قطاع غزة - قدس الإخبارية: بعد عام كامل من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تعود معاناة البرد القارص إلى سكان القطاع النازحين، فوق معاناة القتل اليومي والرعب الذي يسببه الإجرام هناك، فيما يعيش الفلسطينيون هناك ولا تحمي أجسادهم التي أنهكها الجوع سوا خيام بلاستيكية متهالكة، كانت تزيد من حر الصيف اللاهب، وستسرب منها مياه الأمطار عن قريب.
90% من سكان القطاع نزحوا من منازلهم، فيما يعيش 10% منهم في منازل تعرضت للاستهداف والقصف لحقت بها أضرار بالغة، فيما بات الجو يتحول شيئاً فشيئاً إلى البرودة الشديدة قبل هطول الأمطار وحلول فصل الشتاء رسمياً.
وعلى مدار عام، لم تنقطع استغاثة سكان القطاع جراء المأساة المستمرة، فيما تزداد المخاوف من مستقبل الشتاء، في ظل العيش بمراكز إيواء يستهدفها الاحتلال بشكل يومي وعلى مدار ساعات الليل والنهار، وفق ما يشنره نشطاء من قطاع غزة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال العام الماضي، مر فصل الشتاء ثقيلاً وقاسياً على النازحين، في حين تسربت المياه إلى الخيام بكثرة، واقتلعت الرياح بعض الخيام الهشة.
أما مكافحة البرد القارص فكان فصلاً آخر من فصول المعاناة في ظل انعدام وسائل التدفئة الآمنة، بل وحتى غير الآمنة فيما قضى السكان الشتاء الماضي عبر استخدام الحطب والأخشاب والأوراق وحتى البلاستيك لتدفئة أطفالهم والواقية من البرد.
ولا توفر المساعدات القليلة التي تصل القطاع سوا بعض أغطية خفيفة وبطانيات قليلة لا تلبي حاجة كافة النازحين.
كانت ليلة 24 أيلول/سبتمبر الماضي، إحدى الليالي التي حملت معها شيئاً من قسوة الشتاء القادم، حيث تساقطت الأمطار بغزارة فوق خيام النازحين على امتداد قطاع غزة، وصفت الناشطة هدى نعيم الحدث آنذاك قائلةً: "فصل الشتاء على الأبواب وليلة واحدة من المطر كانت كفيلة بتشريد العائلات مرة أخرى في قطاع غزة.. إن لم يتمكن العالم من اتخاذ موقفٍ حقيقي ووقف هذا العدوان المستمر منذ عام، فعليه أن يلتزم بالحد الأدنى من الإنسانية ويغيث المشردين من برد الشتاء".
فصل الشتاء على الأبواب وليلة واحدة من المطر كانت كفيلة بتشريد العائلات مرة أخرى في قطاع غزة!
— هدى نعيم Huda Naim (@HuDa_NaIm92) September 24, 2024
ان لم يتمكن العالم من اتخاذ موقف حقيقي ووقف هذا العدوان المستمر منذ مايقارب عام، فعليه أن يلتزم بالحد الأدنى من الانسانية ويغيث المشردين من برد الشتاء! pic.twitter.com/nh3OxxFMJN
وفي الثاني من شهر تشرين أول/أكتوبر الجاري، قال الصحفي حسام شبات واصفاً حال النازحين: "تكاد الخيام تنهار فوق رؤوسهم بسبب الأمطار الغزيرة.. القلق والخوف من سقوط الخيام يزيدان من معاناتهم في ظل انعدام الأمان".
أما ليلة أمس التي انخفضت بها درجات الحرارة بشكل كبير، فوصفها الفلسطيني الفلسطيني مقداد جميل بقوله: هذه الساعات في فجر كل يوم، يتحول الجو إلى شديد البرودة في الخلاء والأراضي، حينها لا شيء يحمي أجسادنا من البرد سوى قطعة شادر بسيطة، وحرامات صغيرة وزعت في المساعدات لا تقي البرد".
هذه الساعات في فجر كل يوم، يتحوّل الجو إلى شديد البرودة في الخلاء والأراضي، حينها لا شيء يحمي أجسادنا من الألم سوى قطعة شادر بسيطة، وحرامات صغيرة وُزّعت في المساعدات، لا تقي البرد، لا تُقدّم ولا تُؤخّر. نحن الكبار نتعب ونمرض من شدّة الريح، فكيفَ بالأطفال؟ - لم نخرُج من منازلنا…
— Meqdad Jameel (@Almeqdad) October 22, 2024
يستمر كل هذا مع تكثيف المجازر في شمال القطاع، والاجتياح البري الواسع هناك الذي يفتك بالفلسطينيين وينكل بهم ويهجرهم بالقوة دون رقيبٍ أو حسيب على مرأى ومسمع العالم أجمع، لتدور هذه الأحداث ضمن أضخم حرب تطهير عرقي يشهدها العصر الحديث.