ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: قالت صحيفة "هآرتس" إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يحاول خلق معادلة مفاده إما الأسرى أو الأمن، وهذه كذبة يجب دحضها.
وأشارت إلى أن الشخص الذي حرص طوال حياته السياسية على تصوير نفسه كـ"السيد أمن"، روّج على مدى عقود لنهج أمني سياسي أدى في الواقع إلى نتيجة معاكسة تمامًا، ومؤيدوه مدعوون لطرح هذا السؤال والإجابة عليه بصدق: هل تشعرون الآن بأمان أكثر؟.
وشددت على أن إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجديد على وجود قوات الاحتلال في ممر فيلادلفيا على حساب الأسرى في قطاع غزة الذين ما زالوا على قيد الحياة، هو مناورة قاسية للغاية حتى لشخص منعزل وساخر في مستوى مختلف.
ولفتت إلى ما أشار إليه وزير حرب الاحتلال يؤاف غالانانت ورئيس الأركان هارتسي هاليفي، أن السيطرة العسكرية "الإسرائيلية" على ممر فيلادلفيا، ليست ضرورة أمنية على الإطلاق، بل هي ضرورة سياسية.
وتابعت الصحيفة: "يحاول نتنياهو إنشاء معادلة إدراكية مروعة لقاعدته السياسية، مفادها أن الخيارات الوحيدة المطروحة الآن هي إما صفقة لتحرير الأسرى أو الأمن الشخصي لباقي الإسرائيليين. بمعنى أن الصفقة لتحرير الأسرى ستضر حتمًا، حسب زعمه، بالأمن، ولذلك يتخذ هذا القرار "الصعب" لمصلحة العامة الوهمية."
وأكدت "هآرتس": هذه معادلة كاذبة تمامًا.
على عكس ذلك، قالت الصحيفة إلى صفقة تبادل الأسرى وإنهاء الحرب هي جزء من الخيار الوحيد الذي سيضمن أيضًا الأمن المستدام على المدى الطويل للإسرائيليي، وأن القتال إلى الأبد ليس حلاً حقيقيًا.، وبعد عشرة أشهر من القتال، من الواضح بالفعل أنه لا يوجد شيء يسمى "النصر المطلق" أو "القضاء على العدو"، ولا يمكن السيطرة عسكريًا على "شعب آخر" إلى الأبد، ولا يمكن إقناع المجتمع الدولي بهذه الطريقة.
وأضافت أن ممر فيلادلفيا هو مجرد وهم آخر من مدرسة "النصر المطلق"، وأنه في النهاية، ينتهي كل حرب بتسوية ما، تمامًا كما انتهى كل جولة قتال في غزة حتى الآن باتفاقيات وقف إطلاق النار التي أخفتها حكومات نتنياهو عن الجمهور.
وبدلاً من الاعتراف بذلك والعمل على تسوية أوسع وأطول، من خلال الحوار مع الأطراف البراغماتية، اختار نتنياهو وضع ضمادة فضفاضة في كل مرة وتعزيز المواقف العسكرية المتشددة.