شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يرسل معداتٍ إلى الدروز في السويداء

٢١٣

 

الاحتلال يرسل معداتٍ إلى الدروز في السويداء

ترجمة عبرية - قدس الإخبارية: أكدت إذاعة جيش الاحتلال أن مروحية عسكرية إسرائيلية نقلت الليلة الماضية معدات للدروز في مدينة السويداء السورية، على بعد نحو 70 كيلومترا من الحدود، كما نقلت 5 دروزٍ إلى الأراضي المحتلة. 

تزامنًا مع ذلك، استشهد سوري وأصيب عدد من الأشخاص في غارات جوية شنّها طيران الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، على مناطق متفرقة داخل الأراضي السورية، ترافقت مع تحليق مكثف للمقاتلات في أجواء العاصمة دمشق ومحافظات حمص، حماة، اللاذقية، درعا، السويداء، والقنيطرة.

وصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من هجماته الجوية على الأراضي السورية، مستهدفًا مواقع قريبة من العاصمة دمشق، بالتزامن مع تصاعد خطاب التحريض الإسرائيلي ضد الدولة السورية تحت ذريعة "حماية الأقليات".

وأعلن جيش الاحتلال، الجمعة، تنفيذ غارة جوية استهدفت منطقة مجاورة لقصر الرئاسة في دمشق، فيما وصف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس، في بيان مشترك، الغارة بأنها "رسالة تحذير" للنظام السوري، مؤكدين أن "إسرائيل لن تسمح بوجود أي تهديد للطائفة الدرزية جنوب دمشق".

وجاءت هذه الغارة بعد ساعات فقط من صدور بيان مصوّر لزعماء ووجهاء الطائفة الدرزية في سوريا، أكدوا فيه تمسكهم بوحدة البلاد، ورفضهم التام لأي مشاريع انفصالية أو دعوات للتقسيم. كما تم الإعلان عن اتفاق بين الحكومة السورية ووجهاء منطقة جرمانا، التي يقطنها عدد كبير من أبناء الطائفة، لتعزيز الأمن وضبط السلاح غير المرخّص.

اقرأ أيضًا: 

لماذا يحاول الاحتلال تصدير نفسه كـ"حامي الحمى" عن الدروز في سوريا؟ 

وكانت منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا في محافظة ريف دمشق، قد شهدتا خلال الأسبوع الماضي توترات أمنية على خلفية تداول تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، تضمّن إساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأفادت مصادر رسمية أن التوتران التي وقعت في تلك المناطق أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين وعناصر من الأمن، جرّاء مواجهات مع مجموعات مسلحة وُصفت بأنها "خارجة عن القانون وتسعى لإثارة الفوضى والفتنة".

وفي هذا السياق، أعلنت مديرية الأمن العام بريف دمشق، مساء الأربعاء، انتهاء العملية الأمنية في صحنايا، والتوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا، إلى جانب تشكيل لجنة مشتركة لاحتواء الأزمة.

بالتوازي مع هذه التطورات، شنّ جيش الاحتلال غارات جوية الأربعاء على محيط منطقة أشرفية صحنايا، ما أسفر عن استشهاد عدد من لسوريين الدروز، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سانا".

وتثير هذه الغارات، المتزامنة مع التحريض السياسي الإسرائيلي، مخاوف من سعي الاحتلال إلى توظيف التوترات الداخلية في سوريا كورقة للضغط والتدخل في الشأن السوري تحت غطاء "الدفاع عن الأقليات".

وفي السياق ذاته، واصل وزير خارجية الاحتلال، جدعون ساعر، حملته التحريضية ضد الدولة السورية، حيث دعا في تصريحات عبر منصة "إكس" إلى "تدخل دولي لحماية الأقليات في سوريا"، على حد زعمه. وادعى أن الطائفة الدرزية تتعرض لـ"الاضطهاد من قِبل الإدارة الجديدة في دمشق"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "عدم غض الطرف" عن الأوضاع في سوريا، وفق قوله.

وليست هذه التصريحات الأولى من نوعها، إذ اعتاد عدد من المسؤولين في حكومة الاحتلال على توجيه اتهامات للنظام السوري ورفع شعارات "الدفاع عن الأقليات" لتبرير تدخلهم السياسي والعسكري.

في المقابل، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني رفض بلاده لأي دعوات للتدخل الأجنبي، مشددًا على أن الحل يكمن في الحوار بين مكونات الشعب السوري، وليس عبر التدخلات الخارجية أو استخدام الأقليات كذريعة لتقويض استقرار البلاد.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد متواصل يشنه جيش الاحتلال على الأراضي السورية، بوتيرة شبه يومية، مستهدفًا مواقع عسكرية سورية، ومستودعات ذخيرة، وبُنى تحتية دفاعية.

وأسفرت هذه الضربات المتكررة عن استشهاد مدنيين وتدمير منشآت عسكرية، في وقت تؤكد فيه دمشق أن الاحتلال يسعى إلى زعزعة الاستقرار الداخلي واستغلال التغيرات السياسية والأمنية لصالح أجنداته الإقليمية.

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي ما يزال يسيطر على معظم مساحة الجولان السوري المحتل منذ عام 1967، وقد أعلن انهيار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، في ظل استفادته من حالة الانقسام والاضطراب في سوريا خلال السنوات الماضية.

 

#سوريا #الاحتلال الإسرائيلي #الدروز #السويداء