قطاع غزة - شبكة قدس: شهد شمال قطاع غزة، فجر اليوم الأربعاء، تصعيدا عسكريا خطيرا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، التي شنت عشرات الغارات العنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة تركزت في شمال القطاع، حيث نسفت منازل واحترقت بفعل هذه الغارات.
واستشهد في الغارات الإسرائيلية العشرات، غالبيتهم نساء وأطفال، جراء استهداف منازل المدنيين ومرزاكز اللجوء والمدارس، بالقنابل الثقيلة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حصاره على شمال قطاع غزة مستمرا في قصف المنازل وتهجير السكان قسرا مع منع إدخال المواد الغذائية والطبية والضروريات الأساسية، حيث وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي من البقعة الجغرافية التي تستهدفها عمليات النسف والحرق للمباني السكنية في محافظة شمال قطاع غزة.
وفي أحدث إحصائية لها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد شهداء حرب الإبادة المستمرة لليوم الـ 383 على قطاع غزة ارتفع عقب ارتكاب مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، إلى 42,792 شهيدا و 100,412 إصابة.
وأعلنت صحة غزة، أنه مع بدء تنفيذ المرحلة الثانية من الحملة الطارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، فإن "الاحتلال الاسرائيلي يضع العراقيل أمام تنفيذ الحملة في محافظتي غزة والشمال، الأمر الذي يعيق تنفيذها في موعدها المحدد، ويحرم أطفال محافظتي غزة والشمال من حقهم في تلقي التطعيم".
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن أهالي شمال قطاع غزة "ينتظرون الموت بأي لحظة"، وسط إبادة إسرائيلية مستمرة بالمنطقة.
وأوضح لازاريني أن قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية بشمال غزة مستمر لنحو 3 أسابيع، مع ارتفاع عدد الشهداء.
وأضاف: "موظفونا يبلغون أنهم لا يستطيعون العثور على طعام أو ماء أو رعاية طبية ورائحة الموت في كل مكان حيث تُركت الجثث ملقاة على الطرق أو تحت الأنقاض".
وذكر أنه "جرى رفض بعثات لإزالة الجثامين أو تقديم المساعدة الإنسانية". وقال: في شمال غزة، الناس ينتظرون الموت فقط. يشعرون بأنهم متروكون ووحيدون بلا أمل، يعيشون خائفين من الموت في أي لحظة.
وأدانت حركة حماس الصمت العالمي تجاه الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، مشددة على أن ذلك وصمة عار على جبين الصامتين والمتخاذلين.
وقالت حماس في تصريح عبر قناتها على "تلغرام": "جريمة الصمت العالمي تجاه الإبادة الجماعية في قطاع غزة أمام مرأى ومسمع العالم وصمة عار على جبين كل الصامتين والمتقاعسين والمتخاذلين في التحرك لوقفها".
وأكدت الحركة أن "استمرار السكوت على دعم الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية للاحتلال الصهيوني بالمال والسلاح يجعلهم شركاء في جريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا".
وشددت على أن "جرائم الإبادة الجماعية المتكررة التي يرتكبها العدو الصهيوني في كامل قطاع غزة، كأداة لتنفيذ مخططه العدواني، تتم بدعم كامل من الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية، وهو ما أكدته فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية".
ولفتت حماس إلى أن "العجز العربي والإسلامي عن التحرك العملي والجاد لوقف المذبحة المستمرة ضد أبناء شعبنا منذ عام كامل -على الرغم من حجم بيانات الإدانة والاستنكار الصادرة- شجع العدو الصهيوني على مواصلة حربه وعدوانه دون توقف، فالمطلوب اليوم هو استخدام مقدّرات أمتنا التي تؤلم هذا العدو وتكبح إرهابه ومخططاته العدوانية التي لن تتوقف عند حدود فلسطين".
وطالبت الحركة "الدول العربية والإسلامية بالدعوة لانعقاد مجس الأمن الدولي بشكل عاجل، والضغط لصدور قرار دولي بوقف العدوان وحماية شعبنا، من المجازة الصهيونية"، كما طالبت "الأمين العام للأمم المتحدة بتوجيه دعوة عاجلة لوقف الإبادة الجماعية في المنطقة الشمالية من قطاع غزة".
وجددت الدعوة "لجماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم، من أجل تصعيد وتفعيل كل أشكال حراكهم الجماهيري، في كل العواصم والساحات، والمشاركة الفاعلة في الضغط على الإدارة الأمريكية وكل الدول الداعمة والمؤيدة للاحتلال، عبر حصار سفاراتهم حول العالم لفضح دعمهم الاحتلال وتجريم سياستهم، وحشد كل الطاقات لإجبار الاحتلال الصهيوني على وقف جرائم القتل والقصف والتجويع والتهجير في كل قطاع غزَّة، وفي شمال القطاع على وجه الخصوص".