شبكة قدس الإخبارية

القسام تضرب تل أبيب: رسائل حماس بعيدة المدى 

photo_2024-10-07_13-17-00

خاص - شبكة قدس: خلال الأيام الماضية، كثف الاحتلال من إجراءاته الأمنية في مدن الداخل الفلسطيني المحتل، خشية تنفيذ عمليات فدائية في الذكرى الأولى لانطلاق معركة "طوفان الأقصى". بنى الاحتلال خلال الفترة الماضية، منظومة سلوكه الأمنية، على افتراض أن التهديد الحقيقي للعمق، سيكون من خلال الأفراد القادرين للوصول إليه بأجسادهم لتنفيذ عمليات إطلاق نار أو دهس أو طعن. لكن ورغم إشارته إلى إمكانية إطلاق صواريخ من قطاع غزة، إلا أنه لم يولي اهتماما إعلاميا وعملياتيا لاحتمال وصول صواريخ إلى تل أبيب مصدرها القطاع. 

يعجز الاحتلال مرة أخرى أمام المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس". 5 صواريخ انطلقت من القطاع كانت قادرة على أن تبدد وهم تفكيك القسام كمنظمة عسكرية تدار بطريقة مركزية، وهو الإعلان الذي صدّره جيش الاحتلال لجمهوره وللعالم قبل نحو أسبوع. في الإعلان المذكور، ادعى الجيش أن القسام لم تعد قادرة على العمل كمنظمة عسكرية متعددة التخصصات، لكن ما حدث اليوم، والقدرة التي أثبتتها القسام على التنسيق بين كافة تخصصات العمل العسكري؛ إطلاق الصواريخ وتبنيها واختيار التوقيت الحساس، يثبت أنها تدار بشكل منظم ومنسق وهذا سيضع إعلان جيش الاحتلال في أزمة مع جمهوره.

أيضا، الجغرافيا التي انطلقت منها الصواريخ؛ خانيونس، وفق إعلان جيش الاحتلال، كان الجيش قد أعلن عن إتمام مهامه العسكرية فيها بما يشمل إزالة كافة التهديدات المتعلقة بإمكانية إطلاق صواريخ منها. ويأتي إطلاق الصواريخ من خانيونس، ليؤكد فشل العمليات العسكرية الإسرائيلية هناك، وهو فشل أصبح من الممكن ملاحظته وقياسه لدى المستوطنين الذين دخلوا بالملايين إلى الملاجئ، فالوسط أو المركز كان اليوم تحت تهديد الصواريخ التي انطلقت من منطقة يجب أن لا تشكل تهديدا - كما روّج الجيش لجمهوره -. وهذا الانطباع أو التصور، سوف ينسحب نسبيا على كل إعلانات الجيش بخصوص المناطق التي يدخلها. 

وفي الجانب الأمني أو الاستخباراتي، أكدت الصواريخ التي انطلقت اليوم فشل الاحتلال مرة أخرى في لعبة التنبؤ والاستهداف المسبق لعمليات المقاومة، وهو فشل كان أبرز ملامحه التاريخية السابع من أكتوبر من العام الماضي. أما ما حدث اليوم، فيعدّ امتداد لهذا الفشل، فلم تستطع الأذرع الاستخباراتية لدى الاحتلال إحباط هذه الضربة التي تعني الكثير لدى الفلسطينيين والمستوطنين - على حد سواء - خاصة بعد مرور عام على حرب إبادة واستهداف واستنزاف لكل ما هو فلسطيني. انطلقت الصواريخ ووصلت إلى وجهتها ودمّرت ممتلكات وأصابت مستوطنين في ذروة الاحتفال الإسرائيلي بـ"دقة المعلومات" و"قوة الاستخبارات" بعد اغتيال عدد من قادة المقاومة في جبهات الإسناد.

ولعلّ الأذرع الاستخباراتية الإسرائيلية التي تحاول الاستفادة من بعض النجاحات التكتيكية خاصة فيما بالاغتيالات، لإعادة تأهيل صورتها في الوعي الجمعي الإسرائيلي بعد ضربة السابع من أكتوبر، تجد نفسها مرة أخرى أمام فشل جديد؛ تكتيكي بحد ذاته، استراتيجي في سياقه، في ضوء أنها أعلنت مرارا وفي أكثر من مناسبة أنها بالتعاون مع الجيش دمرت قدرات حماس الصاروخية وعلى وجه الخصوص؛ الصواريخ بعيدة المدى، وقد كان آخر هذه الإعلانات صباح اليوم الإثنين، إذ زعم جيش الاحتلال أنه أحبط محاولات لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وهو ذاته الجيش الذي أقرّ تسهيلات في التعليمات لسكان ما يُعرف بالمركز (تل أبيب الكبرى)، لتأتي هذه الرشقة الصاروخية وتؤكد أن المركز لا زال في مركز التهديد.

#عام على الطوفان