شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يواصل اغتيالاته في لبنان.. ويخشى من هجوم مفاجئ على مواقعه 

52025619524442639788

متابعة قدس: استُشهد مواطن لبناني وأُصيب آخر، الأربعاء، جراء غارة نفّذتها طائرة مسيّرة "إسرائيلية" استهدفت سيارة على طريق برج رحّال–العباسية في قضاء صور، وفق ما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية. الهجوم أحدث موجة ذعر محلية وصلت إلى صفوف تلامذة المدارس القريبة، فتدافع أولياء الأمور إلى المؤسسات التعليمية لاصطحاب أبنائهم إلى المنازل وسط حالة من الهلع العام.

وفي حادث منفصل، ألقَت طائرة مسيّرة أخرى قنبلة صوتية على منطقة وطىّ الخيام الحدودية جنوب البلاد، ما يُعدّ استمراراً لتصاعد الاعتداءات الجوية التي استهدفت لبنان في الأسابيع الأخيرة. هذه الاعتداءات شملت، بحسب تقارير محلية ودولية، اغتيالات ميدانية وعمليات قصف في مناطق شرقية وجنوبية من لبنان، في نمط يتجاوز ما يصفه البعض بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.

وتُشير تقارير عبرية في تبريرها لهذه الخروقات إلى محاولة "حزب الله" إعادة ترميم قدراته العسكرية رغم قيود إمداده. وسائل الإعلام العبرية تحدثت عن محاولات تهريب مكوّنات صغيرة لتحسين دقة الصواريخ عبر شبكات معقّدة، في حين تذكر أيضاً أن المسارب البرية والبحرية والجوية تتعرّض لمراقبة وإغلاق متزايدين بفعل إجراءات عسكرية إسرائيلية.

من زاوية المؤسسة العسكرية لدى الاحتلال، تبدو المخاوف مركّزة على استمرار جهود تحديث قدرة الحزب، الذي تُقدّر تقاريرها أنه يمتلك آلاف الصواريخ، معظمها قصير المدى وغير دقيقة. هذه التقديرات تحوّل مسألة التحديث والتهريب إلى مسألة أمنية تُبرّر في أروقة صنع القرار داخل الاحتلال خيارات لردود استباقية قد تتدرّج من استنزاف القدرات إلى استهداف قيادات ومراكز حساسة، إذا ما اعتُبر أنّ الحزب تجاوز "خطاً أحمر" محدداً.

وتنقل تقارير عبرية تحذيرات من سيناريوهات أكثر قتامة، بينها احتمال هجوم مفاجئ على مواقع إسرائيلية متوغلة داخل الأراضي اللبنانية أو في مناطق مثل مزارع شبعا، ما قد يسهِم في جرّ لبنان إلى مواجهة أوسع ويضغط على بيروت سياسياً. وفي هذا الإطار، أمرت القيادة الشمالية لجيش الاحتلال بتشديد التعليمات ورفع مستوى التأهب، خصوصاً مع قدوم فصل الشتاء الذي قد يوفر غطاءً من الضباب والطقس للتحرّكات الميدانية.

على الضفة الموازية، تبرز مخاوف من أن أي ردّ إسرائيلي واسع النطاق لن يكتفي باستهداف "حزب الله" وحده، بل قد يمتد ليشمل ما تصفه أوساط عسكرية إسرائيلية بـ"البيئة الحاضنة" للحزب، بما في ذلك مناطق مدنية جنوب بيروت وسهل البقاع، ما يفتح احتمال توسيع نطاق المعاناة والدمار على المدنيين اللبنانيين.