شبكة قدس الإخبارية

وثائق سرية تكشف: شبكة دولية ساهمت في وصول الموساد لمنفذي عملية ميونخ

٢١٣

 

_126447138_6c284ea5-de5f-4949-9556-21a9503e0385.jpg

ترجمة - شبكة قدس: كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، عن وثائق رفعت عنها السرية مؤخرا، أن تحالفًا سريًا من وكالات الاستخبارات الغربية زوّد "إسرائيل" بمعلومات سمحت للموساد الإسرائيلي بتعقب وغتال فلسطينيين نفذوا عملية ميونخ في أوائل السبعينات.

وتقول الصحيفة، إن حملة الاغتيالات التي نفذها الموساد، جاءت بعد الهجوم الذي شنّه فلسطينيون على دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ في سبتمبر 1972، والذي أدى إلى مقتل 11 رياضيًا إسرائيليًا. وقد استشهد أربعة فلسطينيين على الأقل، ربطتهم "إسرائيل" بالعملية، في باريس وروما وأثينا ونيقوسيا، وستة آخرون في أماكن أخرى.

كما تم اكتشاف أدلة على دعم وكالات الاستخبارات الغربية للمهمة الإسرائيلية في برقيات مشفّرة وُجدت في الأرشيف السويسري.

وتم تداول آلاف من هذه البرقيات من خلال نظام سري غير معروف من قبل كان يحمل الاسم الرمزي "كيلوواط"، والذي أُنشئ عام 1971 ليسمح لـ18 وكالة استخبارات غربية، من بينها "إسرائيل"، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وفرنسا، وسويسرا، وإيطاليا، وألمانيا الغربية، بتبادل المعلومات.

وتضمنت البرقيات معلومات استخباراتية خام حول بيوت آمنة ومركبات، وتحركات أشخاص رئيسيين يُنظر إليهم على أنهم "خطرون"، وأخبارًا عن تكتيكات الجماعات الفلسطينية المسلحة، وتحليلات.

وقالت أفيفا غوتمن، المؤرخة المتخصصة في الاستراتيجية والاستخبارات بجامعة أبريستويث البريطانية، وهي أول باحثة تطّلع على مواد "كيلوواط": "الكثير من التفاصيل كانت دقيقة جدًا، تربط بين أفراد معينين وهجمات محددة، وتقدّم معلومات كانت ستكون مفيدة جدًا. ربما في البداية، لم يكن المسؤولون الغربيون مدركين للاغتيالات، لكن لاحقًا، كانت هناك تقارير صحفية وأدلة أخرى توحي بشدة بما كانت تفعله إسرائيل".

وايل زعيتر، المثقف الفلسطيني الذي كان يعمل في السفارة الليبية في روما، كان أول من اغتيل على يد الموساد، حيث أُطلق عليه الرصاص في بهو شقته بالعاصمة الإيطالية بعد أسابيع فقط من هجوم ميونيخ.
وأكدت برقيات "كيلوواط" أن "إسرائيل" تم إعلامها عدة مرات من أجهزة أمن غربية بأن المترجم البالغ من العمر 38 عامًا كان يقدّم أسلحة ودعمًا لوجستيًا لمنظمة "أيلول الأسود"، المسؤولة عن هجوم ميونيخ وغيره.

محمود الهمشري، الممثل الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا، كان الثاني، حيث اغتيل في باريس في ديسمبر 1972. وذكرت برقيات "كيلوواط" أنشطته الدبلوماسية وجمع التبرعات، لكنها زعمت أيضًا أنه كان مجندًا لخلية تابعة للمقاومة.

ومحمد بودية، الذي كان لوجستيًا رئيسيًا في مخططات "أيلول الأسود" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وكان مقره في لبنان، اغتيل في باريس في يونيو 1973. وكشفت البرقيات أن السلطات السويسرية قدّمت مساعدة كبيرة في تحديد موقعه، بعد العثور على معلومات تخص سيارته خلال اقتحام أحد البيوت الآمنة في جنيف، حيث تم تعقّب السيارة من قبل فرقة اغتيال إسرائيلية، وقُتل بودية بلغم أرضي زرع في شارع بباريس.

وقدّمت الاستخبارات الداخلية البريطانية (MI5) للموساد الصورة الوحيدة المتوفرة لديهم لـعلي حسن سلامة، القيادي البارز في "أيلول الأسود" الذي حُمل مسؤولية هجوم ميونيخ.

وفي يوليو 1973، اعتقد الموساد أنه تعقب سلامة إلى ليلِهامر، وهو منتجع نرويجي صغير، واستخدم الصورة التي قدمتها MI5 لتحديد الهدف، لكن الشخص الذي قُتل لم يكن سلامة، بل نادل مغربي. وتم اعتقال عدد من عملاء الموساد من قبل السلطات النرويجية.

وحتى بعد ذلك، استمرت خدمات الاستخبارات الأوروبية الغربية في تزويد "إسرائيل" بمعلومات مفصلة عن أهداف محتملة، وفقًا لغوتمن.

قال أحد أعضاء فرق الاغتيال الإسرائيلية للغارديان الشهر الماضي إنهم في ذلك الوقت لم يكونوا على علم بمصدر المعلومات التي تحدد أهدافهم، لكنه أصر على أنه كان واثقًا تمامًا من مصداقيتها.