جنين - قدس الإخبارية: بالتزامن مع الاجتياح الإسرائيلي المستمر لجنين ومخيمها لليوم الـ49، قتلت قوة من أجهزة أمن السلطة المطارد للاحتلال عبد الرحمن أبو المنى في مدينة جنين، وفق ما أفادته مصادر محلية.
وبحسب ما أفادت به مصادر محلية، فإن قوة من أجهزة أمن السلطة بمركبات مدنية قطعت طريق المطارد أبو المنى، وحاصرته عند دوار النسيم في المدينة، وأطلقت الرصاص عليه بشكل مباشر ثم حملته إلى المستشفى حيث تم الإعلان عن استشهاده.
أبو المنى، الملقب بـ"ديناين" هو أحد أبرز المقاومين الذين خاضوا اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال خلال العامين الماضيين في الحي الشرقي بمدينة جنين حيث يسكن.
وقبلها بوقت قصير، اعتقلت أجهزة السلطة بمركبة مدنية الشاب عقاب نضال بني عودة، للمرة الثالثة من داخل المقهى الخاص به في بلدة طمون جنوب طوباس.
في الأثناء، أفادت مصادر محلية بأن أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلاً في وادي الفارعة جنوب طوباس.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استمرار أجهزة السلطة الأمنية "في استهدافها المباشر لأبناء شعبنا ومقاومينا، وما شهدناه مساء اليوم من جريمة نكراء أدت إلى استشهاد المطارد عبد الرحمن أبو منى في جنين، يمثل تصعيدًا خطيرًا وإمعانًا في سفك الدم الفلسطيني، ويؤكد النهج القمعي الدموي لأجهزة أمن السلطة، والذي أودى بحياة عشرات الشهداء."
ونعت الحركة الشهيد المطارد أبو منى، محذرة من العواقب الوخيمة لاستمرار جرائم السلطة وانعكاساتها الخطيرة على المشهد الوطني والمجتمعي الفلسطيني، في ظل تجاهلها التام لكل النداءات الوطنية والشعبية والمطالبات الحقوقية بوقف استهداف أبناء شعبنا، والتوقف عن ملاحقة المقاومين، والتساوق مع حملة الاحتلال الأمنية على جنين، التي دخلت يومها الخمسين على التوالي.
ودعت الحركة في بيانٍ وصل شبكة قدس، جميع فصائل العمل الوطني، والجهات الحقوقية والشعبية في الضفة الغربية، إلى التدخل الفوري لوقف نزيف الدم الذي ترتكبه أجهزة السلطة، والضغط بكل قوة لمنعها من ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات، في الوقت الذي يحتاج فيه الفلسطينيون إلى توجيه البوصلة وتوحيد كل الجهود والطاقات لمواجهة الاحتلال وصد عدوانه الغاشم على الضفة الغربية ولاسميا جنين ومخيمها.
أما لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة فقالت إنه وفي الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الصهيوني عدوانه الشرس على أبناء شعبنا، ويستهدف المقاومين في كل أنحاء الضفة المحتلة، تُصرّ أجهزة السلطة على انتهاج سياسة القمع والملاحقة بحق المقاومين، في استهداف خطير لوحدة شعبنا وتضحياته.
وأكدت اللجنة أن ارتقاء الشهيد عبد الرحمن أبو المنى بعد ملاحقته وإطلاق النار عليه واعتقاله من قبل أجهزة السلطة، في جريمة نكراء تعكس حجم التواطؤ مع الاحتلال في استهداف المقاومين والشرفاء من أبناء شعبنا.
وتابعت أن هذه الجريمة النكراء، التي تضاف إلى سجل الانتهاكات المتكررة بحق المقاومين، تمثل تعديًا خطيرًا على القيم الوطنية والأخلاقية، وخدمة مجانية لمخططات الاحتلال في ملاحقة وتصفية أبناء شعبنا الأحرار.
وأدانت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة هذه الجريمة بأشد العبارات، وحملت أجهزة السلطة المسؤولية الكاملة عن استشهاد المطارد عبد الرحمن أبو المنى، مطالبة بوقف سياسة الاعتقالات والملاحقات بحق المقاومين فوراً.
وشددت على أن استمرار هذه السياسات القمعية لا يخدم إلا الاحتلال، ويزيد من حالة الاحتقان الداخلي التي تهدد وحدة شعبنا في مواجهة العدوان المستمر، داعيةً المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية إلى التدخل العاجل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، كما ناشدت الفلسطينيين إلى التصدي لهذه الممارسات الجبانة، والوقوف صفاً واحداً لحماية المقاومة والضغط من أجل وقف الاعتقالات السياسية والتنسيق الأمني.
وتأتي هذه الانتهاكات السياسية لأجهزة السلطة في الضفة الغربية، تزامنا مع تواصل العدوان على جنين ومخيمها لليوم الـ49 على التوالي.
واستشهد في وقت سابق، استشهد الشاب أحمد فتحي أحمد صلاح (32 عاما)، بعد دهسه من قبل آليات الاحتلال العسكرية في جنين، علما أنه كان يستقل دراجته النارية قرب دوار الداخلية في المدينة.
وعقب دهسه أصيب بجروح خطيرة، نُقل على إثرها إلى مستشفى ابن سينا، قبل أن يتم الإعلان عن استشهاده لاحقا.