القدس المحتلة - قدس الإخبارية: استباح آلاف المستوطنين، اليوم الاثنين، المسجد الأقصى المبارك وأزقة البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، ضمن ما تُعرف بـ"مسيرة الأعلام" التي تُنظم سنويًا في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة عام 1967.
ووثقت دائرة الأوقاف الإسلامية اقتحام 2092 مستوطنًا لباحات المسجد منذ ساعات الصباح، بينهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل في دولة الاحتلال إسحاق فاسرلاوف، وعدد من أعضاء الكنيست من أحزاب "الليكود" و"الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية".
ورافقت الاقتحامات طقوسًا تلمودية، ورفع أعلام الاحتلال، وأداء حلقات رقص وغناء داخل المسجد، في ظل إغلاق أبواب الأقصى أمام الفلسطينيين ومنع وصول المصلين باستثناء أعداد محدودة.
ومع حلول المساء، احتشد مئات المستوطنين في منطقة باب العامود، ورفعوا لافتات كُتب عليها: "1967 القدس بأيدينا.. 2025 غزة بأيدينا"، و*"لنسوّي غزة بالأرض"، مرددين هتافات عنصرية منها: "الموت للعرب" و"مات محمد"، وسط رقصات وشتم للرسول محمد ﷺ.
كما انتشر المستوطنون في باب الساهرة وحي الصوانة وشوارع البلدة القديمة، حيث ارتكبوا اعتداءات بحق المقدسيين، من بينها الاعتداء على مسن في الحي الإسلامي، ورش غاز الفلفل على أحد الشبان عند باب الساهرة، بينما اعتُقلت الصحفية ثروت شقرة خلال تغطيتها في منطقة جبل الزيتون.
في سياق متصل، عقد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اجتماعًا لحكومته في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، بمناسبة ذكرى احتلال القدس.
وقال نتنياهو إن حكومته ستواصل "العمل على تعزيز الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، مشيرًا إلى ضخ مليارات الشواكل في مشاريع تهويدية تشمل البنية التحتية والتعليم والنقل والسياحة.
ردود فلسطينية: الأقصى في خطر و"الردود لا توازي التهديدات"
قال الشيخ عكرمة صبري، إمام وخطيب المسجد الأقصى، إن الاحتلال فرض حصارًا على المدينة القديمة ومنع المسلمين من الوصول للأقصى، بينما فُتحت الأبواب للمستوطنين، مؤكدًا أن ما جرى اليوم يمثل "كارثة حقيقية"، وعبّر عن أسفه لـ"غياب ردود فعل بحجم المخاطر التي يتعرض لها المسجد".
من جهتها، حذرت الرئاسة الفلسطينية من تفجر الأوضاع في المنطقة، وقال نبيل أبو ردينة إن استمرار عدوان الاحتلال، سواء في غزة أو من خلال اقتحامات الأقصى، سيؤدي إلى "انفجار شامل في المنطقة".
ووصفت حركة حماس اقتحام بن غفير والمستوطنين للمسجد الأقصى بـ"الانتهاك الصارخ لقدسية المسجد ومحاولة لفرض التهويد الكامل"، مؤكدة أن ما جرى هو "حلقة جديدة في مسلسل التقسيم المكاني والزماني للمسجد".
وقالت في بيان: "نحذر من استمرار اقتحامات المسجد الأقصى وأداء الطقوس التلمودية فيه، وآخرها السجود الملحمي ومحاولات ذبح القرابين"، مؤكدة أن "شعبنا سيواصل الرباط والدفاع عن المسجد الأقصى، ولن يسمح بتمرير مخططات الاحتلال".
ودعت الحركة جماهير الضفة والداخل إلى تكثيف التواجد في الأقصى، والرباط فيه، والتصدي لعربدة المستوطنين، كما طالبت الأمة العربية والإسلامية بالتحرك العاجل لحماية المسجد ووقف العدوان عليه.
وفي المواقف الدولية، أدانت الخارجية التركية "الممارسات الاستفزازية الإسرائيلية" في المسجد الأقصى، ووصفتها بأنها "تجسيد لسياسات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني".