شبكة قدس الإخبارية

العدوان الأكبر منذ وقف إطلاق النار: 23 غارة على الضاحية الجنوبية ببيروت

٢١٣

 

العدوان الأكبر منذ وقف إطلاق النار: 23 غارة على الضاحية الجنوبية ببيروت

بيروت - قدس الإخبارية: نفذت الطائرات الحربية والمسيّرات الإسرائيلية، مساء أمس الخميس، سلسلة من الغارات العنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، سُجّلت أكثر من 23 غارة جوية خلال وقت قصير، بعد إصدار أوامر إسرائيلية بإخلاء عدد من المباني في مناطق الحدث، حارة حريك، وبرج البراجنة.

ووصفت سائل إعلام إسرائيلية الهجوم بأنه الأكبر منذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وضع منظوماته الدفاعية في الشمال بحالة تأهب قصوى، وأبلغ الإدارة الأميركية مسبقًا بنيته قصف بيروت.

كما حلّقت المسيّرات الإسرائيلية بكثافة في أجواء العاصمة اللبنانية، بالتزامن مع صدور تعليمات لسكان المستوطنات الشمالية بالامتثال لإرشادات "قيادة الجبهة الداخلية". 

وجاءت هذه الضربات بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عزمه استهداف بنى تحتية تحت الأرض في الضاحية الجنوبية، زاعمًا أنها مخصصة لإنتاج طائرات مسيّرة.

اعتبر الجيش اللبناني في بيان له أن "الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية ومناطق الجنوب هو محاولة لعرقلة نهوض لبنان واستقراره"، وأشار إلى أن المؤسسة العسكرية نسّقت منذ اللحظة الأولى مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، في محاولة لتجنّب وقوع الاعتداء.

وقال مصدر أمني لبناني إن جيش الاحتلال رفض الاستجابة لطلب لبناني بوقف القصف، وبدأ باستهداف المواقع المحددة في الضاحية. وأوضح أن الجيش اللبناني حاول، عبر لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، تحديد المواقع المهددة تجنبًا لتصعيد المواجهة. وبثت وسائل إعلام محلية مشاهد لنزوح واسع من المناطق التي شملتها التهديدات الإسرائيلية، مع خروج أعداد كبيرة من السكان خشية التصعيد.

رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام وصف الغارات بأنها "استهداف ممنهج ومتعمد للبنان واستقراره"، مؤكدًا أنها تشكل "انتهاكًا صريحًا للسيادة اللبنانية والقرار 1701"، ودعا المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته في ردع إسرائيل وإجبارها على الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.

بدوره، أدان الرئيس اللبناني ميشال عون الغارات واعتبرها "استباحة سافرة لاتفاق دولي ورسالة واضحة توجهها إسرائيل إلى الولايات المتحدة وسياساتها في المنطقة".

يُذكر أن ثلاثة أشخاص استشهدوا خلال الأيام الماضية في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة جنوب لبنان، اثنان منهم الخميس الماضي والثالث يوم السبت، في سياق تصعيد متواصل منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، والذي وثّق وفق وكالة الأناضول أكثر من 208 شهيدًا و501 جريح.

وأكد رئيس الحكومة نواف سلام أن الجيش اللبناني فكك منذ نهاية الحرب مع الاحتلال أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، تنفيذًا لبنود الاتفاق. ورغم ذلك، لا يزال الاحتلال يحتفظ بخمسة مواقع استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية.