غزة - قدس الإخبارية: أدانت عدة دول ومنظمات دولية، قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي "الكابينت" شن عملية عسكرية واسعة النطاق واحتلال مدينة غزة، محذرين من أن هذه الخطوة تمثل تصعيدا خطيرا يفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع منذ قرابة عامين من الحرب.
في بيان مشترك، أعرب وزراء خارجية أستراليا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا وبريطانيا عن إدانتهم الشديدة للقرار، معتبرين أن "الخطط التي أعلنتها حكومة الاحتلال تنذر بانتهاك القانون الإنساني الدولي"، ومؤكدين تمسكهم بحل الدولتين عبر المفاوضات.
ودعا البيان سلطات الاحتلال إلى تعديل نظام تسجيل المنظمات الإنسانية الدولية الذي فرضته مؤخرا.
من جانبها، أدانت إسبانيا بشدة تصعيد الاحتلال العسكري في غزة، معتبرة أنه لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة، وشددت على ضرورة وقف إطلاق نار دائم، وتدفق واسع للمساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع الأسرى، مؤكدة أن السلام الدائم لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطين الواقعية والقابلة للحياة.
كما أعربت وزارة الخارجية القطرية عن إدانتها لقرار الاحتلال، واعتبرته تطورا خطيرا، فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن السيطرة على مدينة غزة تمثل تصعيدا خطيرا يخاطر بتعميق العواقب الكارثية على ملايين الفلسطينيين، وزيادة المخاطر على أرواح الأسرى المتبقين، مشددا على أن الفلسطينيين في غزة يواصلون تحمل كارثة إنسانية ذات أبعاد مروعة.
السيناتور الأمريكي آدم شيف حذر من أن خطة نتنياهو لاحتلال غزة ستؤدي إلى إزهاق مزيد من أرواح الأسرى والمدنيين وجنود الجيش، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يواجهون المجاعة بما في ذلك أعداد كبيرة من النساء والأطفال.
بدورها، أكدت حركة حماس، أمس الجمعة، أنها قدمت "كل المرونة" عبر الوسيطين المصري والقطري لإنجاح وقف إطلاق النار، وأعلنت استعدادها لصفقة شاملة للإفراج عن كل أسرى الاحتلال مقابل وقف الحرب وانسحاب قواته، محذرة من أن احتلال مدينة غزة "مغامرة ستكلف الاحتلال أثمانا باهظة ولن تكون نزهة"، مؤكدة أن الشعب والمقاومة عصيان على الانكسار أو الاستسلام، وأن خطط نتنياهو ستبوء بالفشل.
وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي قد وافق أمس الجمعة على خطة لاحتلال مدينة غزة وتهجير نحو مليون فلسطيني من الشمال إلى الجنوب، قبل تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع.
ووفق الأمم المتحدة، فإن 87% من مساحة قطاع غزة باتت بالفعل تحت الاحتلال أو أوامر الإخلاء، محذرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له تداعيات كارثية.