غزة - قدس الإخبارية: نعت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، القائد البارز وعضو مجلسها العسكري الأعلى، مصباح سليم الداية "أبو سليم"، والذي ارتقى شهيدًا برفقة زوجته، جراء عملية اغتيال نفذها الاحتلال في قطاع غزة، وذلك بعد مسيرة طويلة من الجهاد والمقاومة والتضحية.
وفي بيان النعي، أكدت الكتائب أن الشهيد أبو سليم كان من أوائل المجاهدين الذين التحقوا بمسيرة المقاومة، ورافق قادة الكتائب الشهداء، وعلى رأسهم المؤسس الشهيد "أبو حفص"، والأمين العام الشهيد "أبو الشيخ"، وشارك في عمليات نوعية أثخنت الاحتلال في مختلف ساحات فلسطين المحتلة.
وأضاف البيان أن الشهيد كان قد غادر قطاع غزة للعلاج من مرض عضال، لكنه آثر العودة مع انطلاق معركة "طوفان الأقصى" ليستكمل دوره القيادي في الميدان، حتى ارتقى شهيدًا في جريمة اغتيال وصفها البيان بـ"الجبانة".
وذكّرت الكتائب أن القائد أبو سليم قدّم سابقًا نجله، الشهيد القائد الميداني "سليم"، في معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن دماء الشهداء ستكون نبراسًا للمجاهدين في مواصلة طريق التحرير والمقاومة حتى زوال الاحتلال.
وختمت كتائب المجاهدين بيانها بالتأكيد على أن عمليات الاغتيال الصهيونية لن تكسر إرادة المقاومة، وأن النصر حليف المجاهدين مهما عظمت التضحيات.
حركة المجاهدين الفلسطينية
تُعد حركة المجاهدين الفلسطينية إحدى الفصائل المقاومة التي نشأت مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وتبنّت خيار المقاومة المسلحة كاستراتيجية رئيسية لمواجهة الاحتلال. تأسست الحركة رسميًا عام 2001 تحت اسم "كتيبة المجاهدين"، بعد انشقاقها عن حركة فتح، إثر اقتحام أرييل شارون للمسجد الأقصى، وهو الحدث الذي أشعل شرارة الانتفاضة.
جاء تأسيس "كتائب المجاهدين"، الجناح العسكري للحركة، بعد انشقاق قوات من "لواء الشهيد جهاد العمارين" التابع لكتائب شهداء الأقصى، بقيادة الشقيقين عمر وأسعد عطية أبو شريعة، حيث التحق نحو ألف مقاتل بالحركة الجديدة، رافعين شعار استمرار المقاومة حتى تحرير كامل الأرض الفلسطينية.
تؤمن الحركة بأن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال، وتعمل في كل الساحات الفلسطينية: الضفة الغربية، قطاع غزة، وأراضي 48، وتؤكد أن وجودها مرهون بوجود الاحتلال على أي شبر من أرض فلسطين.
نفّذت "كتائب المجاهدين" عشرات العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال، بما في ذلك إطلاق القذائف الصاروخية على مستوطنات غلاف غزة، وزرع العبوات الناسفة، وتنفيذ عمليات قنص وكمائن. كما أقامت علاقات وثيقة مع مختلف فصائل المقاومة، وشاركت في عمليات عسكرية مشتركة أبرزها "غزوة حطين" مع ألوية الناصر صلاح الدين عام 2006، وعملية "نتساريم" عام 2004 بالشراكة مع كتائب القسام وسرايا القدس.
وكانت الحركة حاضرة بقوة في المواجهات الكبرى التي شهدها قطاع غزة، وشاركت في صد عدوان الاحتلال خلال سنوات 2008/2009، 2012، 2014، و2021، وشاركت بفاعلية في عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي اقتحمت خلالها فصائل المقاومة مستوطنات غلاف غزة.
واتهم الاحتلال الشهيد أسعد أبو شريعة، الأمين العام للحركة، بلعب دور قيادي في العملية، وزعم مشاركته في اقتحام "كيبوتس نير عوز"، وقتل وأسر عدد من المستوطنين.