ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: شنّ الصحفي "الإسرائيلي" المعروف رعنان شاكيد هجومًا لاذعًا على سلوك قيادة الاحتلال في ظل استمرار سقوط الجنود في قطاع غزة، متهمًا المسؤولين بالتقاعس والانشغال بالمظاهر على حساب أرواح الجنود والأسرى.
وقال شاكيد في مقالته، إن "الوقت ليس أولوية لدى الحكومة"، مضيفًا: "هؤلاء فقط جنودنا يُقتلون ويُصابون في غزة، بالتنقيط، واحد تلو الآخر، كل يوم. لكن لا تدعوا ذلك يؤثر على جدول صور يائير نتنياهو مع ترامب أو ظهور سارة نتنياهو بفستان مُمنتج في الفوتوشوب".
وسخر شاكيد من المشهد السياسي الإسرائيلي قائلاً: "دعوا بيبي (نتنياهو) يجلس إلى مائدة مزينة بالزهور بجانب الرئيس الأمريكي ويمنحه رسالة توصية لنوبل للسلام... نوبل للسلام؟ عن أي سلام نتحدث؟ عن السلام الذي انفجر على عبوة ناسفة قتلت خمسة جنود في بيت حانون؟ أم السلام الذي قتل الرقيب يانيف ميخالوفيتش وأصاب ثمانية في الشجاعية؟".
وأضاف الصحفي أن الردود الرسمية المتأخرة والمتلعثمة ليست مفاجئة، "فالناطقون باسم الحكومة مشغولون أصلًا بخلافات داخلية مع سارة نتنياهو"، مضيفًا أن المفاوضات لم تبدأ فعليًا كما أعلنت واشنطن، وأن أي تحرك ميداني مرتبط بـ"مبعوث قد يأتي وقد لا يأتي".
وانتقد شاكيد بشدة ما وصفه بـ"بلادة الضمير السياسي"، مشيرًا إلى أن "جثث الجنود تُعد يوميًا، والأسرى ما زالوا تحت الأرض، في ظروف وُصفت بأنها شديدة السوء، لكن لا أحد مستعجل... بعد 642 يومًا من الحرب، لن يحدث فرق لو تأخرنا يومًا أو أسبوعًا أو شهرًا آخر".
ووصف التصريحات الإسرائيلية حول "تقليص الفجوات" بأنها مجرد استعراض كلامي، تصدر عن مسؤولين "تغدّوا للتو ويفكرون في ربطة العنق المناسبة، دون أن يخطر ببالهم أولئك المدفونين أحياء في غزة"، وفق تعبيره.
وتابع شاكيد بتهكم لاذع: "خذوا وقتكم. قلّصوا الفجوات كما يُقلَّص الصوص في مطاعم النخبة، على نار هادئة. يتحدثون عن مخطط لإطلاق نصف الأسرى على مرحلتين خلال 60 يومًا، ومع ذلك لا اتفاق في الأفق". وختم الكاتب مقاله بجملة مقتبسة من بوب ديلان، تُجسد الشعور بالإحباط واليأس السائد: "لا بأس، أمي... أنا فقط أنزف".