة الاحتلال الإسرائيلي، حيث استخدم مفردات مثل "الخنق" المستوحاة من حادثة مقتل جورج فلويد.

وختم بالقول إنّ انتخاب ممداني "ليس قصة شخص، بل قصة مجتمع يتغيّر"، في إشارة إلى تحوّلٍ أوسع في الغرب باتجاه انتقاد إسرائيل وانحسار التعاطف التقليدي معها، مضيفًا أنّ هذا التحوّل "يتطلّب من إسرائيل استعدادًا سياسيًا وفكريًا لمواجهة واقعٍ جديدٍ لا يضمن لها التفوق الأخلاقي أو الدعم غير المشروط كما في السابق".