غزة - قدس الإخبارية: حذّر مركز غزة لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، من الخطر المتصاعد لعشرات آلاف الأطنان من المخلفات غير المنفجرة التي خلّفها جيش الاحتلال في قطاع غزة، محذراً من أنها تهدد حياة المدنيين يومياً وتعطل جهود الإنقاذ وإزالة الركام ومحاولات استعادة مظاهر الحياة.
ووفق تقديرات المركز، فإن العدوان الإسرائيلي الذي استمر أكثر من عامين خلّف نحو 20 ألف جسم حربي لم ينفجر بعد، تشمل قنابل وصواريخ وقذائف، وسط 65 إلى 70 مليون طن من الركام الناتج عن تدمير المنازل والمنشآت، يوجد بينها نحو 71 ألف طن من المتفجرات، واصفاً الوضع بأنه “أكبر كارثة إنسانية في التاريخ الحديث”.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن المخلفات المنتشرة بين الأنقاض “تشكل خطراً قاتلاً”، مضيفاً أن أي حركة خاطئة أثناء عمليات الانتشال قد تتسبب بانفجارات تودي بحياة فرق الإنقاذ أو المدنيين، مشيراً إلى أن العديد من الذخائر مدفونة داخل الأبنية والطرقات والمناطق الزراعية.
وسجل المركز وقوع انفجارات عدة خلال الأشهر الماضية، كان آخرها في حي الزيتون بمدينة غزة حيث قُتل ثلاثة مدنيين أثناء إزالة الركام، فيما شهد مخيم النصيرات وبلدة القرارة حوادث مشابهة أدت لإصابات بين العمال.
وأكد المركز أن هذه المخلفات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تلزم الاحتلال بالكشف عن مواقع الذخائر غير المنفجرة وإزالتها، مطالباً الأمم المتحدة بتشكيل فرق هندسية دولية لإجراء مسح شامل وتأمين المناطق السكنية.
ودعا إلى فتح المعابر فوراً لإدخال المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام وانتشال الجثامين، وإلى وضع خطة وطنية لإدارة الركام وإعادة التدوير الآمن، مؤكداً أن “صمت المجتمع الدولي تواطؤ في استمرار الكارثة، وأن حماية المدنيين بعد وقف العدوان لا تقل أهمية عن حمايتهم أثناءه”.



