شبكة قدس الإخبارية

إطلاق نار على قنصلية الاحتلال في ألمانيا في ذكرى عملية ميونخ 1972

 إطلاق نار على قنصلية الاحتلال في ألمانيا في ذكرى عملية ميونخ 1972

ميونخ - قدس الإخبارية: أفادت وسائل إعلام ألمانية وعبرية بإطلاق شرطة ميونخ النار على مشتبه فيه قرب قنصلية الاحتلال، في حين أفادت وزارة خارجية الاحتلال بما وصفته بـ"تحييد" منفذ إطلاق النار من قبل الشرطة الألمانية.

وأكدت خارجية الاحتلال أن "لا إصابات في عملية إطلاق النار قرب القنصلية الإسرائيلية في ميونخ، ومقر القنصلية كان مغلقا".

أوضحت شرطة ميونخ -عبر حسابها على منصة إكس- أنها أصابت الشخص بعدما بدا أنه يحمل سلاحا ناريا، "ولا توجد حاليا أي معلومات عن أي إصابات أخرى".

ذكرى عملية ميونخ 

وتأتي عملية إطلاق النار على قنصلية الاحتلال في ميونخ، في ذكرى عملية ميونخ في 6 سبتمبر/أيلول سنة 1972، والتي نفذتها منظمة "أيلول الأسود"، باحتجازها عددًا من لاعبي المنتخب الإسرائيلي المشاركين في دورة الأولمبياد الصيفية المقامة بالمدينة الألمانية.

وقد كانت الألعاب الأولمبية المقامة في ميونيخ أول عودة للمسابقة إلى ألمانيا وذلك منذ دورة الألعاب الأولمبية عام 1936 في برلين.

وكانت مطالب المنظمة واضحة، وهي الإفراج عن 236 معتقلاً في سجون الاحتلال، معظمهم من العرب، من بينهم أسيرتان مغربيتان فرنسيتان اعتقلتا أثناء تهريبهما سلاحاً لصالح "الجبهة الشعبية"، وريما عيسى وتيريز هلسة اللتان اعتقلتا في عملية خطف طائرة "سابينا 572″، وأسماء ضباط سوريين أَسرهم الاحتلال مع ضابط لبناني.

وفي حين أضيف إلى القائمة أيضاً اسما "أولركه ماينهوف وأندرياس بادر" وهما عضوان في مجموعة "بادر ماينهوف" الراديكالية الألمانية، المتعاطفة مع قضية الشعب الفلسطيني، والمحتجزان في السجون الألمانية، وكوزو أوكاموتو من "الجيش الأحمر" الياباني الذي نفذ مع رفاق له عملية مطار اللد.

وجاءت عملية ميونخ حينها، للرد على عمليات الاغتيال التي ينفذها "الموساد" الإسرائيلي ضد شخصيات فلسطينية، ورداً على قصف قواعد الفدائيين في لبنان، وأيضاً للفت انتباه العالم إلى القضية الفلسطينية خلال هذا الحدث الهام، فضلاً عن المطالبة بالإفراج عن المعتقلين.

وكان التفكير في العملية أن تكون ضد الموساد وأذرعه، لكن عملية اغتيال القاص والروائي الفلسطيني غسان كنفاني والتي جاءت في يوليو/تموز من العام ذاته، فتحت الباب على مصراعيه لتنفيذ عملية انتقامية مشابهة.

أولى الخطوات كانت تحديد مكان الهدف، مثل سفارات وقنصليات إسرائيل، لكنّ هذا المقترح رُفض؛ لتجنب الدخول في مشاكل مع الدول التي تستضيف تلك البعثات، ليبرز أخيراً أولمبياد ميونيخ لرد الصاع صاعين، أولاً على الاحتلال الإسرائيلي وثانياً على اللجنة الأولمبية التي رفضت مشاركة الفريق الفلسطيني.

أثناء التخطيط للعملية، كان الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف عن عملياته، إذ حاول اغتيال بسام أبو شريف رئيس تحرير مجلة "الهدف"، التي تصدرها "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بواسطة طرد مفخخ، كما حاول اغتيال أنيس صايغ مدير مركز الأبحاث الفلسطيني.

وعلى الرغم من أن المحاولتين فشلتا، فإنهما أحدثتا تشوهات في الرجلين اللذين لم يكن لهما أي دور في الأعمال العسكرية على الإطلاق.

في نهاية المطاف وبعد عمليات التمحيص والمراقبة والتخطيط، تبلورت الخطوط العريضة للعملية، وهي دخول فدائيين يرتدون ملابس رياضية عن طريق السياج الخارجي إلى الداخل ليبدوا كأنهم لاعبون مشاركون في الأولمبياد.

ومن ثمّ يقومون باقتحام مقر إقامة البعثة الإسرائيلية في وقت متأخر؛ لضمان أن يكون نياماً.

في حين جهّز المخططون، لطباعة جوازات سفر مزورة؛ لضمان دخول الفدائيين إلى ألمانيا دون أن يواجهوا أي مخاطر.

 

53540c3aac22bb321207dfba93f84c614c962fd5

 

ماذا جرى؟ 

هاجم المقاومون مقر إقامة الرياضيين الإسرائيليين في المدينة الأولمبية في ميونيخ في ألمانيا، واحتجزوا تسعة من الرياضيين بعد أن قتلوا اثنين قاوموا الفدائيين.

وطالب الفدائيون الاحتلال بالإفراج عن مائتي معتقل في سجونها مقابل الإفراج عن الرياضيين التسعة، لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت الانصياع لمطالب الفدائيين وأرسلت بعثة من رجالها لوضع كمين للقضاء على المقاومون.

وعندما عرف المقاومون أن الاحتلال يرفض مطالبهم طلبوا طائرتين من الألمان لنقلهم إلى القاهرة، ولكن الطائرتين هبطتا في مطار عسكري ألماني تابع لقوات حلف شمالي الأطلسي، وكان مطوقاً بقناصة ألمان باشروا بإطلاق النار على الفدائيين والرهائن الإسرائيليين ما أدى إلى مقتل الرهائن وخمسة من الفدائيين وإلقاء القبض على ثلاثة منهم.

ونشرت عدة روايات حول عملية ميونيخ. وكانت الأخيرة في كتاب أهارون كلاين. حساب مفتوح(2006) حيث كشف فيه عن الأسرار التي واكبت العملية الإسرائيلية في تصفية المقاومين، وكذلك ما أفرزته هذه العملية من سلسلة عمليات اغتيال وتصفيات لقياديين ونشيطين فلسطينيين في مختلف العواصم الاوروبية، منهم الدكتور وديع حداد.