متابعات - خاص قدس الإخبارية: كشفت مصادر عبرية عن مقتل اثنين من ضباط وحدة الاستخبارات 869 التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال معركة "طوفان الأقصى".
الضابطان قتلا في عمليتين منفصلتين، حيث استُهدف أحدهما بصاروخ موجه من حزب الله، بينما سقط الآخر في قصف مدفعي.
مقتل الضابطين أثار التساؤلات حول هذه الوحدة العسكرية التي تعمل في الخفاء وتلعب دورًا محوريًا في العمليات الاستخباراتية.
ما هي وحدة الاستخبارات 869؟
تُعد وحدة الاستخبارات 869 واحدة من الوحدات العسكرية الإسرائيلية المختصة بجمع المعلومات الاستخباراتية من مصادر متعددة. عمل الوحدة يتركز بشكل أساسي على مراقبة الحدود اللبنانية الفلسطينية، حيث تقوم برصد التحركات في المناطق المحاذية للبنان ومراقبة النشاطات على طول الحدود. الوحدة تهتم بعمليات المراقبة طويلة وقصيرة المدى، إضافة إلى دورها في بناء "بنك الأهداف" الذي يعتمد عليه الجيش الإسرائيلي لتوجيه عملياته العسكرية.
المهام الاستخباراتية والتضليل
بالإضافة إلى جمع المعلومات الاستخباراتية، تُعد الوحدة مسؤولة عن عمليات التمويه والتضليل في ميدان القتال. لعبت دورًا بارزًا في العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006، حيث كانت مسؤولة عن توفير المعلومات الاستخباراتية اللازمة للعمليات القتالية، والمشاركة في التوجيه الميداني للقوات.
وفي يناير 2023، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن وحدة 869 كوحدة "متعددة المهام"، ما يعني توسيع نطاق عملياتها لتشمل المزيد من الأدوار المتنوعة في الميدان.
منذ أكتوبر 2023، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي أفراد الوحدة على طول الحدود مع لبنان، مما يعزز من دورهم في مراقبة أنشطة حزب الله وإحباط أي هجمات محتملة.
نشاط الوحدة في الأشهر الأخيرة
شهدت الأشهر الأخيرة تصعيدًا كبيرًا في نشاط وحدة 869 على الحدود مع لبنان. تضمنت مهام الوحدة رصد تحركات مقاتلي حزب الله بشكل مستمر، كما شاركت في إحباط عمليات إطلاق الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، وهي أحد الأسلحة الرئيسية التي يستخدمها حزب الله في مواجهة القوات الإسرائيلية. كما نصبت الوحدة كمائن متكررة، وقامت بعمليات تمويه وتضليل لإرباك المقاتلين.
بالإضافة إلى ذلك، قامت الوحدة بإطلاق المسيّرات التجسسية لتحليل المعلومات الواردة منها، كما كان لها دور فعال في تحليل الصور والمعلومات في الميدان، مما ساعد في تحديد الأهداف ومتابعة التحركات الميدانية.
مقتل الضابطين وتأثيره على العمليات
مقتل اثنين من ضباط وحدة 869 على يد حزب الله يمثل ضربة مؤلمة للجيش الإسرائيلي، لا سيما وأن الوحدة تعتبر من الوحدات الأكثر سرية والأكثر اعتمادًا على التكنولوجيا والاستخبارات الميدانية. الضابطان قتلا خلال تنفيذ عمليات على الحدود اللبنانية، حيث استُهدف الأول بصاروخ موجه، وهو سلاح يستخدمه حزب الله بكفاءة عالية، فيما سقط الثاني نتيجة قصف مدفعي، مما يظهر قدرة الحزب على تنفيذ هجمات دقيقة حتى في ظل التضليل والتمويه الذي تقوم به الوحدة.
مقتل الضابطين يأتي في ظل تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية، حيث تشير التوقعات إلى احتمال استمرار التصعيد بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مما يضع الوحدة تحت مزيد من الضغط لمواصلة مهامها الاستخباراتية في ظل المخاطر المتزايدة.