شبكة قدس الإخبارية

تقريرحافة الحرب..الاغتيالات الإسرائيلية لقيادات حزب الله هل تدفع نحو المواجهة الشاملة؟

WhatsApp Image 2024-07-07 at 1.32.31 PM
يزن حاج علي

خاص - شبكة قدس الإخباريةفي إطار التصعيد المتبادل بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر/2023، ينفذ جيش الاحتلال غارت جوية ومدفعية على جنوب لبنان بشكلٍ مستمر، ويأخذ هذا التصعيد شكلاً أكثر عمقاً في القصف بين الطرفين منذ مطلع العام الجاري.

 

يشن جيش الاحتلال غاراته مُستهدفاً قرى جنوب لبنان الحدودية مُدعياً قصفه لمنشآت ومواقع تعود لحزب الله، إضافة لاستهدافه سيارت مدنية ودراجات نارية موقعاً الإصابات في صفوف المدنين المتواجدين في محيط القصف، وما يلبث أن يعلن اغتياله لشخصيات قيادية ومقاتلين من حزب الله.

 

يُعلن الإعلام العسكري التابع لحزب الله عن عناصره وقادته الشهداء الذين ارتقوا على إثر هذه الغارات ببياناتٍ عسكرية ، ما يؤكد رواية الاحتلال باغتياله أشخاص من الحزب بشكلٍ مستمر، فهل تدفع عمليات الاغتيال هذه إلى تجاوز قواعد الاشتباك بين الحزب والاحتلال؟

 

اغتيالات تُقابل بقصفٍ أعنف وأعمق


تصاعدت عمليات الاغتيال الإسرائيلية ضد قادة حزب الله منذ بداية عام 2024، في أعقاب عملية اغتيال الشهيد القيادي في حركة حماس صالح العاروري في كانون ثاني/يناير الماضي، ورد الحزب على اغتياله بقصفٍ صاروخي مكثف استهدف قاعدة "ميرون" الجوية في الجليل شمال فلسطين المحتلة، وقد اتهم الاحتلال الشهيد وسام الطويل أحد قادة حزب الله بمسؤوليته عن قصف القاعدة واغتاله بعد العملية بيوم.

 

قابل الحزب عملية الاغتيال هذه بقصف مواقع جيش الاحتلال بصواريخ "بركان" الثقيلة والتي أوقعت دماراً كبيراً في مواقع الاحتلال العسكرية، ومثلت دخول التصعيد على الجبهة الشمالية مرحلة جديدة برز فيها القصف العنيف.

 

رداً على ذلك استهدف سلاح جو الاحتلال مدينة صور اللبنانية ومحيطها بغاراتٍ عنيفة بين الفينة والأخرى، إضافة إلى شن أحزمة نارية في محيط القرى الجنوبية، وتنفيذ غاراتٍ بالفسفور الأبيض داخل الأراضي اللبنانية، يُقابل حزب الله هذه الغارات بتنفيذ عمليات استهداف بواسطة مسيراته التي باتت تصل إلى مناطق عميقة داخل الأراضي المحتلة، دخلت دائرة استهداف الحزب لأول مرة منذ حرب عام 2006.

 


مخاوف من حربٍ شاملة وسط قتالٍ غير مسبوق


تنتشر تصريحات سياسية ودبلوماسية تُحذر من التصعيد العسكري بين حزب الله والاحتلال، مع وجود مخاوف مباشرة وتوقعات من تطور التصعيد إلى حربٍ شاملة تتطور لتصبح حرباً إقليمية تشهدها المنطقة.

 

تأتي هذه المخاوف على وقع الانفجارات والحرائق الممتدة في شمال فلسطين المحتلة، والمجازر التي يرتكبها الاحتلال في جنوب لبنان دون إيجاد حلٍ دبلوماسي لهذا التصعيد قبل الإنزلاق إلى الحرب، غير أن المستوى السياسي العالمي يعرف الحل دون تطبيقه، وهو مطلب حزب الله بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب جيش الاحتلال من هناك والرضوخ لمطالب المقاومة الفلسطينية، تعرف الولايات المتحدة الأمريكية هذا الأمر وهو ما صرح به حزب الله مراراً وتكراراً، دون وجود رغبة حقيقية لدى أمريكا بوقف الإبادة في قطاع غزة وتحقيق الهدوء على الجبهة الشمالية.

 

وفي خضم هذه التصريحات يستمر الاحتلال بارتكاب المجازر في قطاع غزة، وتنفيذ عمليات الاغتيال في لبنان، مع تهديدات "نتنياهو" و "غالانت" باجتياح لبنان ورد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.

 

قصف الجليل الأدنى..أعمق منطقة يستهدفها حزب الله منذ بداية التصعيد


في إطار رده على عمليات الاغتيال، نفذ حزب الله صباح اليوم الأحد قصفٍ صاروخي موسع استهداف به قواعد جيش الاحتلال في الجليل الأدنى شمال فلسطين المحتلة، وقال حزب الله في بيان له إنه استهدف قاعدة "نيمرا" العسكرية غرب مدينة طبريا المحتلة بصواريخ الكاتيوشا إضافة لاستهدافه مواقع الاحتلال العسكرية بالمسيرات ما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة رداً على عمليات الاغتيال.

 

يستمر المشهد على هذا النحو منذ شهور وتستهدف عمليات حزب الله مناطق أوسع وصلت إلى مشارف مدينة عكا المحتلة وصفد، ومن الملاحظ أن كلما زاد جيش الاحتلال من عمليات الاغتيال كلما توسع قصف حزب الله ليشمل مناطق جديدة.

 

أبرز عمليات الاغتيال التي استهدفت قادة الحزب، اغتيال الشهيد القائد طالب عبد الله في حزيران الماضي الذي اغتاله الاحتلال في غارة على منزل بقرية جويا جنوب لبنان وارتقى معه قادة آخرين من الحزب، ورد حزب الله على اغتياله بقصفٍ عنيف استهدف عدة مناطق شمال فلسطين.

 

تُظهر عملية اغتيال طالب عبد الله أثر عمليات الاغتيال التي ينفذها الاحتلال على تأجيج نيران المواجهة على الجبهة الشمالية، واتجاهها إلى منحنيات أكثر تعقيداً وصعوبةً للإيجاد حلٍ دبلوماسي، وانهيار منظومة الاحتلال الأمنية على الجبهة الشمالية جاء بعد الاستهدافات المتعاقبة من قبل حزب الله التي يرد بها على اغتيالات قادته ودعماً للمقاومة في غزة.


أما إخلاء المستعمرات الشاملية من السكان جراء التصعيد، يدخل في صُلب المشهد الذي يُستعصى على أي حلٍ سياسي وفق رفض "نتنياهو" إيقاف الحرب في غزة، وتبقى الجبهة الشمالية بحالة استنفارٍ وتبادل للنيران أمام فرصة كبيرة لتطورها إذا ما استمر الاحتلال باغتيالاته.

#حزب الله #الجبهة الشمالية #العدوان الإسرائيلي #حرب شاملة