شبكة قدس الإخبارية

أجهزة السلطة تصعّد حملات الاعتقال في الضفة وتحتجز عشرات النشطاء والأسرى المحررين

389062083

الضفة الغربية - شبكة قُدس: تصاعدت خلال الأسبوع الماضي الانتهاكات التي تمارسها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في مختلف محافظات الضفة الغربية، وسط تزايد التقارير الحقوقية التي تتحدث عن سوء المعاملة والإهمال الطبي في مراكز الاحتجاز، واستمرار ملاحقة النشطاء والأسرى المحررين والمحامين والأئمة وطلبة المدارس.

ففي أريحا، اعتُقل المحامي مهند كراجة، مدير مجموعة محامون من أجل العدالة، أثناء عودته من السفر عبر معبر الكرامة، بعد حملة تحريضية استهدفته على خلفية منشورات مفبركة. وأُفرج عنه مؤقتاً قبل أن يُعاد اعتقاله مجدداً يوم الأربعاء، ثم أُفرج عنه بكفالة، في خطوة اعتبرها مراقبون استهدافاً مباشراً للعمل الحقوقي.

وفي رام الله، اقتحمت المخابرات منزل الأسير المحرر بهاء عوض من بلدة بدرس واعتقلته، كما اعتدت على الشاب محمد أحمد عوض خلال مداهمة منزله. واحتجزت الأجهزة الأمنية الناشط جاد القدومي لساعات قبل الإفراج عنه، فيما لا يزال مرشد شوامرة رهن الاعتقال منذ 25 يوماً.

أما جنين، فشهدت أوسع حملة مداهمات واعتقالات، طالت طلبة مدارس وأطفالاً؛ إذ اعتُقل الطالب ساهر الأطرش بعد خروجه من مدرسته، وتعرض للضرب، كما اختُطف الطفل بهاء الدين طحاينة (15 عاماً) من بلدة السيلة الحارثية، واعتُقل الطالب عمر غسان زيود من منزله. وشملت الحملة اعتقال مجموعة من الشبان في بلدة جبع، بينهم محمد علاونة وقصي خليلية وحسن علاونة ويوسف فشافشة وجواد فشافشة ومحمد ملايشة، إضافة إلى مصادرة عبوات محلية الصنع في بلدة السيلة الحارثية.

كما اعتُقل الشابان أحمد محمد سلامة يحيى من بلدة العرقة وحمزة طحاينة بعد إلقائهما خطبة الجمعة، دون إبلاغ ذويهما بمكان الاحتجاز، في حين واصلت الأجهزة اعتقال الأسير المحرر ساري جرادات. وتعرض الشاب عمرو البيطاوي، شقيق المطارد نور البيطاوي، للضرب المبرح ما أدى إلى كسر في ساقه، بينما جرى اعتقال الأسير المحرر مصعب حنايشة من قباطية، رغم أنه أفرج عنه من سجون الاحتلال قبل خمسة أشهر فقط.

وتحتجز أجهزة السلطة الأسيرين المحررين محمد الصانوري وغسان زغيبي منذ أشهر دون محاكمة، فيما يقبع ثائر الأغبَر من نابلس في سجن الجنيد منذ عام كامل ويخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على سوء المعاملة. كما يستمر اعتقال عبد الله يونس في زنازين بيت لحم منذ أكثر من 495 يوماً، وأنيس عبد الله من مخيم جنين منذ عشرة أشهر، وباسل خمايسة من اليامون منذ سبعة أشهر، ويامن دراغمة منذ أكثر من شهرين.

وفي سلفيت، اعتُقل إمام وخطيب مسجد الأبرار مصعب حسين البشر منذ أكثر من 500 يوم، ويُحرم من الزيارات، بعد أن أوقف إضرابه عن الطعام نتيجة ضغوط شديدة، وسط اتهامات بتعرضه للعزل والتعذيب.

كما واصلت الأجهزة الأمنية في الخليل وقلقيلية وطوباس حملات استدعاء واعتقال طالت عدداً من الأسرى المحررين والمهندسين والممرضين، بينهم إبراهيم البطاط وهاشم حمدان وحذيفة خولي ومالك غانم وحمزة غانم وكمال بري وموسى صوي، إلى جانب تمديد اعتقال بعضهم لأسابيع دون توجيه تهم واضحة.

وفي نابلس، اعتُقل إبراهيم أبو عيشة وعبد الرحمن الوادي، فيما يواصل الوقائي احتجاز نظمي عامر منذ 15 يوماً. ونُقل الأسير المحرر عبادة قنيص من بيت لحم إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية جراء استمرار احتجازه رغم إصابته السابقة بعجز دائم بنسبة 55%.

وقالت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين إن عدد المعتقلين السياسيين في سجون السلطة تجاوز 170 معتقلاً، بعضهم محتجز منذ أكثر من عام، وسط ظروف احتجاز قاسية وإهمال طبي متعمد. وأكدت اللجنة أن هذه الاعتقالات تمثل تصعيداً خطيراً في الانتهاكات ضد النشطاء والأسرى المحررين وطلبة الجامعات، مطالبة المؤسسات الحقوقية بالتدخل العاجل لضمان الإفراج عنهم ووقف سياسة الاعتقال السياسي في الضفة الغربية.