شبكة قدس الإخبارية

من أين ظهرت أفكار ترامب حول "الاستيلاء والسيطرة" على غزة؟ 

289381

متابعة - شبكة قُدس: قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، إن فكرة الرئيس دونالد ترامب حول فرض "السيطرة" على قطاع غزة صيغت مؤخرا، ولم يكن أحد يعلم بها سوى دائرته الداخلية.

وكان ترامب قد اقترح أمس الثلاثاء فرض سيطرة أمريكية على غزة، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض إن "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، ونتوقع أن تكون لنا ملكية طويلة الأمد هناك".

ووصف ترامب، قطاع غزة الحالي بأنه "منطقة للهدم"، وقال إن على سكانه أن يغادروا إلى دول أخرى إلى الأبد، واقترح على وجه الخصوص الأردن أو مصر كأماكن لإقامتهم. ولم يستبعد أيضا أن ترسل الولايات المتحدة جيشها إلى غزة، ووعد بزيارتها شخصيا.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "فكرة الاستيلاء على غزة صيغت مؤخرا، وكان الرئيس ترامب يناقشها مع مساعديه وحلفائه في الأيام الأخيرة. وكان الاقتراح معروفا لدى دائرة ضيقة من الناس".

وأشارت، إلى أن مسؤولين خارج الدائرة الداخلية لترامب لم يكونوا على علم بأن مثل هذه الفكرة تمت مناقشتها قبيل اجتماع الرئيس الأمريكي مع نتنياهو.

هذا الاقتراح الأمريكي، أثار ردود فعل دولية واسعة، حيث اعتبره البعض بمثابة "تطهير عرقي" ووُصف بأنه "وصفة للفوضى". 

من أين جاءت أفكار ترامب بالسيطرة على غزة؟

تظهر تصريحات ترامب بالخصوص، التي قال فيها إن "الإمكانات في قطاع غزة لا تصدق، وأنه قد يصبح ريفييرا الشرق الأوسط"، إلى أن ترامب ينظر إلى السياسة الخارجية من منظور رجل الأعمال، حيث يركز على الصفقات والعوائد الاقتصادية، كما أن أفكاره عن تحويل غزة إلى "وجهة سياحية" تعكس هذا النهج، فهو يرى الحلول من منظور الاستثمار بدلاً من التعقيدات السياسية والتاريخية.

وخلال فترة رئاسته السابقة، قدم ترامب "صفقة القرن" كخطة لحل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، ولم تكن الخطة تتحدث عن سيطرة أمريكية مباشرة على غزة، لكنها تضمنت مشاريع اقتصادية في سيناء وتحفيز الفلسطينيين على "مغادرة القطاع"، على الرغم من أن هذه الفكرة لقيت نفيا أمريكيا لاحقا حيث قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إن صفقة القرن لا تشمل منح أراضٍ من سيناء للفلسطينيين. 

كما أن تعاون ترامب الوثيق مع نتنياهو يعكس تأثره بالسياسات الإسرائيلية تجاه غزة والفلسطينيين عموما، وحافظ على علاقات قوية مع نتنياهو، وهذه العلاقة أثرت على سياسات ترامب تجاه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، كما ودعم الاستيطان خلال فترة رئاسته الأولى، ولاقت تصريحاته ترحيبا من اليمين الإسرائيلي الذي اعتبرها "حلا وحيدا".

وسبق أن تنافست أحزاب اليمين الإسرائيلي والحركات الاستيطانية فيما بينها لتحريك مخططات ومشاريع إعادة الاستيطان في قطاع غزة، وتتناغم خطط إعادة الاستيطان في قطاع غزة مع خطة "الجنرالات" التي أعدها الجنرال السابق بالجيش الإسرائيلي غيورا آيلاند، وشرع جيش الاحتلال بتنفيذها خلال الحرب على غزة، وتهدف لارتكاب المجازر لتهجير سكان شمال القطاع قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليها.

وسابقا، اقترح ترامب السيطرة الأمريكية على مناطق نزاع، كما أن تصريحاته بخصوص غزة تعكس رغبته في تعزيز النفوذ الأمريكي. 

فصائل فلسطينية: ترامب سيصب الزيت على النار

وأدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بأشد العبارات ورفضت تصريحات ترامب بالخصوص، وأكدت أن تلك التصريحات عدائية لشعبنا ولقضيتنا ولن تخدم الاستقرار في المنطقة وستصب الزيت على النار.

وأكدت حماس، في بيان لها، اليوم الأربعاء، "أننا وشعبنا الفلسطيني وقواه الحية لن نسمح لأي دولة في العالم احتلال أرضنا أو فرض الوصاية على شعبنا الفلسطيني العظيم الذي قدًم أنهاراً من الدماء لتحرير أرضنا من الاحتلال ولإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس". داعية الإدارة الأمريكية والرئيس ترمب إلى التراجع عن تلك التصريحات غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية  لشعبنا الفلسطيني في أرضه. 

ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى الانعقاد العاجل لمتابعة تلك التصريحات الخطيرة، واتخاذ موقف حازم وتاريخي يحفظ لشعبنا الفلسطيني حقوقه الوطنية، وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي، إن التصريحات التي أطلقها ترامب، وهو يستقبل الهارب من المحكمة الدولية، نتنياهو، وتأكيده على مخطط تهجير أهلنا في قطاع غزة عن أرضهم، ليست سوى نسخة جديدة من وعد بلفور المشؤوم؛ الذي وعد فيه من لا يملك لمن لا يستحق.

وأضافت في بيان لها، اليوم، أن مثّل اجتماع مجرم الحرب برجل العقارات المتغطرس في نيويورك، أمس، حقيقة المشروع الأمريكي الصهيوني في منطقتنا، وهو يقرر مصائر دول المنطقة ومستقبل الملايين من أبناء أمتنا بقوة الترهيب والبطش والإبادة، ضارباً بعرض الحائط كل الشرائع والقوانين وإرادة شعوب أمتنا.

واعتبرت الجهاد، أن مواقف ترامب ومخططاته، لتوسيع مساحة الاحتلال الصهيوني على حساب شعوب أمتنا، وتهجير أهالي غزة، وإنهاء وكالة الأونروا، ودعم الحصار والجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الضفة وغزة، هي تصعيد خطير يهدد الأمن القومي العربي والإقليمي، خاصة في مصر والأردن، اللتين تريد الإدارة الأمريكية أن تضعهما في مواجهة الشعب الفلسطيني وحقوقه.

وأكدت في السياق ذاته، أن شعبنا الفلسطيني الذي يقاوم منذ ما يزيد على مئة عام لن يخضع لإملاءات ترامب أو غيره، ولن تكون تصريحاته الساذجة إلا دافعاً لنا لتعزيز المقاومة حتى تحقيق أهدافنا المتمثلة في تحرير أرضنا، وإنهاء الاحتلال، وشعبنا الفلسطيني وقواه المقاومة أكثر تصميماً وإصراراً اليوم على مواجهة هذه المؤامرات، داعية الشعوب العربية والإسلامية إلى الوقوف في وجه هذا المشروع التآمري، الذي يستهدف جميع شعوب منطقتنا وينبئ بتهديدات خطيرة قادمة.

وأكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يرفض دعوات الرئيس الأميركي ترامب لترحيل سكان غزة و التي تمثل دعوة للتطهير العرقي الذي يعتبر جريمة حرب في القانون الدولي ونكبة جديدة للشعب الفلسطيني.

وقال في تصريحات له وصلت شبكة قُدس، أن ما فشل نتنياهو في تحقيقه بحرب الإبادة الجماعية لن تحققه الإدارة الأميركية بالضغوط السياسية، ودعا كل دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية والإسلامية إلى إعلان رفضها المطلق لهذه المخططات الخطيرة والتي تنم عن جهل مطلق بطبيعة الشعب الفلسطيني وتاريخه النضالي و بحقائق المنطقة الجيوسياسية.

وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ رفض دعوات تهجير الشعب الفلسطيني من أرض وطنه.

وأوضح الشيخ عبر صفحته على منصة "إكس" أن القيادة الفلسطينية تؤكد على موقفها الثابت بأن حل الدولتين وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي هو الضمان للامن والاستقرار والسلام.

وردا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير سكان قطاع غزة، قال: "هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا سنبقى"، مثمنا "الموقف العربي الملتزم بثوابت الشعب الفلسطيني برفض كل دعوات التهجير".

في المقابل، أعرب حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء عن رفضهم وإدانتهم لاقتراح ترامب أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وتعيد توطين سكانه.

وأعرب مسؤول في جماعة الحوثيين في اليمن عن إدانته لتصريحات ترامب بشأن قطاع غزة.
وقال محمد البخيتي، أحد قادة الحوثيين، عبر منصة "إكس" إن تصريحات ترامب تمثل "الغطرسة الأمريكية" التي ستطغى على الجميع إذا قوبلت بـ "الخضوع من العرب"، مضيفا: "إذا قررت مصر أو الأردن أو كلاهما تحدي أمريكا، فإن اليمن ستقف بكل قوتها إلى جانبها، إلى أبعد حد ودون خطوط حمراء".

وأثارت تعليقات ترامب انتقادات فورية من المملكة العربية السعودية، التي أكدت رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

ونددت الصين بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول "النقل القسري" للفلسطينيين من قطاع غزة للسيطرة عليه.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، ردا على سؤال حول خطة ترامب في مؤتمر صحفي دوري، إن "الصين أكدت دائما أن الحكم الفلسطيني للفلسطينيين هو المبدأ الأساسي للحكم في غزة بعد الحرب".

وأضاف المتحدث: "نحن نعارض النقل القسري لسكان غزة".