فلسطين المحتلة - شبكة قدس: كشفت شركة “مايكروسوفت” في تقريرها السنوي السادس لأمن المعلومات، الصادر اليوم الخميس، أن “إسرائيل” تتعرض لهجوم إلكتروني متواصل على نطاق عالمي. ووفقًا للتقرير الذي يغطي الفترة من يوليو 2024 إلى يونيو 2025، تحتل “إسرائيل” المرتبة الثالثة عالميًا في عدد الهجمات السيبرانية خلال النصف الأول من عام 2025، بنسبة 3.5% من مجمل الهجمات في العالم، بعد الولايات المتحدة (24.8%) والمملكة المتحدة (5.6%).
على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، تبدو الصورة أكثر خطورة؛ إذ تتصدر “إسرائيل” قائمة الدول المستهدفة بفارق كبير، مع تسجيل 603 هجمات بنسبة 20.4%، وهو معدل يفوق بكثير أي دولة أخرى في المنطقة. ويشير التقرير إلى أن المؤسسات الحكومية الإسرائيلية بقيت بين أكثر القطاعات تعرضًا للهجمات، بنسبة بلغت 17% من إجمالي الهجمات.
تقرير “مايكروسوفت” يربط بوضوح بين تصاعد الهجمات وبين الصراع الإقليمي، حيث تُعد إيران، بحسب التقرير، الخصم الرئيسي لـ”إسرائيل” في الفضاء السيبراني. ويشير إلى أن نحو 64% من النشاط الإلكتروني الإيراني الموثق عالميًا وُجِّه مباشرة نحو أهداف إسرائيلية. وتتنوع أهداف هذه الهجمات بين جمع المعلومات الاستخبارية عن “إسرائيل”، ومحاولات تجنيد عملاء ضدها، وتعطيل خدمات حيوية، والسعي إلى تحقيق ردع أو انتقام دون اللجوء إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
لكن إيران ليست وحدها في هذا الميدان؛ إذ يذكر التقرير أن روسيا وسّعت بدورها نطاق عملياتها الإلكترونية، مستهدفة شركات صغيرة في دول داعمة لأوكرانيا، بهدف اختراق شركات أكبر وأكثر حساسية، ما قد ينعكس على شركات إسرائيلية مرتبطة بشبكات عمل دولية.
وفي السياق المحلي، يلاحظ التقرير تصاعدًا غير مسبوق في النشاط الهجومي ضد “إسرائيل” منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023. فقد سجّل “الهيئة الوطنية الإسرائيلية للأمن السيبراني” ارتفاعًا بنسبة 24% في البلاغات المتعلقة بالهجمات خلال عام 2024، بإجمالي يقارب 17 ألف حادثة. أما تقرير جهاز “الشاباك”، فأشار إلى أن عدد الهجمات الإلكترونية تضاعف خمس مرات منذ بدء الحرب مقارنة بالسنوات السابقة، فيما أفادت شركات أمن معلومات أخرى بزيادة هائلة بلغت نحو 700% في محاولات الاختراق والهجمات الموجهة ضد أهداف إسرائيلية، خصوصًا في قطاعات الاتصالات، والمال، والتكنولوجيا، والصحة، والبنى التحتية الحيوية.
ويرى التقرير أن هذه الموجة تأتي في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، إذ باتت الحروب والصراعات السياسية تغذي “حرب السايبر” التي تخوضها دول وتنظيمات وحتى مجموعات ناشطين رقمية (Hacktivists) تستهدف بالأساس أنظمة الدولة الحساسة.
ويستغل المهاجمون أساليب بسيطة وفعّالة: 28% من الهجمات الكبرى بدأت من خلال حملات تصيّد إلكتروني أو “هندسة اجتماعية”، و18% استغلت ثغرات أمنية في أنظمة غير محمية. وغالبًا ما يحصل المهاجمون على كلمات المرور وبيانات الدخول من خلال تسريبات سابقة أو برامج خبيثة مخصصة لسرقة المعلومات الحساسة.