تصر الوساطة العربية المأمورة أمريكياً على كسر طوفان الأقصى وتفريغه من مضمونه السياسي، فهذه الوساطة بحسب الضغط الذي تمارسه مؤخرا على الفلسطينيين لا تأبه بمجاعة ولا إبادة ولا ضمانة وقف الحرب، فهي تسوق بجنون مقترح بايدن المصاغ إسرائيلياً.
لذلك كانت معادلة أمريكا السابقة "نبي هدوء غزة بحقيبة الدولار وهدوء الضفة بالتنسيق ووهم التمثيل والاتصال".
بعد الطوفان الذي يعتبر ضربة لم تكن في الغلاف بل في قلب البيت الأبيض ومخططاته الفاشلة؛ لم يعد قرار أمريكا المنفذ من قبل الغلمان "نبي هدوء"، بل الآن شعارهم بكل اللغات والإعلام المستنتج من مقترحات الهدنة هو استعادة الرهائن واعطاء "إسرائيل" حق استئناف الحرب مباشرة وخطة اليوم التالي بقوة عربية وفوضى واقتتال بحجة الطحين والأسمنت.
"نبي الرهائن ولا نبي الهدوء".. أمريكا تلعب بالنار وعيالها يحاولون اللعب بالوقت.
ما زالت الساعة بتوقيت المقاومة، وعقاربها المركزية تؤشر نحو مرحلة جديدة على الأقل ليست اليوم التالي ببصمة أمريكية ولا وساطة عربية تخديرية تمريرية تنفيذية كعادتها.