غزة - شبكة قُدس: يواجه قطاع غزة كارثة إنسانية متفاقمة مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في فرض عقاب جماعي على الأهالي فيه، من خلال قطع الكهرباء ومنع دخول الإمدادات الإنسانية. و منذ السابع من أكتوبر، يعاني أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع من ظروف معيشية كارثية، نتيجة الحصار المشدد والإجراءات القمعية التي تهدف إلى الضغط على الشعب الفلسطيني ومقاومته.
يأتي قرار الاحتلال بقطع الكهرباء بالكامل عن غزة كخطوة تصعيدية جديدة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، ما دفع منظمات حقوقية وأممية للتحذير من أن هذه الإجراءات قد ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن إعلان الاحتلال الإسرائيلي، قراره قطع الكهرباء عن غزة، هو إمعان في ممارسة سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين في القطاع، والتي بدأها الاحتلال منذ اليوم الأول لعدوانه على غزة في السابع من أكتوبر حيث قطع عنها الكهرباء بشكل كامل، بعد أن حرمها من الغذاء والدواء والماء، في محاولة يائسة للضغط على شعبنا ومقاومته عبر سياسة الابتزاز الرخيص والمرفوض.
وقالت حماس في تصريح لها، إن تأكيد الاحتلال على قراراته في قطع الكهرباء، وإغلاق المعابر، ووقف المساعدات والإغاثة والوقود، وتجويع شعبنا، يعدّ إمعانا في ممارسة العقاب الجماعي، ويعد جريمة حرب مكتملة الأركان.
وأضافت، أن ممارسات الاحتلال شكلت انتهاكًا صارخًا للاتفاقات الموقعة، وتجاوزًا لكل القوانين والأعراف الإنسانية، في تأكيد جديد على أن الاحتلال لا يحترم التزاماته.
وأشارت حماس، إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى لتعطيل الاتفاق الذي شهد عليه العالم، محاولًا فرض خارطة طريق جديدة تخدم مصالحه الشخصية على حساب حياة أسرى الاحتلال، ودون اكتراث لمطالب عائلاتهم.
وحذرت الاحتلال من مواصلة هذه الجرائم، ونؤكد أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يرضخوا لهذه الضغوط، وسيواصلون الصمود حتى تحقيق الحرية والانتصار.
وشددت الحركة، على أن لا طريق سوى الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق، والبدء بمفاوضات المرحلة الثانية، وأي محاولة للمماطلة هي إضاعة للوقت، وتلاعب بمصير الأسرى.
وقال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، في تصريح له صباح اليوم الاثنين، إن الحركة تعاملت بمرونة مع جهود الوسطاء ومبعوث ترامب وننتظر نتائج المفاوضات المرتقبة وإلزام الاحتلال بالاتفاق والذهاب للمرحلة الثانية، والمفاوضات التي جرت مع الوسطاء المصريين والقطريين ومبعوث ترامب ترتكز على إنهاء الحرب والانسحاب والإعمار.
وأكد: التزمنا تماماً بالمرحلة الأولى من الاتفاق وأولويتنا الآن إيواء شعبنا وإغاثته وضمان وقف دائم لإطلاق النار، والحركة وافقت على مقترح مصر بلجنة الإسناد المجتمعي وعلى بدء عملها في قطاع غزة لتعزيز صمود شعبنا وتثبيته في أرضه.
ووفق القانوع؛ يهدف الاحتلال من تشديد الحصار وإغلاق المعابر ومنع الإغاثة عن شعبنا دفعه للهجرة وهذا أضغاث أحلام، كما أن حديث الاحتلال عن خطط عسكرية لاستئناف القتال في غزة وقرار قطع الكهرباء خيارات فشلت وتشكل تهديدا على أسراه ولن يحررهم إلا بالتفاوض.
من جانبها، قالت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، اليوم الأحد، إن قطع الاحتلال لإمدادات الكهرباء عن قطاع غزة ينذر بإبادة جماعية.
وأضافت ألبانيز، عبر حسابها على منصة "إكس"، أن "قطع إسرائيل لإمدادات الكهرباء عن غزة يعني عدم وجود محطات تحلية مياه عاملة، وبالتالي عدم وجود مياه نظيفة، وهو إنذار بإبادة جماعية".
وشددت على أن "عدم فرض عقوبات وحظر أسلحة على إسرائيل يعني دعمها لترتكب في غزة واحدة من أكثر جرائم الإبادة الجماعية التي يمكن منعها في تاريخنا".
وكان نتنياهو قد قرر مع نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الأسبوع الماضي، وقف إدخال المساعدات الإنسانية كافة إلى غزة، وإغلاق المعابر مع القطاع وتبع ذلك وقف تزويد غزة بالكهرباء.